تلقي الثورات التي يشهدها العالم العربي آمالاً ومخاوف على صناع السينما في المنطقة, ويتمنى المخرجون أن تهب رياح التغيير على السينما. ويرى المخرج الجزائري دهمان أوزيد صاحب فيلم "الساحة" الذي حاز جائزة مهرجان فيسباكو للسينما والتلفزيون في إفريقيا ان الوقت حان لإحداث اهتزاز في العالم العربي. وقال دهمان لوكالة "فرانس برس": "كان لابد للعالم العربي من إنهاء الأنظمة الاستبدادية القديمة, والجثث السياسية التي كلفت مجتمعاتها غاليا". وأضاف, على هامش الدورة الثانية والعشرين من المهرجان والتي ميزها حضور كبير لسينما شمال إفريقيا وعودة للسينما المصرية: نحن فخورون بأننا كمخرجين كنا من خلال صورنا وأفكارنا في طليعة هذه الحركات الشعبية. فهو يرى أن فيلمه "الساحة" كان "استباقًا لما حدث في مصر في ميدان التحرير" الذي اعتبر القلب النابض لحركة الاحتجاج المصرية. وقال المخرج المغربي داود أولاد سيد "لا أعرف ما الذي سيحدث في تونس ومصر وليبيا أو الجزائر, لكن التحدي الوحيد هو الديمقراطية, كلما تعززت الديمقراطية أتيح للمخرج أن يتصور بلده بشكل أفضل وأكمل". وتابع: "أملنا أن تتمكن الدول التي تحكمها نظم سلطوية من الانتقال السلمي إلى أنظمة ديمقراطية تسمح للمخرجين بالتعبير بحرية". وأبدى كاتب السيناريو الجزائري ليزيد خوجة أسفه من أن "الأنظمة لم تدعم الإبداع الفني والسينمائي" في دولها, وقال لقد عانت السينما من غياب الإمكانات كما عانت من الرقابة المفروضة من السلطة السياسية. وبحسب المخرج التونسي فريد بوغدير, فإن نظام بن علي في بداياته دفع المخرجين إلى "مواجهة" حركة النهضة الإسلامية التي كانت تؤيد فرض الرقابة. لكن ذلك سرعان ما تبدل ودخل الفن السابع في حظيرة الرقابة, كما يقول بوغدير المدير السابق لمهرجان أيام قرطاج السينمائية. ويتخوف بوغدير من تكرار النموذج الإيراني, حيث تأسس نظام استبدادي انقلب على آمال التغيير وقمع الفن. وتساءل بقلق: "هل سيستفيد العسكريون من هذه الحركة الشعبية في مصر? هل ستستفيد البورجوازية من الحركة الشعبية في تونس? هل سيمسك الإسلاميون بزمام الحكم في اليمن وسائر البلاد العربية?". غير أن ليزيد خوجة رأي في المقابل أن "إقامة نظام شمولي في إيران لم يحل دون الإبداع". وقال: "لقد عبرت مواهب كبيرة عن نفسها رغم الخطر على حريتهم, لأن السينما والفنون بصورة عامة لا تنتظر إذنًا للتعبير عن نفسها". يذكر ان فيلم "البراق" للمخرج المغربي محمد مفتكر قد نال جائزة "حصان ينينغا الذهبي" في مهرجان "فيسباكو" الافريقي للسينما والتلفزيون الذي يعد أهم وأكبر لقاء للسينما الافريقية, وقد جرى الحفل في ملعب العاصمة "واغادوغو" بحضور نحو 20 ألف شخص.