احتشد مئات آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير بوسط القاهرة الجمعة في تحرك احتجاجي أطلق عليه اسم "جمعة الرحيل" يطالب بسقوط النظام وتنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن سدة الرئاسة. وتفقد وزير الدفاع المصري المشير حسين طنطاوي ومعه عدد من كبار قادة الجيش القوات المنتشرة في ميدان التحرير. وشوهد طنطاوي وهو يتحدث مع بعض المحتجين. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن طنطاوي قال لهم "يا جماعة الرجل قال لكم إنه لن يرشح نفسه مرة ثانية" ملمحا لما أعلنه الرئيس المصري في كلمة ألقاها الثلاثاء أنه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة. ودعا طنطاوي المتجمعين إلى مطالبة مرشد جماعة الإخوان بقبول الحوار مع السلطة قائلا "قولوا للمرشد أن يقعد معهم". وترفض الاحزاب السياسية الرئيسية والاخوان المسلمون والبرادعي حتى الان البدء في اي حوار قبل تنحي الرئيس المصري. وقالت وكالة رويترز إن المتظاهرين هتفوا قائلين إن يوم الجمعة هو اليوم الأخير لمبارك بينما ترددت أغنية مصرية شهيرة تقول "مصر اليوم في عيد". وسهر عدد كبير من المتظاهرين في ميدان التحرير بينما انشغل آخرون بنصب الخيام أو ناموا على الأرض متحدين دعوات من الجيش ونائب الرئيس عمر سليمان لفض اعتصامهم والعودة إلى منازلهم لأن مطالبهم قوبلت بالاستجابة. كما دعا المنظمون المتظاهرين المصريين للمجيء من كل صوب إلى ميدان التحرير ومبنى الإذاعة والتلفزيون ومبنى البرلمان. وقبل ساعات من بدء تظاهرات "جمعة الرحيل" كتبت صحيفة نيويورك تايمز ان الولايات المتحدة تبحث مع مسؤولين مصريين استقالة مبارك فورا ونقل السلطة الى حكومة انتقالية برئاسة نائب الرئيس عمر سليمان. وكتبت نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين في ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ودبلوماسيين عرب، ان الخطة المطروحة والتي تقضي بقيام حكومة انتقالية برئاسة سليمان تهدف الى الحصول على دعم الجيش المصري. ودفعت الضغوط الخارجية على ما يبدو السلطات المصرية الى التأكيد على عدم التعرض للمتظاهرين المحتجين خلال تظاهراتهم. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية في ساعة متأخرة من ليل الخميس الجمعة عن رئيس الحكومة المصرية احمد شفيق انه اصدر "توجيهاته" الى وزير الداخلية محمود وجدي بعدم "التعرض لاي مسيرات سلمية الجمعة". وفي واشنطن اعلن رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن مساء الخميس ان قادة الجيش المصري "اكدوا له مجددا" انهم لن يفتحوا النار على المتظاهرين، قبل ساعات من تظاهرة الجمعة. وقالت الصحافية كريستيان امانبور من شبكة ايه بي سي الاميركية ان نائب الرئيس المصري عمر سليمان اكد لها الخميس حين التقته على هامش مقابلة اجرتها مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة "لن نسمح ابدا باللجوء الى القوة ضد الشعب". وكان رئيس الحكومة قدم "اعتذارا" عما حصل الاربعاء من مواجهات نتيجة وصول مجموعات مؤيدة للرئيس مبارك الى ميدان التحرير، واعتبر ان الهدف من هذا العمل كان احداث "شغب" واعدا بالتحقيق في الامر والاقتصاص من الفاعلين. وترفض الاحزاب السياسية الرئيسية والاخوان المسلمون والبرادعي حتى الان البدء في اي حوار قبل تنحي الرئيس المصري. "إجراءات غير كافية" من ناحية أخرى، صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة أن الإجراءات الأولى التي اتخذتها السلطة المصرية على طريق الانتقال السياسي ليست كافية، محذرا من أنها ستفقد "أي مصداقية" إذا وقعت أعمال عنف جديدة في تظاهرات اليوم. وقال كاميرون للصحافيين في بروكسل حيث تعقد قمة للاتحاد الأوروبي "بصراحة، الإجراءات التي اتخذت حتى الآن لا تلبي تطلعات الشعب المصري". وأضاف "قلنا بوضوح انه على مصر اتخاذ مبادرات لتبرهن على وجود طريق واضح وشفاف للعملية الانتقالية". وتابع أنه في المقابل "إذا رأينا اليوم في شوارع القاهرة أعمال عنف منظمة من قبل النظام أو اللجوء إلى البلطجية ليهاجموا المتظاهرين، فستفقد مصر ونظامها ما تبقى من مصداقية ودعم يتمتعان بهما في الغرب بما في ذلك في بريطانيا". ضمان سلمية المظاهرات بدورها، صرحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الموجودة أيضا في بروكسل أن على السلطات