تقرير - دخلت المعارك التي تخوضها قوات الجيش بمساندة اللجان الشعبية ضد تنظيم القاعدة في مديرية لودر بمحافظة أبين جنوبي اليمن منعطفا لافتا ، مع تطورات نوعية تجاوزت خلال اليومين الماضيين صد محاولاتها السيطرة على مدينة لودر من قبل أنصار الشريعة التابعين لتنظيم القاعدة منذ الاثنين الماضي ، إلى تمشيط محيطها والانتقال لمرحلة فاصلة طالما انتظرها اليمنيون وأبناء محافظة أبين والنازحين منهم منذ سقوط عدد من مديرياتها بأيدي مسلحي القاعدة في مايو من العام الماضي وإعلان أمارة إسلامية. وقال مصدر عسكري ل"الوطن" أن إرسال الرئيس عبدربه منصور هادي- الذي يشرف بشكل مباشر على العمليات في لودر- وحدات ضاربة من قوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة والحرس الجمهوري إلى أبين لمواجهة القاعدة إعلاناً عن بدء حرب مفتوحة مع التنظيم ليس المقصود منها حماية لودر فقط بل تحرير كل محافظة أبين من تحت سيطرة القاعدة، حسب قوله. وكانت قد وصلت تلك الوحدات أمس الجمعة إلى ضواحي مدينة لودر بمحافظة أبين ، في إطار خطة لتعزيز قوات الجيش من اللواء111 مشاة الصامد مع اللجان الشعبية القبلية في خوض مواجهات عنيفة مع المئات من مسلحي الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة لصد محاولاتها السيطرة على مدينة لودر، وإدارة حرب عصابات شبيهة بأساليب الحرب التي يشنها التنظيم المسلح على مواقع قوات الجيش، وأدت خلال الفترة الماضية إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في صفوف قوات الجيش . وأكدت مصادر عسكرية ومحلية متطابقة يوم السبت أن توليفة الوحدات العسكرية مع اللجان الشعبية ورجال القبائل في لودر تحت قيادة موحدة وخطة عسكرية بإشراف مباشر من الرئيس هادي تمكنت اثر قتال عنيف من تطهير كافة جيوب مسلحي القاعدة التي كانت تنتشر في محيط مدينة لودر وفتحت كل الطرق التي كان التنظيم يغلقها في حصاره المطبق على لودر من جهة الشرق والجنوب وأعلن تأمين المدينة بالكامل. *جبهة المعركة وأكدت المصادر تطهير قوات الجيش واللجان الشعبية المساندة للجيش صباح يوم السبت لعدد من مناطق وجبال مديرية لودر بمحافظة أبين من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، بعد مواجهات استبسال كبدت العناصر الإرهابية خسائر فادحة. وكشف مسئول عسكري في اللواء 111 مشاة المرابط في مديرية لودر تطهير جبل زاره وما حوله كاملا من عناصر تنظيم القاعدة وتكبيدهم خسائر كبيرة بين قتيل وجريح بالإضافة إلى تطهير منطقة المثلث وجبل يسوف بعد معارك قوية استخدمت فيها الدبابات والمدفعية". وأضاف العقيد الركن فرج حسين أبو بكر رئيس أركان اللواء" إن عصابات تنظيم القاعدة الإرهابي بعد تكبدها خسائر كبيرة في الأرواح باتت تجر خلفها أذيال الهزيمة وهروب بقية عناصرها". وذكر أنه وبعد هذا الانتصار الكبير تم فتح طريق زاره مكيراس.. مشيدا بدور اللجان الشعبية والمشائخ وكل أبناء لودر على صمودهم البطولي ضد تلك العناصر الإجرامية التي تهوى القتل والتدمير وتعكير صفو الأمن والاستقرار . *حشد التلاحم لأبعد من لودر وعقد يوم السبت بمدينة لودر محافظة أبين اجتماع موسع للمشائخ والأعيان واللجان الشعبية برئاسة المحافظ الجديد جمال ناصر العاقل الذي كان قد وصل لودر أمس برفقة التعزيزات من القوات الضاربة ومكافحة الارهاب. وفي الاجتماع أكد المحافظ أهمية دور المشائخ والأعيان في مديرية لودر في التصدي للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة والتي ارتكبت أعمال إجرامية في محافظة أبين وشردت أبناء مديرتي زنجبار وجعار وحاولت في لودر تكرار هذه الأعمال الإجرامية البشعة. وقال" ان الأبطال من القوات المسلحة واللجان الشعبية وكافة الشرفاء من أبناء لودر استطاعوا بتلاحمهم الفولاذي إفشال تلك الأعمال الإجرامية في تصدي بطولي منقطع النظير تم فيه قتل العشرات من مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي وهروب المجاميع الأخرى يحملون الذل والمهانة والهزيمة". ولفت محافظ أبين إلى ضرورة مواصلة هذا التلاحم والذي يعد انموذجا وطنيا من خلاله نستطيع تطهير بقية مديريات المحافظة من عصابات تنظيم القاعدة الأرهابي خصوصا في مديرتي زنجبار وخنفر. وأشاد بتحمل أبناء مديرية لودر المبادرة والشعور بالمسؤولية في إطار جهود الدولة لمحاربة الإرهاب ..مطالبا كافة إبناء المديرية التعاون في التبليغ عن تلك العصابات الإرهابية ومنعها من المرور في مناطقها. من جانبه أشار مدير عام مديرية لودر احمد على القفيش إلى ان الجهود جارية لاستكمال تصفية الفلول الهاربة من عصابات القاعدة الارهابية التي لجات الى الجبال الوعرة بعد هزيمتها النكراء امام الصمود البطولي والاسطوري للجان الشعبية وابطال القوات المسلحة . فيما أكد مسوؤل اللجان الشعبية محمد عيدروس الجفري ان اللجان الشعبية تقوم بدورها الوطني انطلاقا من حرصها على مكافحة فكر تلك العصابات والعمل بروح المسؤولية وتطهير كل مناطق لودر من العصابات المجرمة حد وصفه . *إمدادات القاعدة وتوقعات هجمات للتشتيت وشن الطيران الحربي غارات يوم السبت استهدفت أهداف وتحصينات للقاعدة في أبين ومناطق المواجهات وامدادات من خارجها ، فيما شن التنظيم هجوم انتحاري على نقطة للأمن المركزي بين محافظتي عدن ولحج في محاولة للتشتيت وتخفيف الضغط الجاري على معاقل التنظيم الإرهابي في أبين، ما يزيد المخاوف من عمليات لخلايا القاعدة قد تستهدف أهدافا بمدن رئيسية كنوع من التشتيت ورفع المعنويات لمقاتليهم. إذ قتل خمسة جنود وثمانية من مسلحي تنظيم " القاعدة " بعد ظهر يوم السبت اثر هجوم نفذوه على متن سيارتين إحداهما هيلوكس مفخخة ضد نقطة الجعولة الأمنية بمحافظة عدن. وقال مصدر أمني إن جنود النقطة من قوات الأمن المركزي اشتبكوا مع العناصر الإرهابية بأسلحة خفيفة ورشاشة وقتلوا ثمانية من عناصر الإرهاب المهاجمة , فيما استشهد خمسة من الجنود بانفجار إحدى السيارات المهاجمة التي كانت مفخخة وهم " كامل أحمد يحيى حزام الحارثي وعلاء أحمد محمد ناصر الوحش, وأحمد عبده سعيد حسن السويدي وبسام مطيع محمد علي الضاوي وعبده سعيد أحمد علي غلاب ", وتمكن من تبقى من العناصر الإرهابية من الفرار بالسيارة الأخرى. وفي الأثناء، أفادت مصادر محلية في أبين أن تعزيزات تضم اليات ومسلحين من تنظيم القاعدة شوهدت تتجه صوب منطقة أمعين جنوب مدينة لودر حيث تدور المواجهات ، وانه شوهد تحليق للطيران الحربي في المنطقة مع قصف امتدت رؤية أعمدة الدخان على مسافات ولم تتضح نتائجها بعد حتى مساء السبت. كما ذكرت مصادر محلية في محافظة البيضاء المجاورة لمنطقة المعارك في أبين ، إن طائرة قصفت عند الساعة الرابعة والنصف عصرا سيارة نقل كانت تقل مجموعة من تنظيم القاعدة في قرية الاجردي بمديرية الزاهر، وكانت بقصد تعزيزات لمقاتلي القاعدة في لودر أبين ..وبحسب المصدر فان القصف أدى إلى تدمير السيارة بمن عليها من عناصر القاعدة..
