( الإهداء : إلى جارتنا الهولندية الطيبة جوديث التي خرجت من منزلها – السبت الماضي – مع زوجها ولم تعد ) "طالبان المشتركْ خطف الثورةَ من دونِ انقلابْ ساحة التغيير أضحت ساحةً للإحتسابْ من بني خطفان نحنُ نخطفُ السياح والساحات أحلام الشبابْ" مابين القوسين مطلع قصيدة لي بعنوان : " امشي واحتضن الذئاب" كتبتها بعد أن تم اختطاف ثورة الشباب السلمية من قبل الأحزاب القبلية الشمولية الدموية . في تلك الأيام عدتُ شاباً بأحلامي , ورحت مثل كل شاب احلم بالدولة المدنية , بدولة النظام والقانون ,بدولةٍ يتساوى فيها الشيخ مع الرعوي , القبيلي والعسكري مع المدني , ويتساوى فيها الشمالي مع الجنوبي , والسيد مع الخادم . ثم بعد أن تعرضتْ ثورة الشباب السلمية للاختطاف , وبعد أن تبين لي بأن الخطف من الثوابت الوطنية تبخرت أحلامي الشابة وغدوت بدونها عجوزاً اتعاطف مع احلام الثوريين العجائز , ومع أحلام وآمال وتطلعات الحكام في جمهورية بني خطفان الثورية. وأنا اليوم مع خطف الثورة , مع خطف الثروة ,مع خطف الكهرباء , مع خطف الأضواء, مع خطف أحلام اليمنيين بالتغيير, مع خطف أرزاقهم, مع خطف اللقمة من أفواه أطفالهم , وحتى أولائك القتلة اللذين يمتهنون خطف أرواح الأبرياء فأنا معهم ومع كل الخاطفين الذ ين يمارسون الخطف الثوري بقوة الحزب , القبيلة,أو بقوة السلطة. لكني لست مع هؤلاء البلاطجة الذين يتباهون بخطف ضيوف اليمن وضيوفنا من الأجانب والسياح ويفخرون بخطف النساء بقوة السلاح. هؤلاء ليسوا مسلمين , وليسوا قبائل, وليسوا عرباً, وليسوا يمنيين , ثم أنهم ليسوا رجالاً وليس فيهم رجولة . لكن دولة لا تستطيع أن تحمي ضيوفها هي دولة رخوة ودولته خُنثى, ودولة رجالها من جنس البغال, مصابون بالعقم وبالعجز وبالعنّه . وقديماً قال الشاعر: لكل زمانٍ دولةٌ وبغال . _______________ *الشاعر والقاص والكاتب اليمني المعروف عبدالكريم الرازحي نقلا عن صفحته بفيس بوك