أعلن عدد من الأحزاب السياسية التونسية أمس السبت رفضها القاطع لدعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لحضور أعمال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني التأسيسي التونسي المقررة في 22 نوفمبر الجاري. ونقلت صحيفة "الجريدة" الإلكترونية التونسية عن المولدي الفاهم، عضو الهيئة التنفيذية للحزب الديمقراطي التقدمي الفائز ب16 مقعدًا في المجلس الوطني التأسيسي المنبثق من انتخابات 23 أكتوبر، قوله إن حزبه "يرفض بشدة حضور الأمير القطري في أول جلسة للمجلس الوطني التأسيسي يوم 22 نوفمبر الجاري". وأضاف بأن احتجاج حزبه على هذه الزيارة "يمكن أن يصل إلى مقاطعة الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني التأسيسي التونسي". واعتبر الفاهم أنه ليس هناك أي مبرر لحضور أمير قطر الجلسة المرتقبة للمجلس الوطني التأسيسي التونسي؛ "لأن هذا يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي للبلاد؛ الأمر الذي يجعل السيادة الوطنية محل شك". من جهته قال حمة الهمامي، الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي: "إن حزب العمال ومناضليه لا يرحبون بهذه الزيارة التي تُعتبر عاراً على من دعا إليها". وأضاف "لا أهلاً ولاً سهلاً يا عرّاب المشاريع الأمريكية والصهيونية في الوطن العربي". وأكد أن الشعب التونسي الحر "ليس في حاجة لعملاء أمريكا والكيان الصهيوني". أما عبيد البريكي، الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في تونس)، فقد أعرب عن استغرابه من دعوة أمير قطر لحضور أولى جلسات المجلس الوطني التأسيسي. وقال: "لا مكان لأحد مهما كانت جنسيته في الجلسة الأولى للمجلس الوطني التأسيسي، وإن التونسيين وحدهم من لديهم حق حضور الجلسة الافتتاحية لهذا المجلس الذي جاء بعد تضحيات جسام من أبناء الوطن". كما أعرب خالد الكريشي، الناطق الرسمي باسم حركة الشعب الناصرية، عن استغراب حركته من دعوة أمير قطر لزيارة تونس لحضور الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني التأسيسي، واعتبر ذلك تدخلاً في الشأن الداخلي. وترددت أنباء تفيد بأن حركة النهضة دعت أمير قطر لحضور أولى جلسات المجلس الوطني التأسيسي التونسي، وذلك على هامش زيارة رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي إلى قطر مباشرة بعد إعلان النتائج الأولية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي، واجتماعه مع أمير قطر. وكان حمادي الجبالي، الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية التونسية، قد أكد في تصريحات بثتها إذاعة "موزاييك غف إم" حضور أمير قطر الجلسة الافتتاحية للمجلس التأسيسي. وارجع سياسيون هذا الاندفاع السافر للإخوان المسلمين في تونس "النهضة"نحو قطر وبشكل مفضوح الى أنه تم "فتح خط بين تونس وواشنطن والدوحة من أجل إنجاح عملية ارتقاء حركة النهضة إلى الحكم"، مؤكدين أن زيارة الوزير الأول الباجي قائد السبسي قبيل الانتخابات لواشنطن والدوحة قبيل الانتخابات "تتنزل في إطار جعل تونس مختبراً للديمقراطية الإسلامية". وتابع السياسيون "إن ما يؤكد أن فوز حركة النهضة في الانتخابات وفق خط مباشر يربط تونس بواشنطن والدوحة الزيارة المفاجئة التي أداها رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عشية الانتخابات إلى الدوحة والتقى خلالها أمير دولة قطر والشيخ يوسف القرضاوي الذي يحظى بنفوذ ديني". ولم يتردد السياسيون في القول "إن الحكومة التي ستعلن عنها النهضة بعد كل هذا التأخير لن تكون خارج الترتيبات المسبقة مع واشنطن والدوحة التي أبدت اهتماما كبيرا بتونس الجديدة".( وكالات )