شهدت مناطق متفرقة بعدد من محافظات اليمن الجنوبية والشرقية صدامات دامية بين رجال الامن وعناصر ما يسمى الحراك الجنوبي في تطور متسارع على جبهة الانفصال التي يدفع باتجاهها قيادات الحراك في الداخل والخارج والتي تزيد من تعقيدات المشكلة الامنية التي تحاول الحكومة جاهدة سد ثغراتها المتفجرة في اكثر من منطقة في البلاد. ورفعت الأجهزة الأمنية بمحافظة شبوة درجة الجاهزية واليقظة العالية في كافة الوحدات والنقاط الأمنية المنتشرة بعد حوادث صدامات مع عناصر ما يسمى بالحراك نجم عنها مقتل جندي في شبوة ومقتل وإصابة (11) في محافظة لحج . وتقول مصادر محلية بشبوة إن مداخل المدينة والطرقات والشوارع شهدت انتشاراً كثيفاً للدوريات الأمنية بعد مهاجمة عناصر الحراك السبت أفراد نقطة أمنية بمديرية عتق ونجم عنها مقتل الجندي منصور غالب أحمد قاسم الطاهري . ودفع حادث مهاجمة النقطة الأمنية إلى أن تشن الأجهزة الأمنية بشبوة حملة تعقب واسعة بحثاً عن سيارة " شاص" كانت تقل عناصر مسلحة يعتقد أنهم تابعين لما يسمى بالحراك الذي أخذت مجاميع منه مهمات مسلحة لاستهداف الدوريات ومهاجمة النقاط الأمنية وليس أخرها ما حدث أمس من اعتداء على أفراد النقطة الأمنية بمديرية عتق ومقتل الجندي منصور الطاهري . إلا أن هذه الحوادث دفعت وزارة الداخلية إلى إصدار تعميمات برفع الجاهزية واليقظة وعدم التساهل مع مرتكبي هذه الأحداث ووضع خطط ملاحقة باستمرار لضبطهم وتقديمهم للعدالة . وتضمنت التعميمات التحلي باليقظة الأمنية العالية تحسباً لكافة الاحتمالات وبما يمنع حدوث أي خروقات أمنية ، في ظل ما تعيشه محافظة شبوة من أوضاع استثنائية تمتثل بتمترس قادة تنظيم القاعدة الذي هدد على لسان الرجل الثاني " سعيد الشهري " بغزوات جديدة تستهدف الرد على الهجمات التي نالت من التنظيم في شبوة وأبين. التعزيزات الأمنية التي تشهدها محافظة شبوة تتمثل مهامها في ملاحقة عناصر القاعدة وعناصر الحراك المسلح والتصدي بحزم وقوة لتلك العناصر الإجرامية والإرهابية وإحباط كافة مخططاتها الإجرامية التي تستهدف الأمن والاستقرار بحسب ما تؤكده المصادر . وفي السياق ذاته كثفت الأجهزة الأمنية في منطقة الحوطة بمحافظة لحج من حملة اعتقال مطلوبين بعد صدامات مسلحة أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة (9) من بينهم رجل أمن والبقية من عناصر الحراك في اشتباكات هي الأولى من نوعها تشهدها الحوطة بعد انتقادات برلمانية ومحلية لأداء الأجهزة الأمنية الذي وصف بالهزيل . الاشتباكات التي نشبت بين الأمن وعناصر الحراك المسلح أمس كانت على خلفية قطع الطريق الرئيسي بين العاصمة صنعاء ومدينة عدن وبالذات في منطقة الحبيلين وكذلك مابين منطقة الشقعه والعند ، حيث تنتشر مجموعات مسلحة ليلا في شوارع مدينة الحبيلن بغرض ابتزاز الناس وسائقي القاطرات وتهديدهم باختطافها. وتقوم تلك العناصر من وقت لأخر بقطع طريق صنعاء- عدن وخصوصاً في نقيل حلية إلا أن تدخلات أفضت إلى رفع القطاع عن الطريق بعد حوالي ساعتين. وعلى خلفية الصدامات التي شهدتها مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج أمس اعتقلت الأجهزة الأمنية بمدينة الحوطة 13 شخصاً قالت انهم من الخارجين على القانون الذين قاموا مع مجاميع أخري من ضمنهم أشخاص مسلحين بالتجمع أمام خيمة عزاء وترديد شعارات مسيئة للوحدة والقيام بأعمال شغب وفوضى وتحريض على الأمن والاستقرار وقطع الطريق الرئيسية. وأكدت مصادر محلية أن الصدامات نشبت بعد محاولة الأمن إقناع المسلحين برفع القطاع وفتح الطريق إلا أن جهود الإقناع باءت بالفشل ما دفع الدوريات الأمنية إلى تفريق المجاميع المسلحة ليقوموا بإطلاق النار على رجال الأمن ما أدى إلي إصابة 4 جنود بإصابات مختلفة مما اضطر أفراد الأمن للرد عليهم دفاعاً عن أنفسهم من خلال إطلاق الأعيرة النارية في الهواء إلا إن العناصر المسلحة من الخارجين على القانون استمروا في إطلاق النار على رجال الأمن ما أدى إلي مقتل أحد المواطنين ويدعى عبداللة الباقري 40 عاماً وإصابة 4 آخرين . وتؤكد مصادر محلية انه وعقب هذه الاشتباكات قامت مجاميع مسلحة أخرى بقطع الطريق الواقع مابين منطقة الشقعه والعند مرة أخرى بواسطة إحراق إطارات ووضع الأحجار ما أدى الى خروج حملة أمنية تبادلت مع المسلحين إطلاق النار في محاولة لفتح الطريق بالقوة وأسفرت المواجهات عن مقتل عنصر مسلح من الحراك وإصابة رجل أمن من شرطة النجدة بطلقة نارية في صدره وإلقاء القبض على ثلاثة من تلك العناصر المسلحة، حيث تؤكد الأجهزة الأمنية أن تلك العناصر متورطة بأعمال خارجة عن القانون تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار بمحافظة لحج . محافظة الضالع لم تكن بمعزل عن تلك الأحداث التي شهدتها شبوة والحوطة بلحج أمس حيث اندلعت في مدينة الضالع اشتباكات مسلحة ليلا منذ الساعة العاشرة وحتى الساعة ساعات مبكرة يوم الاحد استخدمت فيها جميع الأسلحة وقد نتج عن ذلك إحراق منزل بالكامل يملكه المواطن عبد الجليل احمد شايف دار الحيد واحتراق جزئي لمنزل يملكه مقبل اللجع نتيجة لتعرضهم لقاذف ( دشكا ) محرق . ودفعت هذه الحوادث العشرات إلى الخروج للتظاهر في محافظات الضالع ولحج وأبين الأحد ولم ينجم عن هذه المظاهرات أي حوادث عنف على الرغم من أنها رددت شعارات انفصالية ومناطقية ورفع أعلام شطرية . وفي سياق متصل امتدت الملاحقات إلى مديرية غيل باوزير بمحافظة حضرموت حيث تقول السلطات المحلية ان مجاميع خارجه على القانون تجمعت أمام مبنى إدارة أمن المديرية ورمت رجال الأمن بالحجارة بالإضافة إلي قيامهم بقطع الطريق وبأعمال شغب وفوضي ، وهو مادفع رجال الأمن إلى تفريقهم واحتجاز 4 ممن قالت "انهم من المحرضين على هذا التجمع المخالف للقوانين بالإضافة الى احتجاز 24 دراجة نارية أستخدمها مثيروا الشغب للوصول إلي منطقة التجمع" مشيرة إنها أحالت المتهمين الأربعة لإجراءات التحقيق . وفي سياق متصل قالت الأجهزة الأمنية بمدينة المكلا إنها أوقفت أحد الأشخاص من الخارجين على القانون على خلفية تورطه باعتداءات على رجال الأمن وأعمال شغب وإحراق إطارات وإطلاق ألعاب نارية على محلات تجارية وبسطات من ابناء المحافظات الشمالية.