خرجت حشود غفيرة من المعارضين للنظام والمطالبين بالتغيير لأداء صلاة الجمعه في ساحات الاعتصام المنتشرة في عدد من محافظات اليمن . العاصمة صنعاء وللجمعه الثانية على التوالي شهدت تدفق عشرات الالاف من المناهضين والذين رددوا بعد صلاة الجمعه شعارات تنادي بإسقاط النظام ورحيل رئيس الجمهورية. ويعتصم عدد من الشباب المعارض والمستقل في ساحة جامعة صنعاء منذ اكثر من اسبوعين للمطالبة برحيل النظام. وفي محافظة تعز شهدت اكبر حضور للمناهضين شارك مئات الالاف الشباب المعتصمين في ساحة الحرية منذ ثلاثة اسابيع، حيث اقاموا صلاة الجمعه ورددوا شعاراتهم الداعية للاطاحة بالنظام . محافظة الحديدة غرب اليمن هي الاخرى بدأت تتنامى فيها المسيرات بعد الحضور الباهت للمعارضين بداية الاعتصام الاسبوع الماضي حيث تجمهر عدد ليس بالقليل من انصار المعارضة في ساحة حديقة الشعب للمطالبة برحيل النظام ورموزه. البيضاء وعدن وعدد من محافظات اليمن شهدت ايضا فعاليات مماثلة رددت ذات الشعارات وخرجت لنفس الغرض. وفي المقابل خرج انصار الحزب الحاكم الى ساحات عدد من المحافظات لمناصرة النظام والرئيس علي عبد الله صالح رافعين شعارات تندد بالفوضى واعمال التخريب وتدعو الى الحوار وتأييد مبادرة رئيس الجمهورية للحوار مع المعارضة. أنصار المؤتمر الشعبي العام كانوا اكثر حضورا في العاصمة صنعاء حيث فاق عددهم أنصار المعارضة حسب تقديرات محايدة في حين تجمعوا في محافظة تعز داخل ملعب الشهداء الرياضي وفي ذمار في ساحة مفتوحة في فعاليات اطلق عليها جمعة الوفاء رافعين شعارات مؤيدة لمبادرة الرئيس صالح للحوار ورافضين دعوات العنف والانقلاب على الشرعية الدستورية. وفي ذات السياق قالت المعارضة ان الرئيس صالح رفض خطة انتقالية طرحتها اللجنة التحضيرية للحوار تنص على أن يتنحى اواخر العام الحالي. وقال محمد عبد الملك المتوكل القيادي في المشترك "ان الرئيس رفض الاقتراح ومتمسك بالعرض الذي طرحه في وقت سابق وهو التنحي في 2013 . وكانت المعارضة طرحت على الرئيس صالح مبادرة من خمس نقاط تنص على: استمرار التظاهرات والاعتصامات وحق الشعب في التعبير عن رأيه بكل الطرق والوسائل السلمية- التحقيق في جرائم القتل التي ارتكبت في مختلف محافظات اليمن خلال الفترة الماضية تحقيق شفاف نزيه وعادل وتقديم القتلة ومن يقفون ورائهم إلى محاكمات مستعجلة وإنزال القصاص العادل بهم وتعويض اسر القتلى والجرحى - الانتقال السلس للسلطة استنادا إلى التزامات الرئيس المعلنة بعدم التوريث والتمديد وعدم الترشح في انتخابات 2013م. وينص البند الرابع على ان يحدد الرئيس مجموعة الخطوات التي سيجري عبرها نقل السلطة وعدم توريثها خلال فترة زمنية لا تتعدى نهاية هذا العام ، اما الخامس فيتمثل في ان يعلن الرئيس هذه الخطوات للشعب وكافة القوى السياسية بتحديد موقف منها بالقبول أو الرفض. ويبدو المشهد على الساحة اليمنية مرشح للانفجار بعد ان وصلت حالة الاستقطاب السياسي والقبلي ذروتها بين طرفي المعادلة السياسية في الوقت الذي يستمر تدفق الملايين الى الشارع بين مؤيد ومعارض وسط قتامة شديدة في رؤية الطرفين للحل بعد ان تبادلا رفض المبادرات المطروحة للوصول الى توافق يجنب البلد مصير الانزلاق الى الهاوية.