ما زال الغموض يخيِّم على الأسباب الحقيقية وراء حادثة تحطم الطائرة "الإيرباص" 310 قبل اسبوعين قرب سواحل العاصمة موروني بجز القمر برغم انقضاء نصف عمر بطاريات الصندوقين الأسودين للطائرة, حيث ستبدأ بعد ذلك تقل قوة الذبذبات وتتراجع معها الآمال المعلقة بسرعة العثور على الصندوقين لمعرفة الأسباب الحقيقية لتحطم تلك الطائرة، بعد نفاد بطارياتهما الذي يصل عمرهما شهرا كاملا، حسب المختصين. وتظاهر الثلاثاء بصنعاء امام مقر الحكومة ، أهالي لضحايا طاقم الطائرة اليمنية المنكوبة قبالة جز القمر ومعهم نقابة الطيارين والمهندسين وموظفين بشركة الخطوط الجوية اليمنية، مطالبين الحكومة بالدفع بتدخل جهة دولية محايدة للإشتراك في التحقيقات بشأن حادثة سقوط الطائرة أواخر الشهر الماضي وإظهار نتائجه بشفافية ووضوح في اسرع وقت ممكن لا سيما مع ما بات إمعان فرنسي في طمس حقائق واقعة سقوط الطائرة. وحمل المتظاهرون لافتات ورسوم للطائرة اليمنية المنكوبة وهي تستهدف بصاروخ من احدى القطع البحرية الفرنسية ، ورددوا هتافات تستهجن المماطلة في عمليات البحث وانتشال الصندوقين الأسودين رغم مضي أكثر من أسبوعين منذ حادثة سقوط الطائرة. وسلم المتظاهرون رسالة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، تضمنت مناشدة الحكومة بسرعة التحرك للمطالبة بتشكيل فريق دولي محايد يتولى الأشتراك في عمليات البحث وانتشال الصندوقين والتحقيق بنزاهة في هذه الكارثة وسرعة إعلان النتائج للرأي العام . وطالب المتظاهرون الحكومة النظر بجدية لما تتناوله وسائل الإعلام من معلومات وأدلة وقرائن ترجح أن الطائرة اليمنية أسقطت بصاروخ من قبل قطع بحرية كانت متواجدة في موقع سقوطها الأمر الذي جعل اجزاء من هيكلها يتناثر في عدة مواقع متباعدة وهو ما لا يمكن حدوثة مع أية طائرة تسقط لسبب عادي في البحر .. منبهين إلى أن كل ذلك يستدعي تحقيق جنائي دولي محايد لإجلاء الحقيقة . وقال المتظاهرون في رسالتهم " لقد آن الأوان لتدخل اليمن رسميا عبر الحكومة لوضع حد لهذه المأساة من خلال المطالبة بإشراك جهة دولية محايدة للإشتراك في التحقيقات لكشف الحقيقة والتخفيف من معاناة أسر الضحايا". وأشاروا إلى أن الغموض الذي يكتنف الحادث قد فاقم المأساة لدى أسر ضحايا الطائرة المنكوبة ، مضيفين " إن سقوط طائرة للخطوط الجوية اليمنية في حادث وحيد على مدى يمتد أكثر من أربعين عاما من تاريخها ليس مبررا لتشويه صورة هذه الشركة الحاملة لعلم اليمن بتاريخها النظيف الخالي من الحوادث الذي لم تصنعه الصدفة أو الحظ الجيد بل سنوات وسنوات من العمل الجاد والمبدع لآلاف المواطنين اليمنيين في مختلف مرافق هذه الشركة الوطنية". واعتبروا " إن الإتجاه الهجومي وبكل شراسة من قبل وسائل اعلام فرنسية لتشويه سمعة اليمن على إثر حادث كهذا هو أمر لا يمكن لأي يمني وطني غيور السكوت عنه ويتطلب سرعة استكمال التحقيقات وإعلان النتائج لكشف الحقيقة ". اوروبا لم تدرج اليمنية في اللائحة السوداء في غضون ذلك أعلنت المفوضية الاوروبية اليوم الثلاثاء انها سحبت اربع شركات طيران اندونيسية من اللائحة السوداء للاتحاد الاوروبي، بينها شركة غارودا الوطنية، لكنها لم تدرج الشركة اليمنية عليها والتي تحطمت احدى طائراتها اخيرا قرب سواحل جزر القمر. واوضحت المفوضية في بيان ان لجنة السلامة الجوية التابعة للاتحاد الاوروبي قررت رفع حظر السفر الى اوروبا المفروض في العام 2007 على شركات الطيران الاندونيسية "غارودا اندونيسيا" و"ايرفاست" و"ماندلا" و"بريم اير" لانها "تستوفي معيار السلامة الدولية". وكان الاتحاد الاوروبي حظر في حزيران/يونيو 2007 على كل الشركات الاندونيسية ان تستخدم مجاله الجوي بعد تقرير لمنظمة الطيران المدني الدولي. وتقرر هذا الحظر اثر حوادث جوية عدة بينها الحادث الذي وقع في كانون الثاني/يناير 2007 لطائرة تابعة لشركة "آدم اير" من طراز بوينغ تحطمت قبالة سواحل جزيرة سولاويسي الاندونيسية ما ادى الى مقتل 102 شخص كانوا على متنها. وفي اذار/مارس من السنة نفسها، تحطمت طائرة تابعة لشركة "غارودا اندونيسيا" في جافا ما ادى الى مقتل 21 شخصا. وفي المقابل، فان شركة "اليمنية" التي تحطمت احدى طائراتها الايرباص "ايه310" في حزيران/يونيو قرب جزر القمر، لم تدرج على اللائحة السوداء للاتحاد الاوروبي في انتظار نتائج التحقيق حول اسباب هذا الحادث.