المصرية ضمان تنظيم تظاهرات "حرة وسلمية". وقالت ميركل "ننتظر من قوات الأمن المصرية أن تعمل بحيث تجري في يوم الجمعة الحاسم هذا تظاهرات حرة وسلمية". من جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون انه من "الأساسي" أن تبدأ السلطات المصرية حوارا مع المعارضة بدون تأخير للخروج من الأزمة. تطورات الاحتجاجات يوم الجمعة القاهرة -احتشد ما يزيد على 100 ألف شخص في ميدان التحرير بعد صلاة الجمعة وهم يهتفون "الشعب يريد اسقاط النظام" و"ارحل ارحل" و"نريد محاكمة القاتل" و"انضموا الينا" و"الشعب والجيش يد واحدة." القاهرة - في وقت ما اثناء الاحتجاج بدأ المحتجون في طرق الاسوار وأعمدة الانارة كجزء من نظام للتحذير من اقتراب من يبدو انهم من أنصار الرئيس حسني مبارك مثل اولئك الذين هاجموا الميدان يوم الاربعاء. واندفع الاف الى المنطقة التي يشتبه في وقوع الهجوم فيها لحمايتها وهم يهتفون "سلمية.. سلمية". القاهرة - يتدفق متظاهرون على ميدان التحرير قادمين عبر جسر قصر النيل من مناطق أخرى بامتداد كيلومتر تقريبا. وسمحت نقطة تفتيش تابعة للجيش بمرور المتظاهرين. الاسكندرية - احتشد الالاف وسار كثيرون للانضمام اليهم ورددوا هتافات مثل " الشعب يريد اسقاط النظام" و"مش هنمشي هوا يمشي." السويس - احتشد بضعة الاف في وسط المدينة بعد صلاة الجمعة. الاسماعيلية - احتشد الالاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة في شارع رئيسي. وكان نحو مئة من الموالين لمبارك قد تجمعوا في وقت سابق من اليوم وأبعدهم الجيش عن الحشد الرئيسي ثم غادروا. بورسعيد - خرج بضعة الاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة الى الشوارع وحاول عدة مئات من الموالين لمبارك اختراق الحشد لكن الجيش أوقفهم وفصل بين الجانبين. المنصورة - قالت حركة 6 ابريل المعارضة ان الالاف من معارضي مبارك ونظامه احتشدوا في المنصورة الواقعة في دلتا النيل. دمنهور - احتشد نحو خمسة الاف في دمنهور الواقعة في منطقة الدلتا. القليوبية - احتشد نحو ألف من المحتجين ضد الحكومة ومئة من انصار مبارك في شوارع القليوبية بالدلتا. العريش - احتج بضعة الاف من المتظاهرين على الحكومة في مدينة العريش الواقعة في شبه جزيرة سيناء ولم تظهر بوادر على خروج احتجاجات موالية لمبارك. اسوان - يشارك حوالي 2000 شخص في احتجاجات ضد مبارك في مدينة اسوان بجنوب مصر. وحاول عدة مئات من المتظاهرين المؤيدين لمبارك الاختلاط بالحشد المتظاهر لكن المواطنين حجزوا بين الجانبين بجسر بشري شكلوه.( رويترز ) إيران على خط الأحداث الى ذلك رأى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أن (الثورة في تونس والاحتجاجات الشعبية في مصر هي بوادر يقظة إسلامية) في العالم (مستوحاة من الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979). وقال خامنئي في خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران: (إن أحداث اليوم في شمال افريقيا، في مصر وتونس وبعض الدول الأخرى، لها مغزى خاص بالنسبة لنا، هذا ما كان يقال دوماً عن اليقظة الإسلامية لدى قيام الثورة الإسلامية الكبرى للامة الإيرانية، وهذا ما يظهر اليوم). وأضاف أن (الشعوب الأخرى تراقبنا، وبالنسبة إليهم، أهم ما حققته -الثورة الإسلامية- هو استقلالنا السياسي ومقاومتنا للأعداء). ودعا خامنئي الشعب المصري إلى (مواصلة انتفاضته حتى إقامة نظام شعبي يقوم على الديانة) الإسلامية، وتابع: (لا تتراجعوا حتى إحلال نظام شعبي على أساس الدين، ويجب على رجال الدين أن يلعبوا دوراً نموذجياً عندما يكون الشعب خارج المساجد ويردد شعارات عليهم تأييدها، وإن شاء الله سينضم جزء من الجيش إلى الشعب)، مشيراً إلى أن (العدو الرئيس للجيش المصري هو النظام الصهيوني وليس الشعب المصري). وفي السياق قالت فضائية العالم الإيرانية أن آلاف المصلين الايرانيين تظاهروا عقب صلاة الجمعة بطهران لحماية ثورة الشعب المصري . وهتف المتظاهرون شعارات ضد الحكومة المصرية حاملين لافتات يطالب برحيل الرئيس المصري حسني مبارك، بل واعدامه. وقالت القناة ان المتظاهرين كانوا يحملون ويرفعون رايات مصر وتونس اثناء المسيرة ويطالبون الشعوب المسلمة للاتحاد ونبذ الخلافات ودعم الشعبين المصري والتونسي. وسار المتظاهرون نحو ساحة فلسطين بطهران للتعبير عن تضامنهم مع ثورة الشعب المصري. ( وكالات )