وحدهم الباعة المتجولون انتعشوا بينما أغلقت كبرى المحلات بالتزامن مع تظاهرات للسلطة تأييد لمبادرة الرئيس على عبد الله صالح بشأن إصلاحات داخلية، والثانية لأحزاب تكتل المشترك المعارضة مطالبة بالتغيير وجالت بعد انتهائها بسلام شوارع الدائري مستلهمة للثورة التونسية وشعارات المرفوعة في مصر " الشعب يريد إسقاط النظام". كانت عربات باعت "البطيخ أو ما يسمى باليمن الحبحب " والبطاط " ومشروب الطاقة فضلا عن "الرومي" منتشرة على مساحات التظاهرات التي ابتعدت بضعة مئات الأمتار عن بعضها ، حيث نظم الحزب الحاكم تظاهراته من باب اليمن باتجاه مخيمات في ميدان التحرير ، بينما أقامت أحزاب المعارضة تظاهراتها في الساحة المقابلة للجامعة الجديدة وعلى امتداد شارع العدل. وعلى رغم التصعيد المشحونة إليها ، افترقت التظاهرتين ظهر الخميس بسلام ، وخيمت مظاهر التهدئة على التظاهرات ما يشير إلى اتفاق باتجاه التسوية وفق المبادرة التي أعلنها الرئيس صالح أمس ، وهو ما انعكس في خلوا تظاهرة المعارضة من الألفاظ الجارحة والعبارات النابية ضد الرئيس صالح كما درجت عليه في تظاهراتها السابقة. وذهبت شعارات المتظاهرين من أنصار الحزب الحاكم وحلفائه إلى تأكيد أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار ووحدة اليمن، ورفعت اللافتات التى ترفض الفوضى والتخريب والعنف كوسيلة للتغيير والإصلاح، كما أكدت أن الحوار الوطنى بين كافة القوى السياسية على الساحة اليمنية، وكذا الديمقراطية هما السبيل الوحيد لتحقيق ذلك. أما تظاهرات المعارضة فقد تخللها شعارات اللاءات ضد الفساد والاستبداد ، والأدعية لمشائخ دين بأن يخلص الله الشعب المصري من رئيسه محمد حسني مبارك وإخوانه الظلمة، "وعليك بهم فإنهم لا يعجزونك"، بينما أكدت خطابات ألقيت بمهرجان المعارضة حضرتها كبار قياداتها على اهمية وجود ضمانات حقيقة لتنفيذ اتفاق فبراير، ووقف سياسية التجويع والإفقار و الحفاظ على المؤسسة الأمنية والعسكرية كمؤسسة وطنية وإبعادها عن الهيمنية الأسرية وإلغاء كافة الإجراءات الإنفرادية من قبل الحاكم والعودة لاتفاق فبراير. يذكر أن تحالف أحزاب اللقاء المشترك كان قد أعلن قبل أيام عن تنظيم مسيرات ف عدد من المدن اليمنية الخميس، للتعبير عن المطالبة بالتغيير والإصلاحات الدستورية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية والنيابية المقبلة، وترفض خلالها مبدأ توريث سلطة الرئاسة باليمن. وكان الرئيس صالح قد أعلن في اجتماع مشترك لمجلسى النواب والشورى أمس وقف إجراءات التعديلات الدستورية المنظورة حاليا بمجلس النواب، وكما أعلن رفضه لمبدأ التمديد لمنصب الرئاسة وأنه لن يرشح نفسه فى الانتخابات المقبلة، وأنه لن يكون هناك توريث لمنصب الرئاسة فى البلاد، إلى جانب عدد من الإجراءات التى كانت محل خلاف بين الحزب الحاكم والمعارضة باليمن.