تفاقمت حالة الشلل في حركة النقل الجوي امس السبت في كامل مناطق شمال اوروبا وشرقها حيث مددت الكثير من البلدان اجراءات اغلاق مجالاتها الجوية بسبب سحابة هائلة من الرماد البركاني ناجمة عن ثوران بركان في قمة جبل الجليد يوجافجالاجوكول (جنوب ايسلندا). وأعادت ايرلندا وبريطانيا اول البلدان التي وصلت اليها الخميس الماضي سحب الغبار البركاني الناجمة عن ثورة بركان ، امس اغلاق مجاليهما الجويين بعد ان كانت استأنفت الجمعة ببعض مطاراتها. ومع توقع بحدوث انفراج في شمال انكلترا صبيحة اليوم الأحد ،غير ان سحب الغبار البركاني "صعدت الى ارتفاعات اعلى وبالتالي فان المنطقة المعنية توسعت والمخاطر تفاقمت" على ما افادت سلطة المراقبة الجوية في ايرلندا التي اشارت الى "تدهور لجهة المنطقة التي تغطيها سحب الرماد والمطار في اجواء ايرلندا". وتم الغاء 16 الف رحلة امس السبت في الفضاء الجوي الاوروبي بحسب ما افادت المنظمة الاوروبية لامن الملاحة الجوية (يوروكنترول). وتتالت اعلانات دول شمال اوروبا عن تمديد اغلاق مجالاتها الجوية ، حيث اغلقت التشيك والنمسا مجاليهما الجوي ، وفي بلجيكا وسويسرا وشمال ايطاليا وبريطانيا والدنمارك والمانيا مدد الغلق حتى اليوم الاحد. وفي باريس وشمال فرنسا مدد الغلق على صباح غد الاثنين. وفي بولندا اعلن عن اغلاق المجال الجوي حتى اشعار آخر ، في حين تستعد البلاد وخصوصا مطار كراكوفيا جنوبا لاستقبال اكثر من 80 وفدا اجنبيا الاحد للمشاركة في تشييع جثمان الرئيس البولندي الذي قضى في حادث تحطم طائرة غرب روسيا. واغلق المجال الجوي الكرواتي صباح امس ما اثر على حركة مطار العاصمة زغرب. وبحسب تلفزيون الدولة في صربيا فان بلغراد اتخذت الاجراء ذاته. وتم تعليق حركة الملاحة الجوية في البوسنة حتى المساء. ومددت شركة الطيران الالمانية لوفتهانزا حتى يوم امس تعليق رحلاتها من المطارات الالمانية واليها. واتخذت شركة الرحلات المنخفضة التكلفة ريان اير الاجراء ذاته حتى منتصف يوم غد الاثنين بالنسبة للرحلات القاصدة شمال اوروبا ودول البلطيق. ويحاول ملايين المسافرين عبر العالم العالقين ايجاد وسائل نقل بديلة للوصول الى وجهاتهم. وقالت شركة النقل الحديدي يوروستار التي سيرت قطارات اضافية منذ الخميس الماضي ، امس ان وجهاتها ال58 العاملة الجمعة حجزت بالكامل ما يعني تقديم الخدمة ل46 الف مسافر. وصباحا شهدت محطة سانت بانكراس اللندنية تدفقا كبيرا للركاب في حين كان مكبر صوت يعلن انه "لم تعد هناك امكانية لشراء تذاكر او استبدالها". كما تدفق الركاب على الرحلات البحرية وحتى على سيارات الاجرة. وتلقت شركة اديسون لي طلبات للقيام برحلات من بريطانيا الى باريس وميلانو وامستردام وزيوريخ. ودفع رجال اعمال 800 يورو لرحلة بين بلفاست ولندن. ولا يبدو ان ثورة بركان ايسلندا مرشحة لان تهدأ. وحذر خبراء من انها يمكن ان تستمر عدة اسابيع على الاقل. واعلن معهد الارصاد الجوية الايسلندي ان الرياح ستستمر على الارجح في دفع سحب رماد البركان باتجاه اوروبا خلال الايام الاربعة او الخمسة المقبلة. ولم تسجل اي ضحية للبركان غير ان سحب الرماد التي يلفظها يمكن ان تحد من الرؤية وان تتسبب في اضرار في محركات الاجهزة حتى رغم تحليقها على ارتفاعات كبيرة. وشوهدت آثار الرماد في اسكتلندا دون ان تشكل تهديدا جديا للصحة. وقدرت الجمعية الدولية للنقل الجوي (اياتا) الخسائر الناجمة عن هذه الكارثة على حركة النقل الجوي ب200 مليون دولار يوميا. ( عواصم ووكالات )