قبل يومين من بدء زيارة وصفت بأنها' تاريخية' يقوم بها الرئيس السوداني عمر البشير إلي مدينة جوبا عاصمة الجنوب, أعلن حزب المؤتمر الشعبي برئاسه حسن الترابي اتخاذه قرارا يقضي بضرورة إسقاط النظام الحاكم. الذي قادت سياساته لفصل الجنوب و تدهور الأوضاع في البلاد.و قد أعلن وزير الداخلية بحكومة الجنوب الفريق كير شوان أن وزارته علي أهبة الاستعداد لتأمين الاستفتاء, مضيفا أن إدارة الشرطة ستنشر أكثر من خمسة آلاف جندي لضمان مرور عملية التصويت علي حق تقرير مصير الجنوب دون عراقيل. وقد عقد مجلس وزراء حكومة الجنوب اجتماعا برئاسة النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفاكير, استعرض خلاله الترتيبات والاستعدادات الرسمية والشعبية لزيارة الرئيس السوداني. وكان البشير قد وجه نداء علنيا نادرا قبل يومين دعا فيه أحزاب المعارضة للانضمام إلي حكومة ذات قاعدة موسعة قبل أيام فقط من استفتاء من المرجح أن يسفر عن استقلال جنوب البلاد. وقد أعلن برنابا مريال بنجامين وزير الإعلام بحكومة الجنوب, أن مجلس وزراء الإقليم أصدر توجيهات للجهات المعنية للخروج لاستقبال الرئيس البشير في جوبا, وأضاف مريال عقب اجتماع لمجلس وزراء الجنوب أمس الأول, أن المجلس وجه باستمرار دفع فوائد ما بعد الخدمة للدستوريين السابقين, علي أن يتم تعديل الأمر بعد الانتخابات المقبلة, بحيث تتولي كل ولاية أمر فوائد ما بعد الخدمة لدستورييها. جاء ذلك في وقت تحولت فيه احتفالات عيد الاستقلال بالسودان التي تصادف مطلع العام الميلادي إلي مناسبة حزينة لرثاء البلد الذي سيتم تقسيمه في غضون أيام وفصل جنوبه,وشهد الاحتفال الذي أقامه الحزب الاتحادي الديمقراطي مساء أمس الأول في منزل الزعيم إسماعيل الأزهري أول رئيس للسودان بأم درمان حضورا كبيرا من ممثلي وقيادات وأعضاء الأحزاب المعارضة الذين أعربوا عن حزنهم لضياع وحدة البلد, و أجمعوا علي أن الأوضاع في السودان كله مهددة, وأن الجنوب لن يكون آخر جزء يتم فصله, وطالبوا الرئيس السوداني عمر البشير وحزبه المؤتمر الوطني بالرضوخ لإرادة الشعب السوداني. ومن جانبه قال علي السنهوري أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي: إن السودان سينقسم إلي دولتين ضعيفتين, وأنه يحصد اليوم نتيجة اتفاقية نيفاشا للسلام التي لم تكن نتاج إرادة وطنية, وأضاف: أن أبناء الجنوب عانوا, لكن الشعب في الشمال أيضا كان مغلوبا علي أمره, وانتقد بشدة حزب المؤتمر الوطني, وقال إنه أصبح سبب أزمة السودان الآن, وطالب البشير بالاستقالة بعد أن فرط في وحدة البلد وسيادته واستقلاله, وأفقر الشعب السوداني وأذله. الاهرام