فجرت الزيارة المفاجئة لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أمس إلى محافظة ومدينة عمران حالة من الجدل ، ظهر أخطره متشكلا في حالة "هستيرية" من الاتهامات والتهديدات المثيرة للقلق. ففي حين اعدها كثير من نشطاء حزب الاصلاح "إخوان اليمن"-أحد طرفي الصراع المسلح الذي شهدته المحافظة - "خيانة رئاسية " ووضوح لمؤامرة اشترك بها هادي وزير دفاعه اللواء الركن محمد ناصر أحمد لاسقاط المحافظة في أيدي الحوثيين ، معاظمة بذلك الخطر على حياة الرجلين، رافعة من منسوب الحملة الإعلامية الشرسة ضدهما على خلفية الصراع المسلح الذي شهدته محافظة ومدينة عمران، والذي اتي لغير تحالف مسلحي حزب الاصلاح. رأى بالمقابل مراقبون لزيارة الرئيس "هادي" المفاجئة لعمران أمس ، بأنها كانت أثقل على حزب "الإصلاح" وجناحه العسكري بقيادة "علي محسن الاحمر" من هزيمة عمران..معتبرين أن هادي "الدولة" اسقط بما قام فرصة استثمار "عمران" و "قميص عمران" إلى الأبد... واذ اعتبر حسين العزي- رئيس العلاقات السياسية لجماعة الحوثي "أنصارالله" أن مايشنه اعلام حزب الاصلاح "إخوان اليمن" من حملة مباشرة ضد وزير الدفاع ، وغير مباشرة ضد الرئيس هادي أمر خطير جدا. وقال في تصريح -تلقت "الوطن" نسخة منه - أن "هذه الحملة توحي بوجود نوايا خطيرة وغير بريئة تجاه الرئيس ووزير دفاعه على حد سواء وهذا الامر لايحتاج الى مزيد من الذكاء كي يدرك خطورته وما يجري بهذا الشأن". واضاف "هذه الحملة الاعلامية التي يشنها حزب الاصلاح لم تعد ضمن المساحة المعقولة فهي استحالت خطابا تحريضيا محضا ، الامر الذي يجب على كل القوى السياسية في اليمن وكل المهتمين بالعملية السياسية من الاشقاء والاصدقاء أن يتحركوا لإحباط أهذاف هذه الحملة وأن يوقفوها قبل أن تدخل مرحلة الفعل والممارسة العدوانية ... والله المسؤول ان يجنب اليمن كل مكروه وكل عام والوطن بخير". *خلفيات الحملة ومنذ اسابيع يتعرض وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد لحملة إعلامية كبيرة من قبل حزب تجمع الاصلاح الحاكم- أحد طرفي الصراع المسلح الذي شهدته محافظة عمران، وانتهى قبل نحو ثلاثة اسابيع بسقوط المحافظة بيد الحوثيين، قبل أن يقوموا لاحقا بتسليم المواقع والإدارات المدنية والعسكرية التي سيطروا عليها، ويقوم رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أمس الاربعاء بزيارة ميدانية مفاجئة لمدينة عمران مع عديد من المسئولين في سياق تطبيع الاوضاع بالمحافظة. ونشرت أمس صحيفة "الوطن" السعودية تقريرا عن حدة التهديدات التي تطال وزير الدفاع اليمني، المقرب من الرئيس عبدربه منصور،وقالت أن ذلك أتى بعد الإعلان عن مقتل العميد حميد القشيبي، قائد اللواء 310 مدرع، الذي تصدى بقواته لمسلحي الحوثي خلال فترة حرب عمران الأخيرة، حيث تتهمه الأطراف المقربة من حزب التجمع اليمني للإصلاح بخذلان القيادات العسكرية والقبلية التي كانت تقاتل إلى جانب القشيبي، والتسبب في هزيمته وسقوط عمران، مشيرة إلى أن الرئيس هادي رفض ضغوط كبيرة لاقالة وزير الدفاع. تقرير الصحيفة أكد أن المخاوف من الحملة على حياة الوزير ناصر ، جاء بسبب توسعها مؤخراً واتخاذها طابعاً مناطقياً، حيث ينتمي ناصر إلى محافظة أبين الجنوبية، التي ينتمي إليها الرئيس هادي، واتخاذها طابعا انتقاميا من قبل القوى القبلية التي ينتمي إليها القشيبي وحزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي دفع بمسلحيه القبليين للقتال ضد الحوثيين في عمران. ونصب أقارب ورجال قبائل ينتمون إلى قبيلة القشيبي خياماً بالقرب من منزل الوزير سرعان ما اتسعت تحت يافطة المطالبة بالكشف عن السبب وراء سقوط عمران ومقتل القشيبي. * اتهامات بالخيانة الرئاسية وبرزت الزيارة التفقدية التي قام بها الرئيس عبدربه منصور هادي صباح الامس الاربعاء وعلى نحو مفاجئ لمحافظة ومدينة عمران بعد ثلاثة أسابيع من سقوطها بيد الحوثيين، محور من تناولات عدة لصحفيين ونشطاء سياسيين، ظهر من خلالها المنتمين لتحالف "الاخوان" في سياق "هستيري" من اتهامات بالخيانة ، والقول بأن زيارة هادي واعلانه من هناك انها تنعم بالامن ، مثل مباركة لنجاح مؤامرة تسليمه المحافظة للحوثيين. وكان هادي قد قام أمس ومعه عديد من قيادات الدولة بجولة تفقدية في مدينة عمران حيث اطلع على أحوال المواطنين والجهود المبذولة لإعادة تطبيع الأوضاع في مختلف المجالات ومعالجة آثار الأحداث التي شهدتها مؤخرا..