دعا الرئيس السوداني، عمر البشير، الإثنين، إلى ضرورة رفع حجم التبادل التجاري بين بلاده وتركيا ليصل إلى 10 مليارات دولار سنويا، بدلا من 500 مليون دولار في الوقت الحالي. جاء ذلك في كلمة للرئيس البشير أمام المنتدى الاقتصادي السوداني التركي، الذي عقد في العاصمة الخرطوم، على هامش زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى البلاد. وقال البشير، إنه يجب "رفع حجم التبادل التجاري بين السودان وتركيا ليبلغ 10 مليارات دولار على أقل تقدير"، وهو ما يتطابق مع تصريح مماثل أمس للرئيس التركي. وحث القطاع الخاص التركي على الاستفادة من الموارد السودانية الكبيرة، مشيرا إلى أن حكومته ستعمل على تذليل كافة العقبات التي تعترض مجالات الاستثمار. كما دعا إلى إنشاء بنك تركي في السودان لتسهيل حركة التبادل التجاري بين البلدين. وأشار إلى أن المباحثات التي شهدتها الخرطوم بين الجانبين التركي والسوداني بهدف تعميق العلاقات الثنائية وتطويرها، "تمت في أجواء أخوية مليئة بالثقة المتبادلة". وأكد أن مجلس التعاون الاستراتيجي السوداني التركي، الذي اتفق على تأسيسه مع الرئيس أردوغان، في الخرطوم، أمس الأحد، سيدفع بالعلاقات بين البلدين إلى الأمام. وفي السياق، قال الرئيس السوداني، إن "رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن البلاد في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد 20 عاما على فرضها، سيفتح الباب أمام الشركات من جميع أنحاء العالم للاستثمار بالسودان ويسهل حركة الصادرات والوارادات". وذكر أن المناخ المحلي في جميع أنحاء البلاد يسوده الوئام خاصة بعد انتهاء الحوار الوطني، الذي توافقت عليه الأحزاب السياسية والحركات المسلحة المعارضة. والحوار الوطني، مبادرة دعا لها الرئيس عمر البشير في العام 2014، اختتمت في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، بنتائج أوصت بتشكيل حكومة وفاق وطني، وسط مقاطعة غالبية فصائل المعارضة بشقيها السياسي والمسلح. من ناحية أخرى، قال البشير إن "زيارة الرئيس التركي اليوم، إلى جزيرة سواكن (في البحر الأحمر) شرقي البلاد، أكدت على عمق الروابط الثقافية والاجتماعية بين البلدين". وبدأ الرئيس أردوغان، زيارة للسودان، منذ أمس الأحد، ضمن جولة إفريقية، تقوده إلى تشاد وتونس وتستمر حتى الأربعاء المقبل، يرافقه فيها 200 رجل أعمال. وتطورت العلاقات الثنائية بين السودان وتركيا حثيثاً، بعد وصول حزب "العدالة والتنمية" إلى السلطة في تركيا عام 2002، وشهدت تحسنًا لافتاً خلال الفترة اللاحقة. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 500 مليون دولار لصالح أنقرة، فيما تبلغ الاستثمارات التركية في السودان ملياري دولار، وفقاً لتصريحات رسمية. وزيارة أردوغان إلى الخرطوم، وتستمر يومين، هي الأولى لرئيس تركي للسودان، منذ استقلاله 1956.