نُذر الحرب صارت أكثر وضوحا، والمتصارعين على قدم وساق من التجهيز والإعداد لإشعالها، فمن جيوش يتم إعدادها وبناءها وإعادة إنتشارها، ومناورات حقيقية تخوضها في الحصبة وأرحب ونهم والجوف وتعز وأبين، الى تسليح الميليشيات والقبائل إستعداد لخوص صراع دامي الفناه من قادة ونخب اليمن كابر عن كابر، ومرورا بحشد الموالين عبر المؤتمرات القبلية او المدنية ظاهرا، فمن مؤتمر قبائل صادق الى مؤتمر آخر لقبائل المؤتمر! مات مجلس توكل بمجرد إعلانه، وأنتظرنا جهابذه المعارضة وحلفائها لإعلان مجلسها الذي أسمته ظلما بالوطني، ولا اعرف ما هي الوطنية فيه وهي يمثل طرف فقط وتم حشره ببعض الأسماء والجهات والتي أعلن بعضها رفضه، و لم يعد للشباب وثورتهم من الأن سوى الجمع. هل من الوطنية ان يتم اعداد مجلس يضم الخصوم فقط ويتم فيه استبعاد واقصاء شريحة كبرى هي المؤتمر وانصاره وملايين الصامتين من المتحزبين والمستقلين، وهل من الوطنية ان يتم اعلان مجلس وطني انتقالي لم يفوضه احد ولا يعبر الا عن اصحابه والراضين به، ومن فوض المشترك وحلفائه ومشائخة التحدث بأسمنا كشعب يمني وظيفتة انه أخر من يسمع. الا يستحي من شارك في اعداده من الشعب اليمني والذي تم خداعه بالشعارات الرنانة ليجد نفسه محشورا بين رحى قاتلة للسلطة والمعارضة، وهل يعقل اعضاء مجلس النواب الذين خانوا امانة ناخبيهم والذين انتخبوهم من اجلهم تارة ومن اجل احزابهم في معظمهم بأنهم غيروا احزابهم وانشقوا وثاروا وشكلوا مجلسا وطنيا من ذاتهم بدون توفيض ناخبيهم، ومن فوض بعض التجار او الشخصيات ان تنظم لمجلس لم ينتخبه الشعب اليمني، أم انها ديكتاتورية جديدة تلبس ثياب التغيير!. بالنسبة لي لا اوافق بتاتا على ان يتحدث بأسمي عضو برلماني بالكاد يمتلك الثانوية أو كان يمتلكها وانشق واتخذ قراره بنفسه او شيخ من حاشد او زعيم حزبي مغمور او حزب لا اؤمن به ولا بأشخاصه او تاجر عانينا منه المر او متساقط فرح بالمكان الجديد بعد ان مل من الكرسي السابق الذي ظل يتربع فيه في دولة من يثور عليه. دولة فاسدة قائمة هي عندي افضل من فتنة نائمة اذا صحت وشبت ستحرق كل شيئ فيها عدا رؤوس مشعليها، وهذا لا يعني اني لم احلم بالتغيير وأتحمس به وأناصر شباب واعي طموح دعى اليه قبل ان يم وأده وهو خُدج لم ينضج بعد، بل كل الشعب اليمني ريد التغيي ولكن ليس بطريقتكم انتم. كنت قد كتبت سابقا ان ميازين القوى تكاد تكون متعادلة وان هناك عوامل تحدد رسم النظام اليمني يمثلها الجيش والقبيلة والنخب والعامل العربي والدولي، وهي بمجملها حاضرة قوة في المشهد اليمني ويجب اخذها في الإعتبار والا فأننا سنظل ندور في دائرة مقفلة وكالرحى نتآكل مع الزمن. هنا أخاطب الشباب الطموح للتغيير والنقي من حسابات الأطراف المتصارعة والتي ظاهرها الوطن وباطنها إجنداتها وايدلوجياتها وربما مشاريعها الضيقة، وأخاطب أغلبية حائرة ومستكنة ومستسلمة منتظرة ان يتم شحذ السكاكين قبل النيل منها ومن هذا الوطن، أخاطبم ان تعوا وتُعملوا العقل والمنطق وان لا تنساقوا تهليلا أو تثبيطا او إستكانة لمخطط إقصائي سيطيح بنا جميعا وسيمزق أواصر هذا الوطن شذرا مذرا، وأن ندعوا جميعا للحوار العقلاني الرشيد والذي به وحده سترسوا سفينة الوطن الى شاطئ الأمان. اليكم جميعا، سلطة ومعارضة، مشائخ وتجار وشخصيات، أحزاب وتكتلات، إتقوا الله في هذا الشعب المغلوب على أمره، إتقوا الله في ملايين تعاني، وعمال بلا أعمال، وتجار أصابهم الكساد، وطلاب ضاع مستقبلهم، واستثمار مجمد، ودولة على شفا الأنهيار، وخدمات تكاد تُعدم، وفتنة هي أشد من القتل! اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.. خواتم مباركة ونسأل الله ليمننا السلامة، ولشعبه السلام والطمأنينة والإستقرار والمستقبل الخير. [email protected]