ما الذي يحدث .. ما الخلل..ماذا يجري .. أين الثورة .. أين أهداف الثورة .. أين شركاء الثورة الذين كانوا للامس بجوارنا .. أين الشهداء الذين سقطوا طوال عشرة اشهر وفي ساحات كثيرة .. أين هم شبابنا الذين كانوا معنا .. أين أحبابنا ..أين شباب مسيرة الحياة , أين ذهبت عزيزة , وأين ذهبت تفاحة التي عندما كنا نجوع في الساحة نلجأ إليها فتكون نعم الأم وتقدم لنا كل ما لديها لأنها كانت مسئولة التغذية .. أين الذين كنا نتقاسم معهم اللقمة ونستقبل رصاصات آلة القمع وغازاته السامة معا .. أين مازن وعبد الناصر .. أين طه الجنيد الذي عذب من قبل الحرس الجمهوري حتى الموت ثم رمي به في أبشع جريمة وأبشع منظر تعذيب, أين شهداء مجزرة الكرامة , ومجزرة إحراق ساحة الحرية , ومجزرة كنتاكي والزبيري والقاع ودار سلم غيرها , أين هي ياسمين , أين مريم بنت السادسة عشر ربيعا التي كنت ان شاهدتها أعادت لي الأمل وبثت في أوصالي الحياة بصمودها وثباتها , مريم التي أصيبت يوم الجمعة عندما قصف مصلى النساء من مجرمي الطاغية , مريم التي أبكت الكثير بكلامها وهي في المستشفى الذي تتلقى فيه علاجها في الخارج وهي تقول عندما أتماثل للشفاء من إصابتي في معدتي ورجلي ويدي فاني سأعود إلي الساحة لمواصلة المشوار حتى تحقيق كامل أهداف الثورة ..أين عبير الاثوري جريحة مسيرة الحياة التي كانت ضحية الأمن القومي .. أين كل هؤلاء , وغيرهم كثير من ضحايا علي عبدالله صالح وأعوانه , وماذا نقول لهم , ماذا نقول لراوية وفوزية التي دفنت تحت أنقاض بيتها بسبب قصف المدنيين العزل , وماذا أقول للأطفال الذين أزهقت أرواحهم في بطون أمهاتهم وخارجها من فضاعة جرائم علي عبدالله صالح وأعوانه ؟ ماذا نقول لكل من فقد حبيبه وقريبه ؟, هل نقول ان تضحية أكثر من 22الف مابين شهيد وجريح ومعاق , والأعداد التي لا حصر لها من المعتقلين والمختطفين والذين تعرضوا للملاحقات والاعتداءات خارج ساحات الحرية والتغيير ,و خسائر الممتلكات العامة والخاصة , والنازحين في تعز وأرحب ونهم و الحصبة وصوفان وأبين , وغيرها من المناطق التي استعرت فيها قوات الأمن العام والأمن المركزي والحرس الجمهوري التابعة لنظام العائلة . بماذا نرد على إخواننا داخل القرى وخارج الوطن الذين كانوا يضعون أيديهم على صدورهم خوفا , وبماذا نبرر لأصحاب الاحتياجات الخاصة , الذين يواصلون ثورتهم على أمل تغيير , ماذا نقول لإخواننا في الجنوب وفي الحراك وللحوثيين وللسلفيين في دماج ؟ وللشباب الثائر في كل الساحات ؟ . هل نقول لكل هؤلاء تمخض الجبل فولد فارا, قد ذهبت تضحياتكم أدراج الرياح وليس في الإمكان أحسن مما كان وقد تفتقت عقول شركاء الثورة عن مبادرة الفتات الذي رمي في وجوه القوم , ومن أمام ووراء الكواليس مجموعة من القتلة مارسوا ضد الثوار والشعب أبشع جرائم الإبادة الجماعية واعنف الجرائم ضد الإنسانية . هل نقول لهم ان العالم كله قد تآمر على ثورتنا , الأمم المتحدة ومجلس الأمن وبن عمر والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والزياني وتصريحات السفير الأمريكي بصنعاء وشركاء الثورة بالأمس القريب أحزاب اللقاء المشترك الذين يضعون أيديهم اليوم في أيدي القتلة , وهم اعجز من حماية كراسي الحكم التي ما تزال تهتز بقوة فما بالك بمسيرة شباب سلمية قطعت مئات الكيلومترات لم تؤذي حجرا وضربت بأعنف الأسلحة في معقل حكومة الوفاق اللا وطني . نحن لا نطالب هذه الحكومة بالاستقالة بعد جريمة الاعتداء على مسيرة الحياة لأننا لا نعترف بها كونها احد منجزات المؤامرة , كما أننا نشك كثيرا بالعدالة الدولية , ونخاف من عدالة شركاء ثورتنا بالأمس شركاء الجلاد اليوم الذين يضربون من تحت الحزام . إننا واثقون بان العدالة السماوية ستنتصر لنا و لدماء شعبنا وشبابنا , واثقون بان زمن المحاسبة والمساءلة سيأتي ولو بعد حين , واثقون بالله ثم بثوارنا الإبطال الذين نطالبهم بالاستمرار والوعى والثبات والصبر فهم أمل الأمة والغد القادم المشرق بعد إسقاط نظام بائد مستبد وبناء نظامنا ودولتنا المدنية الحديثة . رئيسة منظمة مساواة للتنمية السياسية وحقوق الإنسان - تعز