تحليل اخباري - قام أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى الاثنين بزيارة الى المملكة العربية السعودية فى مسعى لتقريب العلاقات السعودية الايرانية لا سيما بعد نجاح الدوحة مؤخرا والتي تحتفظ بعلاقة حميمة مع إيران في وساطة بين الحكومة اليمنية والتمرد في الشمال بقيادة (الحوثي) ، وهو الملف الشائك لتوتر علاقات اليمن ومثلها السعودية بإيران بعد ان استطاعت الاخيرة وبقوة دعم التمرد الحوثي في دورات قتال لاكثر من ست سنوات وغرز نفوذها بقوة في شمال اليمن وفي خاصرة الجزيرة العربية. وكان الرئيس الايراني أحمدي نجاد قد قام قبل ذلك بيوم بزيارة الى دولة قطر ، والتقى بامير الدولة وبحثا علاقات البلدين وعديد من الملفات . وعقد أمير قطر والرئيس الإيراني مؤتمر صحفي بالديوان الأميري اكد من خلاله أنهما أجريا مباحثات معمقة شملت سبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تربط بين الدوحة وطهران بالإضافة إلى شتى القضايا التي تهم البلدين وبالأخص الأوضاع في العراق وفلسطين . وفي إجابة على سؤال حول دور قطر في التقريب في وجهات النظر بين إيران والسعودية في ضوء زيارة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأخيرة للمملكة ومدى التقدم الذي حدث في ملف الحوثيين ، قال أمير قطر"عادة في زياراتنا للسعودية أو أي دولة عربية , دائما نبحث الأمور السياسية والخلافات الموجودة إذا أمكن حلها حتى عندما نكون طرفا في هذه الخلافات .. وعندما يتحدثون معنا نقبل بأرائهم بحيث نجد مخرجا لجميع خلافاتنا". وبالنسبة لموضوع الحوثيين أعرب أمير قطر عن اعتقاده بأن هذا الموضوع قد انتهى على النقاط الخمس التي تم التحدث فيها مع المسؤلين اليمنيين .. واشار امير قطر الى اتفاق سبق ان ساهمت قطر في ابرامه بين الطرفين العام 2008 وشكل اساسا لاتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في فبراير الماضي بعد جولة سادسة من النزاع المستمر في اليمن منذ العام 2004 والذي اسفر عن الاف القتلى اضافة الى نزوح 250 الف شخص. وجددت قطر في الاشهر الاخيرة مساعيها لتثبيت الهدنة مع الحوثيين الذين سبق ان اتهمتهم صنعاء بتلقي الدعم من جهات في ايران. والشهر الماضي، اتفقت الحكومة اليمنية مع الحوثيين في الدوحة على مسودة تفصيلية لجدول زمني لتطبيق التعهدات التي التزمها الطرفان من اجل تثبيت وقف اطلاق النار يموجب النقاط الستة التي اتفق على تنفيذها بين الحكومة والمتمردين في فبراير الماضي. وقال امير قطر "نأمل ان يكون هناك سرعة في اعادة اعمار مناطق الحوثيين ونتمنى لليمن الاستقرار والازدهار". وفي السياق نفسه، قال احمدي نجاد "آمل ان تصل مساعيه (امير قطر) الى نتيجة نهائية وان يتحقق الامن الكامل في البلد الاسلامي اليمن، وامل ان يذهب اليمنيون والحكومة اليمنية يدا واحدة الى الرخاء والاستقرار". وعبر عن أمله بان تتحسن العلاقات مع السعودية، وقال 'لا اعتقد ان الأوضاع الحالية ستستمر'. ويرى مراقبون ان الامور لا تتجه نحو الانفراج القريب في العلاقات والذي سينعكس على الوضع في اليمن والمنطقة بشكل عام. فالقطريون الذين نجحوا في تقريب وجهات النظر بين السلطات اليمنية والحوثيين من خلال الوصول نهاية اغسطس المنصرم الى توقيع مسوده تفصيلية لبرنامج زمني تنفيذي لتنفيذ الاتفاق بموجب النقاط الستة التي وضعت حد للمعارك في فبراير الماضي فيما يسمى "الحرب السادسة"، لا يزالون-بحسب مراقبين- يدركون عقبات التنفيذ في ظل استمرار تنامي المشروع الحوثي ودعمه في المنطقة ، وهو ما برز في الايام القليلة الماضية ،وبعيد التوقيع على الاتفاق الجديد في الدوحة من تجنيد جديد في صفوف الحوثيين واعادة انتشارهم في مناطق الصراع في صعدة وسفان وعلى الحدود السعودية ، وبالتالي، فإن التوصل الى اتفاق لا يبدو في متناول اليد، وجلّ ما يمكن للقطريين ان يطمحوا اليه هو تخفيف التشنج والتوتر بين الايرانيين والسعوديين لتهدئة الامور في اليمن وليس لحلها بشكل جذري. وبحسب المراقبين فان ما يشجع القطريين على الاستمرار في مبادرتهم هو اقتناع بات موجوداً لدى السعوديين والسلطات اليمنية بأنه لا يمكن القضاء على الحوثيين، انما يجب الحد من خطورتهم والتفاهم معهم على اتفاق يؤمّن هيبة الشرعية اليمنية والمملكة السعودية، وهنا تكمن الصعوبة والرهان على الوقت لان السعوديين واليمنيين يراهنون على ضيق النفس الايراني الذي يتعرض لضغوط بالنسبة الى برنامجه النووي، فيما يراهن الايرانيون على قدرة الحوثيين على الصمود واقلاق راحة الرياض وصنعاء لمد طويل. واختتمت بجدة اجتماعا مشترك لوزراء الخارجية بمجلس التعاون لدول الخليج العربية وللمجلس الوزاري في دورته السادسة عشرة بعد المائة ، بعد ان كان قد تأجل الاسبوع الماضي لتوسيعه . وبرز الملف اليمني لاسيما التمرد الحوثي كأحد تلك الملفات التي دخلت اجندة توسيع الاجتماع –بحسب مصادر دبلوماسية- حيث تم بحث هذا الملف في ضوء الاتفاق الذي رعته قطر بين الحكومة والمتمردين مشيدا بالدور الذي تقوم به قطر في الوساطة وبزيارة امير قطر الاخيرة الى اليمن ، وتشير المصادر بالاضافة الى ذلك تدارس التطورات الاخيرة والمتمثلة باعادة الحوثيين حشودهم العسكرية والتجهيز عدة وعتاد واحتلال مواقع في بؤر التوتر بصعدة وحرف سفيان وعلى الشريط الحدودي خصوصًا مع تعثّر انتشار الجيش اليمني بسبب عدم تسلمهم خرائط الألغام من المتمردين، فضلا عن تصفية مشائخ ومواطنيين بتهم التعاون مع الحكومة في خرق فاضح لاتفاق التهدئه بنقاطها الستة واليتها التنفيذية كما تطابقت في تأكيد ذلك تصريحات لمصادر حكومية رسمية في صنعاء والرياض اليومين الماضيين.