بمناسبة تنظيم خليجي (20) في عدن وأبين يتداعى السلفيون من كل مكان لإنكار هذا «الضلال واللهو الباطل».. ولا ندري أين الضلال في لعبة أو رياضة مثل كرة القدم، وأين هو "اللهو الباطل" فيها. ويبدو أن القوم قد استحضروا جيداً فتاوى أصدرها شيوخهم في أكثر الدول العربية شهرة في كرة القدم، فحفظوها وهم هذه الأيام "يتقيأونها" عندنا من مختلف المنابر، مؤازرين بذلك من يشنون حملة تشويه ضد الحكام في اليمن وضد خليجي (20). يقولون إن خليجي (20) "تشبه بالكفار" وهذا وحده يجعل لعبة كرة القدم هذه مخالفة لشرع الله، فضلاً عن أن أجساد اللاعبين تثير فتنة الرجال والنساء، خاصة وأن طبيعة أجسادهم "مغرية" كما لاحظوا أن المباريات سوف تتم في أوقات الصلاة وهي بذلك صد عن ذكر الله، ثم إن هذه الرياضة أوجدت أبطالاً ونجوماً أفسدت الأمة التي هي اليوم بحاجة إلى "علماء" وليس شيئاً غير "العلماء" .. وقالوا إن كل فريق صار له أنصار ومشجعون يتعصبون له، وهذا سبب في تشرذم الأمة.. وهذا القول الأخير من أعجب وأكذب ما قالوا، وهو من قبيل "رمتني بدائها وأنسلت"!. * إلى جانب تلك الذرائع المتهافتة يستندون في تحريم لعبة كرة القدم وبالتالي خليجي (20) إلى حجج تنم عن جهل وبلادة عقلية، مثل إنها تهدر أموال الناس وتنهك اقتصاد البلد في حين هم "غفل" عن المنافع الاقتصادية التي تتحقق للاقتصاد الوطني ولمقدمي الخدمات وللعمال، فضلاً عن المنافع والمكاسب الأخرى السياسية والاجتماعية والسياحية إلى جانب كون خليجي (20) هو مهرجان لتدعيم أواصر الأخوة بين شعوب خليجي (20) .. ويصيح أحدهم في وجوه الناس : إنهم يلهون ويلعبون في خليجي (20) والقدس أسيرة وفلسطين محتلة والأمة الإسلامية تذبح من الوريد إلى الوريد !! وهم بذلك يستخدمون مآسي الأمة الحقيقية والموهومة لتدمير الأمة وتعطيل فعاليتها، يعني مادامت القدس محتلة علينا أن نعطل فعاليتنا فلا نلعب ولا نبني إلا بعد تحرير القدس. * أحدهم قام يفتش في كتب ابن تيمية والبخاري للوصول إلى "حكم الشرع" في هذه المسألة وخرج "بالحكم" التالي : الرياضة جائزة شرعاً إذا كانت رمي قوس أو تأديب فرس أو سباحة أو سباق بقصد الجهاد في سبيل الله"، كذلك يجوز لعب كرة القدم إذا كان القصد منها هو الجهاد، أي أن يكر ويفر اللاعبون في الملعب ويقوون أبدانهم لأغراض الاستعداد للجهاد .. وفكرة الجهاد هذه مسيطرة على هؤلاء القوم بهذه القوة وعلى هذا النحو الذي يجعل من كرة القدم وسيلة للقتل وإشباع نهمهم إلى العنف في عالم يتقدم يومياً على مسار الخير والسلام في أرض الله. هؤلاء "السلفيون الرحل" يتنقلون إلى كل الميادين ويدسون أنوفهم في كل شيء ويمدون صلاحيتهم إلى كل مجال .. والرد الكافي على فتاواهم هو عدم الإنصات لها، وخير رد على ما يقولون عن خليجي (20) ولعبة كرة القدم هو تجويد الخليجي والاستمرار في اللعب.