كما قام بزيارة تفقدية الى معسكر اللواء التاسع مشاة القادم من محافظة صعدة. وعدْ هادي هذه الزيارة بأنها رسالة إلى كافة أبناء الشعب اليمني بأن محافظ عمران تنعم بالأمن والاستقرار وبداية لتنفيذ خطة إعادة تطبيع الأوضاع في المحافظة من خلال إعادة الخدمات في مختلف القطاعات التي تضررت جراء الأحداث التي شهدتها وخاصة الكهرباء والمياه والصحة والتعليم ..كما أكد هادي ضرورة تضافر كافة الجهود والاتجاه نحو البناء والتنمية وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة مشرقة.. *سقوط إستثمار "قميص عمران" وتحت عنوان زيارة "هادي" لعمران أثقل على "الإصلاح" و"محسن" من هزيمة عمران، كتب الصحفي اليمن محمد عايش-رئيس تحرير يومية صحيفة الاولى المستقلة يقول:هم يريدون المحافظة مخزنا لأساطيرهم عن "الإمامة" المتوحشة..بينما زيارة كهذه، رفقة محافظ المحافظة وعدد من كبار مسؤولي الدولة..تسقط فرصة استثمار "عمران" و "قميص عمران" إلى الأبد... وأضاف : تابعت إعلام وإعلاميي الإصلاح طوال الساعات الماضية.... فرأيت صنوفا من الهستيريا.. ووددت لو أسأل أحدهم: ألم تقولوا إن حربكم هناك دفاع عن الدولة؟ هاهي الدولة تتجول منذ الفجر في شوارع المدينة، فلماذا الغضب من ذلك؟ وتابع : لم أطرح السؤال طبعا، فجميع زملائنا الإصلاحيين مشغولون الآن بالبحث عن الجد السابع عشر الذي يلتقي عنده نسب الرئيس "هادي" بنسب "الحوثي"... وبنظرهم فإن "خيانة" رئاسية كهذه لا تأتي إلا من روابط دم مع "الإمامة" وإلا فإن هادي قد فقد عقله!! ورأى الصحفي محمد عايش انه في كامل حكاية "عمران"..فان هادي لعبها صح..ويلعبها صح حتى اللحظة..وقال :هذا رأيي الذي كتبته من قبل أربعة أسابيع اذ سقط الإصلاح وسقطت قبضة محسن على "عمران" أو "بوابة الموت" بالنسبة لصنعاء.. ولا يهم إن كان الحوثيون هم من أسقط تلك الهيمنة... بل الأهم أن الحوثيين أكثر إيمانا بحق الدولة في "الوجود" من إيمان من قضوا على كل فرص نشوء الدولة منذ أربعين عاما.. وتابع يقول :كما إن الأمر يتعلق بذكاء لدى الحوثيين: إنهم يسعون، في هذه المرحلة، لامتلاك "المجتمع" و ليس "الدولة"، وما دام أن لا قشيبي ولا محسن سيحول بينهم وبين استمرار استقطاب مجتمع "عمران" فإنهم لن يبالوا أياً من كان على كرسي حكم محافظة عمران، وهذا التفكير نقيض تفكير "الإخوان" تماما بما أن الأخيرين مهووسون بالهيمنة على "الدولة" مع غياب أي اهتمام باستقطاب المجتمع. من جانبه اعتبر الصحفي اسامة ساري زيارة الرئيس هادي لمدينة عمران بانها أكدت وطنيته وحرصه على تلمس الأوضاع عن قرب.. وأنه اكتفى من تلك التقارير الكاذبة والتضليلية التي يرفعها المسئولون إليه تزويراً للحقائق وإثارة لمخاوفه حرصاً على استمرارهم في ابتزازه والضغط على نفسيته بهذه الأراجيف والمخاوف التي يثيرونها حوله.. واضاف أن هذه الزيارة نسفت ايضا حملة إعلامية تضليلية وكاذبة يتبناها حزب الاصلاح منذ عدة أشهر ، وضاعفها مؤخراً متكبداً عشرات الملايين ، لإيهام المجتمع المحلي والخارجي أن عمران تعاني اختلالات أمنية وخروج عن سيطرة الدولة ، وأنها تخضع لسيطرة مسلحين من خارج اليمن حينا من ايران وحينا من حزب الله.. كما تؤكد الزيارة أن عمران نموذجاً للأمن والأمان والسكينة التي تحلم بها كل محافظة يمنية وتأمل أن يتحقق ذلك الحلم..بينما ما أثبته فخامة رئيس الجمهورية اليوم أن عمران ولأول مرة منذ ثورة سبتمبر 1962 تعلن ولاءها الملطق للجمهورية اليمنية بعد أن نفضت عن كاهلها كافة أشكال التسلط والهيمنة ، وأعادت إلى أبنائها شعورهم بالعزة والحرية والانسانية..