شكك مسؤولون إسرائيليون بجدية التعهد الأميركي بإهداء تل أبيب 20 مقاتلة حربية متطورة مقابل موافقة حكومة بنيامين نتنياهو على تجميد الاستيطان بالضفة الغربية لتسعين يوما تسهيلا لاستئناف المفاوضات المتوقفة مع الفلسطينيين. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي قوله اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة لم تقدم حتى الآن الضمانات التي طلبتها إسرائيل، وأضاف أن واشنطن مترددة في وضع صيغة مكتوبة لما تعهدت به شفويا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي. وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أشار إلى التعهد إثر عودته من واشنطن الأسبوع الماضي حيث عقد لقاء مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، لكن لم يصدر تعقيب رسمي عليه من البيت الأبيض. ويقول نتنياهو إن محادثات مكثفة تجري حاليا مع واشنطن للتوصل إلى صيغة التفاهم النهائي على الصفقة وإنه سيعرضها -فور الحصول عليها- على المجلس الأمني الوزاري المصغر للبحث، وأكد أن الوزراء المعنيين سيوافقون عليها. وأشارت تصريحات مسؤولين أميركيين لوسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة تطالب إسرائيل بأن يسري التجميد على البناء الاستيطاني في القدس، رغم أن وثيقة اتفاق التفاهمات الأميركية الإسرائيلية لن تتضمن بندا حول ذلك. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن واشنطن تراجعت كما يبدو عن هذه التفاهمات، وباتت تطالب بنوع من تسديد ثمنها سواء بالدفع المباشر أو بخصمها من قيمة المساعدات السنوية، مع العلم أن ثمن الطائرات العشرين وهي من طراز أف 35 يصل إلى نحو ثلاثة مليارات دولار. وقال وزير الدولة الإسرائيلي بنيامين بيغن المنتمي إلى حزب ليكود الذي يقوده نتنياهو "يبدو أن طائرات الشبح المجانية اختفت"، وحذر من أن العرض الأميركي -الذي يعارضه الوزير المذكور- مجرد "فخ للحصول على تنازلات رئيسية من إسرائيل في المستقبل". وفي حديثه لإذاعة الجيش الإسرائيلي أبدى بيغن استغرابه من تأخر واشنطن في تأكيد وجود الصفقة بعد أسبوع من الكشف عنها، "فما بالك عند مرور ثلاثة أشهر عليها". في السياق أفادت صحف يديعوت أحرونوت ومعاريف وهآرتس أنه في الاتصالات بين مكتب نتنياهو والإدارة الأميركية في الأيام الماضية أوضح المسؤولون الأميركيون أن على إسرائيل أن تدفع ثمن العشرين طائرة المقاتلة. وأشارت إلى أن ذلك يمكن أن يتم من خلال خصم الثمن من المساعدات الأميركية أو بدفعه من الخزينة الإسرائيلية. ونقلت يديعوت أحرونوت عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين انتقادهم لكلينتون بأنها ليست مخولة بالتعهد بتسليم طائرات كهذه لإسرائيل مجانا ولا حتى بمنح ضمانات لإسرائيل. وقال هؤلاء إن نتنياهو توصل إلى اتفاق مع الشخص غير الصحيح، وإن تأثير كلينتون في الشؤون الشرق أوسطية محدود، والرئيس باراك أوباما يتخذ القرارات وحده. وتقول التقارير الإسرائيلية إن 7 وزراء في حكومة نتنياهو يؤيدون التفاهمات، و6 يعارضونها، بينما ليس معروفا بعد موقف الوزيرين من شاس. وكالات