وكالات - قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن واشنطن لا تقبل بشرعية النشاط الاستيطاني في إسرائيل ولكنها تؤمن بأن المفاوضات هي أسرع طريق لتجميده، وشددت على أن مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ينبغي أن تشمل قضية القدس. وأضافت كلينتون –في تصريحات عقب لقاء أجرته مع الرئيس المصري حسني مبارك وعدد من المسؤولين المصريين في القاهرة- "لا نقبل بشرعية النشاط الاستيطاني ولدينا قناعة أكيدة بأن إنهاء كل الأنشطة الاستيطانية حاليا ومستقبلا سيكون أفضل". وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد صرح أمس بأن عملية السلام "تمر الآن بمرحلة حرجة"، مشيرا إلى أن بلاده تريد من كلينتون تفسيرا لتصريحات السبت حين أثنت على موقف إسرائيل من الاستيطان وقالت إن وقف النشاط الاستيطاني ليس شرطا لاستئناف المفاوضات. ضمانات حقيقية وحسب أبو الغيط، فإن مصر تريد ضمانات أميركية بألا تتحول المفاوضات إلى مجرد إضاعة للوقت وألا تستغل لتحقيق الأهداف الإسرائيلية، وكذلك ضمانات تحفظ للفلسطينيين حقهم في دولتهم. وجاءت زيارة كلينتون لمصر بعد زيارة للمغرب استمرت يومين حثت خلالها وزراء خارجية عرب على ما أسمته "عدم تبادل الاتهامات" ودعم الخطوات التي تؤدي إلى استئناف المحادثات المعلقة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي. وفي تصريحات سابقة للجزيرة من الرباط قالت كلينتون إن "مسألة الاستيطان ستحل عندما ترسم حدود الدولة الفلسطينية"، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا يمكنها قانونا التراجع عن تراخيص بناء منحتها، "لكنها أعلنت أنها يمكن أن تضع حدا لكل الأنشطة الاستيطانية (مستقبلا)، فلا تراخيص جديدة ولا مصادرة للأراضي في الضفة الغربية". ووصفت الإعلان الإسرائيلي بأنه "خطوة إيجابية شبيهة بالمجازفة كتلك التي أقدم عليها الفلسطينيون عندما أنشؤوا جهاز أمن ناجعا". لكن كلينتون أكدت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يريد وقفا كاملا للنشاط الاستيطاني، ووصفت هذا النشاط بأنه "غير شرعي". عرض غير مسبوق وكانت كلينتون قالت السبت إن عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (بتقييد الاستيطان لا وقفه) "غير مسبوق"، وهو تصريح خففت منه الاثنين عندما قالت إن موقف واشنطن "واضح ولا لبس فيه ولم يتغير"، وإنه رغم ثنائها على الإسرائيليين فإنهم ما زال أمامهم الكثير لفعله لتسريع العودة إلى المفاوضات. ونقل أيضا رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل قوله لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي التقاه أمس في عمّان، إن الموقف الأميركي من الموضوع لم يتغير. وقال عريقات إن عباس جدد لميتشل رفضه استئناف مفاوضات السلام دون تجميد الاستيطان، ف"نحن لا نضع شروطا لاستئناف المفاوضات، وإنما نريد استئنافها على أساس بنود خارطة الطريق". وتريد السلطة الفلسطينية دولة أساسها حدود 4 يونيو/حزيران 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وتقول إن الاستيطان يقضي على الأمل في تحقيق هذا الهدف.