ارتفعت حدة الحرب الإعلامية والتلاسنات بين أحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن على خلفية تصريح نشره أحد المواقع السبت ونفاه رئيس المجلس الاعلى للمشترك الدكتور عبد الوهاب محمود نفاه اليوم الاحد تضمن اتهامات بالتنصل من الحوار والوفاء بالتزامات الطرفين على الموقعين على اتفاق فبراير الذي جرى بموجبه تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى العام القادم 2011م . التصريح الذي نشره موقع "الاضواء نت" نفاه عبد الوهاب محمود رئيس المشترك وأكد في بلاغ تلقاه الوطن اليوم الاحد بأن ما نسب اليه في هذا الموقع لا أساس له من الصحة". وقال محمود بأنه على تواصل مع الدكتور عبد الكريم الارياني مستشار رئيس الجمهورية على خلفية جهود الوفد السوري برئاسة الرفيق "عبد الله الاحمر" الامين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي في تقريب وجهات النظر بين المؤتمر والمشترك بهدف وجود أرضية مشتركة لاستئناف التواصل بين الطرفين . وكانت الحرب الإعلامية استعرت بالتصريح المنسوب كذباً للرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك المعارض الدكتور عبد الوهاب محمود الذي وصف فريق المؤتمر للحوار بأنه مجموعة موظفين يتنصلون من التزاماتهم ، مضيفاً بأن المستشار السياسي لرئيس الجمهورية اتصل به هاتفياً واخبره بأقفال السلطة لباب الحوار وإبقائها على باب التوقيع فقط. وتضمن تصعيد رئيس المشترك باشتراطه جلوس الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كطرف رئيسي في أي حوار للحزب الحاكم مع أحزاب المعارضة اليمنية مشيراً إلى حوارات سابقة بين الطرفين رعاها الرئيس وكان ممثلاً للمؤتمر . هذه الشرط وتلك الاتهامات لفريق المؤتمر بالحوار بأنهم مجموعة موظفين علق عليها الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام للشئون السياسية سلطان البركاني الذي وصف فريق المشترك وقياداته بأنهم مجموعة لا يحترمون أنفسهم ولا يحترمون ما يطلقون من تصريحات وأنهم رضعوا الكذب مع حليب أمهاتهم وأنهم أحزاب هلامية لا تمتلك الوزن والمشروعية للتجدد والبقاء . وقال البركاني رداً على اشتراط وجود الرئيس ممثلاً على رأس فريق المؤتمر أن الرئيس لن يجلس مع قيادات أحزاب ربطت مصير أحزابها بالدافعين :" يدعو الدكتور محمود إلى حوار مع الرئيس علي عبدالله صالح شخصياً فيما أن الرئيس هو من وجهت إليه كل الإساءات التي أطلقها اللقاء المشترك و من المستحيل على شخص كالرئيس يحترم نفسه أن يجلس مع مجموعة لا يحترمون ما يطلقون من تصريحات ولا يعون ما توقع به أقلامهم أو شخصيات فقدت وزنها ومصداقيتها بأن ربطت مصيرها بالدافعين. وبدأ البركاني رده بالأسف لفقدان الدكتور عبد الوهاب محمود سمات الشخصية التي كانت متزنة ومحل تقدير واحترام الناس ". وتابع هجومه على حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يرأسه محمود بالقول :" المؤتمر الذي ينكره محمود ليس من الأحزاب التي لا تملك سوى أمين عام وبضع أشخاص يكاد أحد الباصات أن يحملهم يطلقون على أنفسهم حزباً ". وفي إشارة إلى أحزاب في اللقاء المشترك لا تمتلك قاعدة جماهيرية ومن بينها حزب عبد الوهاب محمود والحق والقوى الشعبية قال البركاني :" إن المؤتمر ليس الأحزاب الهلامية المأجورة والمستأجرة أو تلك الأحزاب التي عفى على قيادتها الزمن ولم تجدد ولم تتجدد ". وأضاف الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في المؤتمر: ونقول لأحزاب المشترك والدكتور محمود بالدرجة الأولى إننا في المؤتمر قد أعطيناهم أكثر مما يستحقون وحجماً أكبر من حجمهم وصبرنا طيلة الفترة الماضية عسى أن يرعوي هؤلاء النفر وإلا فإننا لسنا بحاجة