أعلن مسؤول في أجهزة الأمن اليمنية ان ثلاثة فرنسيين يعملون في المجال الانساني بينهم امرأتان اعتبروا السبت في عداد المفقودين في حضرموت في جنوب شرق اليمن، مرجحا ان يكونوا قد تعرضوا للخطف. وأكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو فقدان الثلاثة. وقال "تلقينا معلومة من سفارتنا في صنعاء تفيد بفقدان ثلاثة من مواطنينا في اليمن". واضاف فاليرو "نحن في حالة استنفار لمعرفة ما حصل" مضيفا ان السلطات الفرنسية "على اتصال مباشر بالسلطات اليمنية وخصوصا بقوات الامن". ومن دون ان يؤكد حصول عملية خطف قال المتحدث ان "كل شيء يبذل للعثور عليهم". من جهته قال مسؤول في منظمة "تريانغل جنراسيون هومانيتار" غير الحكومية ان الثلاثة وهم "امرأتان ورجل في الثلاثينات من العمر" يعملون في هذه المنظمة الفرنسية التي تتخذ من مدينة ليون في وسط فرنسا مقرا لها. وقال كريستيان لومبار مدير المنظمة لفرانس برس "نخشى بطبيعة الحال ان يكون الامر عملية خطف. حتى اللحظة، انه اختفاء. لقد فقد اثرهم منذ الساعات الاولى من بعد الظهر". واوضح ان الفرنسيين الثلاثة هم "امرأتان ورجل" اعمارهم على التوالي "26 عاما، 32 عاما و29 عاما". واشار الى ان الفرنسيين الثلاثة الذين وصفهم ب"المحنكين في المجال الانساني" والذين يعملون مع "فريق من 17 يمنيا" في سيئون بمحافظة حضرموت فقدوا "ما بين الساعة 13,15 و14,00" بالتوقيت المحلي. وروى لومبار انهم "عندما غادروا المكتب ليتناولوا الغداء في منزلهم الواقع على بعد 1,5 كلم في وسط المدينة، كانوا لوحدهم. لقد فقدوا في هذا الوقت"، موضحا انه تعذر الاتصال بهؤلاء الفرنسيين الثلاثة على هواتفهم المحمولة. واضاف المسؤول الامني اليمني الذي طلب عدم كشف اسمه ان "وحدات امنية نشرت في المكان للبحث عنهم" معتبرا ردا على سؤال انه لا يستبعد ان يكونوا قد خطفوا. واوضح ان الفرنسيين الثلاثة يعملون في سيئون منذ منتصف نيسان/ابريل الماضي. وتنشط هذه المنظمة الانسانية في اليمن منذ عام 1998. وتتسم عملياتها بمقاربة شاملة للمساعدات الانسانية تشمل الحالات الطارئة والتنمية. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية "اننا مجندون لمعرفة ما حصل"، لافتا الى ان السلطات الفرنسية "على اتصال وثيق مع السلطات اليمنية خصوصا القوى الامنية". وكانت وزارة الخارجية الفرنسية دعت الخميس جميع الرعايا الفرنسيين الى "مغادرة البلاد بشكل موقت على وجه السرعة" بعد المعارك التي نشبت في العاصمة اليمنية بين قوات الرئيس علي عبد الله صالح وقوات تابعة لاحدى القبائل المناهضة له. واوضح فاليرو ان عدد الفرنسيين الموجودين في اليمن يقدر ببضع عشرات. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية اجلت الجمعة عددا من العاملين غير الاساسيين في السفارة الفرنسية في صنعاء. ويشهد اليمن عمليات خطف للاجانب يقوم بها عادة بعض العشائر للضغط على السلطات او لطلب اطلاق سراح سجناء. وخلال السنوات ال15 الماضية تعرض اكثر من 200 اجنبي للخطف اطلق سراح غالبيتهم. واخر عملية خطف حصلت في اليمن ذهب ضحيتها سعودي اطلق سراحه مطلع ايار/مايو الحالي بعد عشرة ايام على خطفه وتبين ان سبب الخطف يعود الى خلاف بين احد افراد عشيرة ورجل اعمال سعودي.