عصام السفياني - لم يكن سكان مدينة عدن وابنائها المعروف عنهم انتهاجهم طريق السلم والطرافة في كل حياتهم حتى منها الخصومة ان يجدوا مدينتهم المنهكة بدعوات القادمين من الريف المتعجرف جنوبا والمتخلف شمالاً مسرحاً لأخطر تنظيم ارهابي عرفه التاريخ. تنظيم القاعدة يقتحم مبنى تابع للامن والكارثة انه مبنى المخابرات في مدينة هي عدن وجوار مبنى تلفزيون عدن اقدم المؤسسات الاعلامية في الجزيرة العربية. عمليات تنظيم القاعده ليست جديدة على اليمنيين فهي لم تستثني السياح حتى النساء منهم ولم تترك للشعب ما تبقى من ثروة نفطية اهدرت وشفطت عائداتها كما ان عمليات القاعده وصلت الى سفارة واشنطن وموكب سفير بريطانيا وغيرها من المرافق المستهدفه في سجل القاعده . ان تكون عدن مسرحا لعملية خطيرة وهي على مشارف خليجي عشرين وعاصمة الاقتصاد ومدينة الاستثمار والصناعة واحدى الاوليات العشر في برنامج رئاسي جديد حظي بترحاب دولي واسع فتلك هي الكارثة والامر من ذلك ان تعلن وزارة الداخلية عن ضبط عناصر خطيرة جندها تنظيم القاعده في مدينة عدن. تنظيم القاعده استطاع استثمار الفشل الامني في اليمن ليجعل من مدينة عدن وقبلها العاصمة صنعاء في ذات المرتبة اسوة بمحافظة مأرب احدى عواصم القبيلة والسلاح والثأر في اليمن. عملية استهداف مبنى الامن السياسي في مدينة عدن حتى وان كان السبب صراع جهازي الامن السياسي والامن القومي فقد وصل صداها الى ابعد ما كان يتوقعه حتى تنظيم القاعده نفسه كون هذه المدينة الضاربه في تاريخ التجارة مشرفة على اهم طريق ملاحه نفطي في العالم وبالقرب من شواطئها ترسوا مئات البوارج وحاملات الطائرات الاوروامريكية . بريطانيا والتي ترتبط بعلاقه ليست بالهينة مع عدن كانت أول المسارعين الى بحث خلفيات الحادث ليس لأنه من فعل القاعده بل لان مكانه كان مدينة عدن رغم عدم مرور الكثير على تفجير انتحاري تبناه تنظيم القاعده واستهدف موكب سفيرها في اليمن. وزير بريطانيا لشئون الشرق الاوسط وقبلها كان السفير في صنعاء ووفد امني جميعهم توافدوا على صنعاء وزار منهم عدن بحثا عن خلفيات الحادث وبعدها اعلنت اليمن عن انشاء قاعدة خفر السواحل في باب المندب وبدعم بريطاني كون بريطانيا هي المختصة بتأهيل قوات خفر السواحل في اليمن بل ولديها ضابط بحري يداوم في مصلحة خفر السواحل بالعاصمة صنعاء ويصل المصلحة قبل الفراش احياناً. الوزير لشئون الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية اليستر جيمس برت بحث في 22 يونيو مع قيادة وزارة الداخلية في اليمن احتياجات قوات خفر السواحل اليمنية والدعم السنوي المخصص من بريطانيا لرفع جاهزية خفر السواحل اليمنية. وأكد الوزير البريطاني حسب مصادر تحدثت للوطن ان اداء قوات خفر السواحل اليمنية ليست بالشكل المطلوب لمواجهة حركة الارهاب الدولي بناءً على دراسة متخصصة اعدها خبير بريطاني يعمل في اليمن على تنسيق تأهيل بريطانيا لشرطة خفر السواحل في اليمن. وبعد زيارة الوزير البريطاني بأقل من أسبوع أعلنت اليمن عن انشاء قاعدة حرس سواحل على جزيرة في مضيق باب المندب الاستراتيجي لحماية الملاحة في الممر الملاحي الهام الذي يربط بين أوروبا واسيا. وشدد اليمن الذي تقدم الى واجهة المخاوف الامنية الغربية بعد محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أمريكية في ديسمبر كانون الاول من اجراءاته الامنية على منشاته الساحلية في وقت سابق من هذا العام للحماية من هجمات محتملة. وكان جناح القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقرا له دعا في فبراير شباط الى اغلاق المضيق الذي يلتقي فيه البحر الأحمر مع خليج عدن لقطع الشحنات الامريكية الى اسرائيل. وصعد القراصنة الصوماليون النشطون في خليج عدن والمحيط الهندي من هجماتهم في الاشهر الاخيرة محققين عشرات الملايين من الدولارات من الفدى التي يحصلون عليها للافراج عن السفن التي يخطفونها ومن بينها ناقلات وسفن شحن. وقال مصدر بحرس السواحل ان القاعدة ستبنى على جزيرة ميون التي كانت تعرف باسم بريم وان البناء بدأ فيها في بداية هذا العام. ويخشى حلفاء اليمن الغربيون والسعودية المجاورة أن يستغل تنظيم القاعدة الاضطراب على العديد من الجبهات في اليمن الى تجنيد وتدريب المتشددين للقيام بهجمات في المنطقة وخارجها. اخر الزيارات البريطانية لليمن كانت للفريق سايمون مايال نائب رئيس أركان الدفاع لشئون العمليات البريطاني الذي زار اليمن امس الاثنين وبحث مع المسئولين اليمنيين قضايا امنية تتعلق بالارهاب وحراك الجنوب. وناقش المسئول العسكري البريطاني مع وزير الداخلية اليمني مطهر المصري التنسيق الأمني بين اليمن وبريطانيا والتدريب والتأهيل في مجال خفر السواحل ومكافحة الإرهاب. وأستعرض اللقاء مجالات التعاون القائمة بين الأجهزة الأمنية اليمنية والبريطانية في مجال التدريب والتأهيل والتعاون الفني, وكذا عملية التنسيق فيما يخص بعملية مكافحة القرصنة البحرية في خليج عدن والبحر العربي. وعرض الوزير المصري على نائب رئيس أركان الدفاع لشئون العمليات البريطاني نتائج التحقيقات في عملية استهداف السفير البريطاني بصنعاء . وبهذا تكون عدن قد ايقضت سبات بريطانيا واعادة لندن الى واجهة الاشراف على احداث الجنوب في اليمن وخصوصا وعدن .