تشهد تونس موجة جديدة من الاضطرابات والاحتجاجات في مناطقها الجنوبية، حيث اندلعت مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين عقب وفاة شاب انتحر حرقاً . وفيما يقوم المئات من اليهود بالاحتفال في جزيرة جربة وسط إجراءات أمنية، رفضت الحكومة التونسية انتقادات للسفير الأمريكي عبر فيها عن قلقه من وضع الحريات بعد محاكمة مدير قناة فضائية . ويعيش عدد من المحافظات التونسية أجواء متوترة وسط مطالبات متزايدة بتوفير وظائف للعاطلين . وتركزت التوترات في محافظات "قبلي" و"سيدي بوزيد" و"توزر" التي توفي فيها شاب أمس الأول، يدعى علي المرزوقي، بعد أن أحرق نفسه الأحد احتجاجاً على عدم تمكينه من أرض فلاحية، فيما شهدت مدن وبلدات اعتصامات وإضرابات بعضها مسنود من المركزية النقابية "الاتحاد العام التونسي للشغل" . ويوم الإثنين أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين هاجموا مركزاً للشرطة ورشقوا عناصر الأمن بالحجارة واحتجزوا لوقت وجيز محافظ مدنين القريبة من الحدود الليبية . وفي نفس المحافظة، يحيي نحو 1500 يهودي من تونس وخارجها، اليوم وغداً، طقوس الزيارة السنوية لكنيس الغريبة بجزيرة جربة، وذلك بعد أن ألغي العام الماضي بسبب حالة الانفلات الأمني التي شهدتها تونس إثر الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي . وقال ريني الطرابلسي المنظم الرئيسي لرحلات الحجاج اليهود الأجانب إلى جزيرة جربة لوكالة فرانس برس إن 200 يهودي وصلوا إلى الجزيرة قادمين من فرنسا وإيطاليا وأن 300 آخرين سيصلون الخميس . وبحسب طرابلسي فإن ألف يهودي تونسي سيشاركون في طقوس إحياء هذه الذكرى السنوية التي تجرى وسط أجراءات أمنية مشددة . في غضون ذلك، وجهت الحكومة التونسية المؤقتة، أمس، انتقادات للسفير الأمريكي في تونس على خلفية تصريحاته بشأن محاكمة مدير قناة "نسمة تي في" . وذكرت وزارة الخارجية التونسية، في بيان، أنها "تستغرب تصريح السفير الأمريكي جوردن جراي الذي قال فيه إن الحكم تسبب له في خيبة أمل" . كان القضاء التونسي أدان مدير القناة التونسية الخاصة في 3 مايو/ أيار الجاري بدفع غرامة مالية قدرها 2400 دينار (1500 دولار) بسبب بث القناة للشريط الكارتوني "بيرسيبوليس" (بلاد فارس) الذي جسد في أحد مشاهده الذات الإلهية في أكتوبر/ تشرين الأول 2011 . (وكالات)