إلى الجلوس معهم ولدينا هيئات ومؤسسات وأغلبية برلمانية وثقة شعبية رئاسية ومحلية لا نتطفلها من أحد ولا نستجديها وإنما منحنا إياها الشعب ونحن نملك الوزن والمشروعية . وقال البركاني: و بعد أن تنكرت أحزاب المشترك الممثلة في البرلمان لكل الاتفاقات ولم تراعي التنازلات التي قدمناها فلسنا بحاجة إلى الجلوس مرة ثانية مع تلك القيادات التي رضعت الكذب مع لبن الأم ثم إنَا لسنا بحاجة إلى ضياع أوقاتنا مع مجربين خبرناهم منذ العام 2006م وعبر أربع اتفاقيات تنكروا لها جميعا ومادامت الهيئات والمؤسسات الدستورية قائمة ولدينا ومعنا المشروعية الدستورية والأغلبية البرلمانية والثقة الكاملة والمطلقة من الشعب فان الانتخابات ستجري في موعدها في ابريل 2011م . ومضى البركاني مؤكداً: ويكفينا أننا كنا صادقين عندما وقعنا الاتفاقات السياسية وأخرها اتفاق فبراير وأرضينا هذه المعارضة الكسيحة بتأجيل الانتخابات لمدة سنتين ،وصوتت أغلبيتنا على تعديل المادة 65 من الدستور للتمديد لمجلس النواب لسنتين ولو لم نكن جادين وعلى طريقة أولئك المنحوسين لما أجلت الانتخابات وعدل الدستور وحسبنا أيضاً إنَا قد أرضينا الرأي العام وأصدقائنا في العالم الذين كانوا يظنون أن في أحزاب المشترك بعض الأمل في ممارسة العمل السياسي وليس الفوضى والتحريض والكذب وتزييف وعي الناس بعد أن أفلست هذه الأحزاب وتلقت ضربة مميتة بانتخابات 2006م ورفض مطلق من جماهير الشعب. وأكد الأمين المساعد انه بعد مرور عام على اتفاق فبراير يصبح الحديث عن الحوار غير مجدٍ وقال: أما بعد مرور عام ونحن نحاول مع من لا يحترمون توقيعاتهم ولا مبادئهم فإننا في حل من الحديث عن الحوارات بعد اليوم أو التفكير بها مع صغار كقيادات اللقاء المشترك وليس هناك ما يخيف أو يقلق أو يدعو للعودة للحوار مع جاحدين ومتنكرين ومجموعة من القيادات العائشة على موائد الآخرين ،وصندوق الاقتراع هو الحكم وإذا كان للقاء المشترك قبولاً فستحمل ذلك الصناديق ،وعليه أن يقدم أي برنامج يريده للناخبين إذا كان له برنامج أما إن كان المشترك هو المشترك الذي عرفناه وعرفه الشعب خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية فلن تفقد الممارسة الديمقراطية قيمتها أو مكانتها سواء كانوا موجودين أم لم يكونوا فلن يتغير في الأمر شيء وعليهم أن يحترموا إرادة الناخبين إن أرادونا أن نتعامل معهم بعد اليوم ودون ذلك المستحيلات. وشدد البركاني على أن المؤتمر سيفي بالتزاماته ومسؤولياته وقال:ووفاء منا للالتزام باتفاق فبراير فإننا سنعمل على تنفيذه من طرف واحد وسيتم الاستفتاء على أي تعديلات دستورية مرتبطة باتفاق فبراير مع الانتخابات في ابريل 2011م . وأضاف :وندعو اللجنة العليا للانتخابات للتهيئة والإعداد لانتخابات ابريل 2011م وعدم الالتفات لما يقوله المرجفون في الأرض وما يطلقونه من هراء أقوال أو تصريحات سمجة أو يعلنونه من مواقف فإرادة الناخبين هي الحكم ويكفي المؤتمر فخراً انه بالرغم مما يمتلكه من أغلبية عمل كل ما بوسعه من اجل الحوارات ولم يأنف الجلوس مع أحزاب لا قيمة لها ولا وزن ولكم تحمل جراء نكث تلك الأحزاب من نقد من شركائه في التحالف الوطني الديمقراطي وأعضائه وأنصاره لكنه ظل يبذل المحاولات تلو المحاولات . واختتم البركاني تصريحه بالقول :وختاماً نؤكد أننا سنمضي في الانتخابات ولن نلتفت أو نابه لأولئك المفلسين ولن ننتقص المواعيد الدستورية أو نتجاوزها ومعنا كل جماهير الشعب ولسنا حزينين إن غابت تلك الأحزاب المنضوية تحت ما يسمى اللقاء المشترك أو قاطعت فلن تضيف للعملية الديمقراطية بغيابها أو حضورها شيئاً،ويصدق عليها قول الشاعر اللاهثون على هوامش عمرنا سيان إن حضروا وان هم غابوا .