انطلقت مساء اليوم تظاهرة حاشدة في مدينة كريتر بمحافظة عدن جنوب اليمن رفع فيها المشاركون شعارات تطالب بالتغيير. وفي مدينة المنصورة احرق متظاهرون سيارة عسكرية مرت عصر اليوم في احد أحياء المدينة التي شهدت صدامات عنيفة بين محتجين مناوئين للنظام وقوات الأمن منذ الأربعاء الماضي سقط على إثرها عدد من القتلى والجرحى. وقطع المتظاهرون الطرق الرئيسية في المدينة ومنعوا مرور السيارات فيها وتمركزوا في محطة الحافلات. وفي مدينة الشيخ عثمان فرقت قوات الامن تظاهرة غاضبة نظمها شباب يطالبون بإسقاط النظام مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع. وقالت مصادر طبية للوطن ان 4 من المتظاهرين اصيبوا في صدامات مع قوات الامن . وكان اعضاء المجلس المحلي بالمدينة قدم استقالته عصر اليوم احتجاجا على تعامل قوات الامن مع تظاهرة نظمها معارضون للنظام مساء امس بعد يومين فقط من استقالة المجلس المحلي بالمنصورة. قوات الامن اغلقت مداخل مدينة خورمكسر من جميع الجهات تحسبا لخروج تظاهرة دعا اليها عدد من الشباب وأنصار احزاب المشترك المعارض. وتشهد احياء مدينة عدن تظاهرات متواصلة منذ الاربعاء الماضي بعد سقوط عدد من القتلى والجرحى في مدينة المنصورة بصدامات مع قوات الامن والمتظاهرين الذي احرقوا مكاتب حكومية وسيارات ومقرات للشرطة . من جهة اخرى قال مصدر أمني مسؤول بمحافظة عدن:" إن بعض مديريات المحافظة وخاصة مديريات المنصورة وخورمكسر وكريتر والشيخ عثمان, شهدت خلال اليومين الماضيين أعمالا تخريبية من قبل عناصر خارجة عن القانون ومثيرة للشغب. وأوضح المصدر أن تلك العناصر قامت بقطع الطرقات العامة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإحراق عدد من السيارات الخاصة والتابعة لمؤسسات الدولة وكذا تكسير الأشجار واللوحات الإعلانية وإحراق الإطارات وتخريب كورنيش الشهيد قحطان الشعبي بمديرية خورمكسر, فضلا عن محاولة اقتحام مركزي شرطة المنصورة والممدارة. ونفى المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) صحة ما تناولته بعض وسائل الإعلام من مزاعم حول قيام الأجهزة الأمنية بإطلاق النار على مثيري الشغب. مؤكدا أن تلك الأنباء محض افتراء ولا أساس لها من الصحة، والقصد منها الإساءة إلى الأجهزة الأمنية و تضليل الرأي العام بهدف نقل صورة مشوهه عن حالة الاستقرار في مدينة عدن. وشدد المصدر بأن الأجهزة الأمنية ملتزمة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين وحرصت على التعامل مع المشاركين في المسيرات التي جرت في مديريتي المنصورة وخورمكسر بصورة حضارية, موضحا أن المتظاهرين في المديريتين قاموا بأعمال تخريبية للمنشآت والممتلكات العامة والخاصة وإحراق عدد من السيارات والاعتداء على بعض المحلات والفنادق خلافاً للمظاهرات والمسيرات التي شهدتها مديريتي التواهي والمعلا وكانت سلمية وقامت الأجهزة الأمنية بحمايتها. وقال المصدر:" لقد أدت تلك الأحداث المؤسفة إلى وفاة شخصين وإصابة (19) شخصا منهم خمسة من رجال الأمن بإصابات مختلفة جراء إطلاق النار من أسطح منازل ومن على متن سيارة نوع برادو بيضاء اللون كان يستقلها مجموعة من المسلحين والذين قاموا بإطلاق النار على المتظاهرين ولاذوا بالفرار بسيارتهم". لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية رصدت تلك المجموعة وأنها تواصل البحث حاليا عن الجناة. إلى ذلك أوضح المصدر الأمني أن عناصر تخريبية قامت بإحراق مقرين تابعين للسلطة المحلية في مديريتي صيرة والشيخ عثمان. وأستنكر المصدر الأمني تلك الأعمال الجنائية والتخريبية التي تضر بمصالح الوطن والمواطنين. مشيدا بتعاون المواطنين مع أجهزة الأمن من أجل الحفاظ على الأمن وترسيخ دعائم الاستقرار والإبلاغ عن العناصر التخريبية الفوضوية. وحذر المصدر من اندساس عناصر إرهابية متطرفة وسط المتظاهرين لارتكاب أعمال إرهابية وإقلاق الأمن, حيث تشير الدلائل الأولية إلى قيام بعض تلك العناصر بالاندساس في صفوف المتظاهرين في المناطق التي شهدت أحدث شغب وتخريب وسقط فيها ضحايا خلال اليومين الماضيين.