رويترز - سيضر التقدم في جهود السلام بالشرق الاوسط بتنظيم القاعدة من خلال اسقاط ركيزة مهمة في الدعاية التي يحيط بها نفسه غير أن زعماءه الذين يتمتعون بقدرة على التكيف سيحاولون اصلاح ما يفسد باستغلال نزاعات أخرى مع الغرب. ماتي ستاينبرج العضو المخضرم بوكالات المخابرات الاسرائيلية: "من وجهة نظر دينية كانت القضية الفلسطينية دوما أولوية قصوى لتنظيم القاعدة. لكن لم نشعر بالحاحها هذا على المستوى العملي التطبيقي. "هناك مشكلة قدرات. تنظيم القاعدة ليس له موطيء قدم هنا والمحاولات القليلة لتوفير موطيء قدم كانت محلية ولم تصدر بها أوامر عليا. في غزة بذلت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) كل ما في وسعها لسحق عناصر تنظيم القاعدة. تعتبرهم حماس مصدر تهديد خطير على الرغم من أنهم لا يزالون على الهامش. "القاعدة لا تحتاج القضية الفلسطينية كسبب او مبرر لمهاجمة المصالح الامريكية في اي مكان بالعالم. بمهذا المعنى فان عدم حل القضية الفلسطينية يساوي حلها. ربما يقال ان الحل سيشجع القاعدة على تصعيد الهجمات. القاعدة ترى الحل تهديدا وعدم الحل فرصة." نعمان بن عثمان وهو رفيق سابق لاسامة بن لادن: "حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني سيفيد من خلال تضييق نطاق التجنيد المحتمل.. لن يكون هناك المزيد من صور القتلى الملهمة التي تبثها قناة الجزيرة. وسيشجع هذا المجتمع المدني في العالم العربي على الضغط من اجل الحرية والديمقراطية. "لكن يجب أن يتم هذا بشكل صحيح بمعنى أنه يجب أن يرضى أغلبية الفلسطينيين عن الاتفاق حتى يتحملوا المسؤولية عن السلام. بهذا سيتقلص احتمال تدخل مفسدين من الخارج وتخريبه. "لكن تنظيم القاعدة يطمح أيضا الى شيء أوسع نطاقا هو الاطاحة بالحكومات العربية واقامة خلافة. وبالتالي هناك مصالح ثابتة لها نصيب في استمرار الصراع. الصراع يلائم كثيرين." عويس راجبوت عالم اجتماع بجامعة برادفورد ببريطانيا: "اتجاه مسلمين في بريطانيا الى التطرف له عوامل تعليلية كثيرة لكن هناك عاملا بارزا هو السياسة الخارجية البريطانية... تتصل بما يعتبره المسلمون حربا واحتلالا غير مشروعين في العراق وأفغانستان... وعلى نفس المستوى من الاهمية ارتباط السياسة الخارجية بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني وهنا أسهمت قلة التحركات الايجابية للدفاع عن (حقوق الانسان) بالنسبة للمسلمين ضد الاعتداءات المستمرة اسهاما كبيرا في الاتجاه للتطرف." عمر نصيري وهو جهادي تحول الى عميل للمخابرات الفرنسية ومؤلف: قال عن تعلمه على يد المتشدد الليبي الراحل ابن الشيخ الليبي في معسكر تنظيم القاعدة بخلدان في افغانستان في التسعينات: "معركة استعادة الاراضي الفلسطينية من اسرائيل كانت المعركة الاكثر أهمية التي يمكن أن يخوضها مجاهد في حياته. القدس كانت قلب الاسلام... الجهاد في فلسطين لم يكن الشكل الوحيد للجهاد بالطبع لكنه كان الاكثر أهمية." شارون كورسيو المحلل بمخابرات الجيش الامريكي: "الدافع وراء ترك كثير من الشبان لديارهم والرحيل الى أفغانستان او الشيشان او فلسطين هو كلمات وتأثير الائمة ومن يقومون بتجنيدهم في مساجدهم المحلية. الدعوة الى الجهاد مغرية للشبان لانها تمثل تحولا الى الرجولة وتظهر اخلاص المرء للاسلام دين أجدادهم." بيتر نيومان بكينجز كوليدج جامعة لندن: "يجب الا يتوقع العالم أن يزول تنظيم القاعدة اذا كان هناك حل (لمشكلة) الشرق الاوسط. يمكن ان تستغل قضايا أخرى. "لكن يمكن القول انه يجب أن ينظر الى الغرب على أنه يبذل جهدا ولا يكيل بمكيالين وسيسهم هذا الى حد ما في تحسين الامور. "لا يمكن اتهام الغرب بتنفيذ طلبات القاعدة لان الغرب لا يريد تدمير اسرائيل. حل الدولتين يعطي اسرائيل والفلسطينيين الامن وهذا ليس الحل بالنسبة للقاعدة التي تريد تدمير اسرائيل. "انها مسألة حساسة بالنسبة للمسلمين. ليست القضية الوحيدة. انها تصعد وتهبط. كانت حرب العراق عامي 2003-2004 القضية الوحيدة. في 2009 كانت غزة. منذ عشر سنوات كانت الشيشان. الان الوجود الامريكي في أفغانستان أصبح أحد العوامل. منذ جيل مضى كان الاحتلال السوفيتي لافغانستان. "فلسطين جزء من الذخيرة الجهادية. انها أهم من غيرها لاهمية القدس والاماكن المقدسة والصراع المباشر بين اليهود والمسلمين. الرمزية محورية جدا. "أعتقد أن الصراع يولد دعما بين الناس الذين لا يعتنقون ايديولوجية معينة والذين قد يعتبرون ابن لادن زعيما قويا." لورينزو فيدينو الباحث بجامعة هارفارد: "حل الصراع سيجفف منبع (المجندين المحتملين) لكنه لن يقضي عليه تماما. سيبحثون عن مظالم أخرى." مايكل ناظر علي أسقف بالكنيسة الانجيلية باكستاني المولد ببريطانيا: "حتى اذا حلت (قضية) فلسطين اليوم فانهم سيجدون مظالم أخرى. حين تحل هذه الصراعات تنسى تماما. لا أحد يتحدث عن البوسنة اليوم