عادت مشاهد طوابير المواطنين على محلات بيع الغاز إلى الواجهة من جديد في العاصمة صنعاء وعدد من محافظات اليمن بمؤشر أزمة خانقة مع اختفاء الاسطوانات بالأسواق بما يلبي حاجة المواطنين ، عززتها مخاوفهم من قادم الأيام لتوفير مخزن من الغاز المنزلي اتساقا مع حالة غير مسبوقة من التهافت الشعبي على شراء المواد التموينية وبكميات استثنائية تحسباً لاندلاع محتمل لأحداث عنف واسعة النطاق إثر انسداد أفق التسوية السلمية للأزمة المحتدمة بين السلطة والمعارضة واعتماد خيار الشارع . ولا يزال المشهد يعج بأمواج غير مسبوقة من الشحن والتحريض وخطاب الإقصاء بين الفرقين في ميادين تظاهراتهم وعبر الإعلام وصولا لمذابح دامية كان ضحيتها عدد من الشباب المنادي بالتغيير ، وهو ما انعكس تأثيره على حياة المواطنين بأجواء كئيبة ومتوترة مماثلة للأجواء التي سبقت اندلاع حرب 1994. وشهدت العاصمة صنعاء وبعض المحافظات ومنذ منتصف الأسبوع الماضي أزمة في مادة الغاز المنزلي حيث أغلقت غالبية محال بيع اسطوانات الغاز أبوابها أمام المستهلكين، فيما يشاهد أمام العاملة منها طوابير من المواطنين كبارا واطفال ولساعات طويلة قد يعود البعض منها باسطوانات خالية، بينما تظهر بعض الاسطوانات للغاز المنزلي في السوق السوداء بمبلغ قارب 3000 ريال. ويعزوا مسئولين في الشركة اليمنية للغاز سبب الأزمة الحالية في مادة الغاز المنزلي في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات إلى ما تشهده البلاد من اضطرابات في المدن وما رافقها خلال الايام الماضية من تقطعات قبلية على طريق مأرب-صنعاء مما اثر في الإمدادات من الغاز التي تحملها القاطرات ونتج عنه عجز تراكمي لاحتياجات العاصمه والمحافظات. ويقدر العجز التراكمي لاحتياجات العاصمة صنعاء من مادة الغاز المنزلي بأكثر من 200ألف اسطوانة، ويعتقد آخرون بوجود أطراف متنفذة تقوم بالتلاعب بكميات الغاز بالاحتكار وإخفاءه وكذا الدفع بالتقطعات للقاطرات بغية تحقيق أهداف سياسية على حساب معانات الناس وحاجاتهم، اعتقادا بان ذلك يفاقم الأزمة القائمة التي تعيشها اليمن واتساع الاحتجاجات. على ذات المسار أقرت لجنة الأمن والسلامة بالعاصمة في اجتماعها اليوم برئاسة وكيل أول أمانة العاصمة رئيس اللجنة محمد رزق الصرمي تشكيل غرفة عمليات للتواصل بين شركة الغاز ومدراء المديريات بالأمانة لتجاوز الأزمة المفتعلة في مادة الغاز المنزلي. وأكد الاجتماع ضرورة إعداد آلية لإنزال كميات من أسطوانات الغاز المنزلي للبيع المباشر في جميع مناطق ومديريات الأمانة العشر ومعرفة من يتسبب في الأزمة والدور الذي يضطلع به أصحاب المعارض وجمعية الغاز بهذا الخصوص. من جانبه أوضح المدير التنفيذي للشركة اليمنية للغاز المهندس أنور سالم حسان أن الشركة ستبدأ من بعد غد الثلاثاء بأرسال قاطرات وشاحنات لبيع أسطوانات الغاز المنزلي مباشرةً للمواطنين في جميع مناطق ومديريات العاصمة العشر. ولفت الى أن السعر الرسمي لأسطوانة الغاز المنزلي لم يطرأ عليه إي تغيير بحسب ما هو محدد من قبل المؤسسة ب 1050 ريال للإسطوانة المعبأة.