رجحت سلطات معتقل غوانتانامو الأميركي في بيان عسكري يلفه الغموض " فرضية الانتحار" التي قالت إنها "على ما يبدو" سببا في وفات معتقل يمني جديد ، ليكون بذلك ثاني معتقل يمني لقي حتفه بتلك المبررات ، وبعد أسابيع قليلة على الكشف عن محاولة انتحار سجين يمني آخر أمام محاميه. البيان العسكري الأمريكي قال أن المتوفى هو محمد أحمد عبد الله صالح ويعرف كذلك بالحناشي وكان يبلغ من العمر 31 سنة، لكنه لم يوضح الطريقة التي لقي بها حتفه. وجاء في نص البيان: "إن حرس المعتقل عاينوا خلال دورية روتينية أن السجين لم يكن يرد كما لم يكن يتنفس". وبعد أن أحضر فريق طبي لفحصه تبين أنه قد توفي، وأشار إلى فتح تحقيق في الحادث، وستخضع جثة المتوفى إلى التشريح الطبي قبل أن تسلم إلى اليمن. وقد أودع الحناشي معتقل غوانتاناموا منذ شهر فبراير 2002، وقال البيان العسكري الأمريكي أن معلومات الاستخبارات تشير إلى أنه "دخل أفغانستان عام 2001 للقتال إلى جانب طالبان. وأنه اعتقل في مزار الشريف." *الثاني من الجنسية اليمنية ويعد المتوفى خامس نزيل من نزلاء معتقل جوانتانامو والثاني من الجنسية اليمنية تعلن وفاته انتحارا، منذ إنشاء المعتقل في يناير/ كانون الثاني من سنة 2002، كما يأتي بعد أسابيع من إقدام يمني اخر على الانتحار كما ورد من أنباء. ففي 10 يونيو 2006، وبعد أربعة أعوام من الإعتقال، توفي السجين اليمني أحمد علي عبد الله في معتقل غوانتانامو ومعه إثنان من السجناء السعوديين، ياسر طلال الزهراني وما نع شمان العتيبي. وفاة المعتقلين الثلاثة، قالت السلطات الأمريكية إنها تعود إلى عملية انتحار تم القيام بها كرد فعل قتالي. لكن عائلات الضحايا شككت في ذلك، وهو ما دفعها الى طلب المساعدة من جمعية الكرامة لحقوق الإنسان، التي مقرها في جنيف، لمساعدتها في تشريح الجثة للتعرف على الأسباب الحقيقية للوفاة، وقد اصرت العائلات على أن يكون الفريق الطبي سويسريا. وكانت الخلاصة التي توصل إليها فريق الأطباء، كما أوضح البروفسور مانجان هي أن "الوفاة تعود الى عملية خنق ميكانيكية، وأن هذا الخنق ناتج عن عنف تمت ممارسته على مستوى العنق، وأن وجود أثر حبل يشير إلى إمكانية أن تكون الوفاة عن طريق الشنق". *يمني ثالث يقال انه فشل في الانتحار وفي منتصف مايو الماضي قال أحد المحاميين الأمريكيين إن معتقلا يمنيا في غوانتنامو يدعى عدنان فرحان عبد اللطيف حاول الانتحار. وأوضح المحامي ديفيد ريميس لصحيفة جولف نيوز الإماراتية الناطقة باللغة الإنجليزية : "حاول عدنان الانتحار خلال لقائي معه بدون أن ألاحظ، حيث كسر قطعة من أسفل الطاولة التي نجلس عليها وأخذ ينشر وريد يده اليسرى". وأضاف المحامي الأمريكي: "لقد أصاب الوريد وأخذ ينزف الدم في وعاء بلاستيك، وقبل أن أتركه في الوقت المحدد لي، قذفني بالدم من الوعاء". وقال ريميس: "لقد كانت كمية الدم كبيرة جدا لأني كنت منقوعاً من رأسي إلى ركبتي، بما فيه وجهي ويدي الاثنتين، ووقعت لطخة كبيرة على عيني اليمنى". ودعا ريميس الذي يمثل 16 معتقلا يمنيا كلا من الحكومتين اليمنية والأمريكية لإرجاع عبد اللطيف إلى أسرته. وعبد اللطيف محتجز حاليا في القسم الطبي , وقد جُلبت له أنبوبة تغذية ووزنه يصل إلى أكثر من 120 رطل , وقال المحامي الأمريكي إن عبد اللطيف يتلقى حاليا تغذية قسريه في الفراش. وناشد ريميس الولايات المتحدة واليمن العمل على ترتيب عودة عدنان فورا إلى اليمن لأسباب إنسانية. *اليمنيون في غوانتانامو ويقبع في سجن جونتاناموا 97 يمني ، ومن بين المعتقلين اليمنيين، يوجد نحو 12 شخصا مرشح للعودة إلى السعودية بسبب ارتباط معيشتهم هناك. ويواجه أكثر من عشرة معتقلين محاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية، وأبرزهم رمزي بن الشيبة، الذي يتهم كأحد المنسقين لهجمات 11 سبتمبر2001. وكان أهالي المعتقلين اليمنيين في سجن غوانتانامو ، البالغ عددهم 97 يمنياً، اعتصموا الاسبوع الماضي بصنعاء أمام مجلس الوزراء بالتزامن مع جلسة انعقاده الدوري للمطالبة بإعادة أبنائهم إلى بلدهم، مطالبين بعودة أبنائهم إلى "وطنهم الأم اليمن"، بعدما تناقلت أنباء عن احتمال ترحيلهم إلى السعودية لانضمامهم إلى برنامج "إعادة التأهيل" السعودي.