ان الدوافع الرئيسية للدورة الاقتصادية الاخيرة كانت العولمة والمدينية والتصنيع مقرونة بفقاعة من الائتمان والموجودات تعزز نفسها بنفسها. اما الآن، فتزامن انخفاض الائتمان ونزول قيم الموجودات والسفر والتجارة والنشاط الاقتصادي كلها امور تجر معها الانخفاض في كل المناطق الاقتصادية في العالم. وانعكاساً لانهيار الانتاج الصناعي في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والتأخر في اقتصادات البرازيل وروسيا والهند والصين والتخزين السريع في المعادن الأساسية، كان علينا ان نقوم بتعديل اسعار المعادن تسليم 3 أشهر في بورصة لندن، للنحاس والألمنيوم والزنك والنيكل لتصبح 3400 دولار للطن و1250 و1250 و9500 دولار على التوالي. مقارنة بالأسعار الآجلة 3330 و1378 و1145 و10124 دولاراً للطن. انخفاض الطلب على الآلات المجمعة والمساكن في كل مكان ان الطلب في قطاعات البناء والمنتوجات التي تستعمل المعادن بكثافة ربما كان الأكثر تضرراً في الأزمة الراهنة. فقد تدهور بيع السيارات على نطاق واسع في الاقتصادات المتقدمة والناشئة في الفصل الرابع بعد توسع كبير وسريع في النصف الاول من 2008 ولا نرى حتى الآن ما يبشّر بانتعاش قريب. كذلك ان مخزون المساكن غير المباعة يزداد بسرعة في كل انحاء العالم وهناك طاقات ضخمة من العقارات السكنية والتجارية في عدد كبير من البلدان تنتظر المستثمرين. لا تزال الأسواق الناشئة تيسّر السياسة النقدية فيما المعطيات الاحصائية الاقتصادية سلبية جداً ومخزونات الآلات المجمعة لا تزال على تصاعدها، تمثّل التخفيضات الأخيرة في معدلات الفائدة في الأسواق الناشئة تطوراً مشجعاً بعض الشيء لنمو الناتج المحلي الاجمالي العالمي. ان بنية مؤسسات اقوى وزيادة المصداقية في تطبيق السياسة الاقتصادية الكلية يفترض ان تمكّن مجموعة من السياسات الهادفة الى بدء دورة اقتصادية معاكسة وصاعدة في الأسواق الناشئة الرئيسية، مشيرة الى انتعاش متواضع في الطلب على السلع في النصف الثاني من 2009. وتماشياً مع هذا الرأي، عدّلنا توقعاتنا لتسليم الثلاثة أشهر في 2010 لتصبح أسعار النحاس والالمنيوم والزنك والنيكل على التوالي 3800 و1750 و1450 و11100 دولار للطن. النحاس والزنك سوف يتغلبان على الألمنيوم والنيكل في 2009 ان المجهود العالمي لإنعاش التضخم يمكن ان يؤدي الى دعم الطلب على السلع وتحسين الأسعار في النصف الثاني من 2009 او في مستهلّ 2010. والسؤال الذي يبرز الآن هو أيّ من المعادن الصناعية سيكون أداؤه أفضل؟ في رأينا، ان تقييد انتاج النحاس وتكاليف الزنك المخفضة ستحول دون تكديس كبير جداً بالمخزون حتى ولو بقي الطلب ضعيفاً. وعلى عكس ذلك، نتوقع مزيداً من تراكم المخزون من الألمنيوم والى مدى أقل من النيكل في الأشهر القادمة. لذلك، نقترح على المستثمرين ان يزيدوا من مراكزهم الارتفاعية في النحاس والزنك في محافظهم الاستثمارية ضد الألمنيوم والنيكل. لا نزال نتوقع ان تواصل أسعار الذهب ارتفاعها على ثلاثة مراحل نتوقع ان ترتفع اسعار الذهب الى 1500 دولار للأونصة على ثلاثة مراحل. لا نزال نعدّل السعر الوسطي للذهب في 2009 و2010 الى 1000 دولار و1500 للأونصة على التوالي. وفيما تستمر أزمة الائتمان العالمي بالتطور، تؤثر علاوة المجازفة في دعم أسعار الذهب. اما المرحلة الثانية، فتتسم بضعف الدولار ويمكن ان تبدأ في النصف الثاني من 2009. واخيراً عندما تستقر اسعار العملات، يرجح ان تبدأ المرحلة الثالثة تحت تأثير انتعاش اسعار الطاقة.