تناولنا في اكثر من تناولة حكاية الحصانة ، وكنا قد اشرنا في اكثر من تناولة الى لغم الارصدة وقلنا عنها بانها – ارصدة صالح الحقيقية – هناك في المقابر ، وهنا سوف نتحدث عن مسألة الرحيل لا .... المسألة ليست مسألة رحيل صالح ، هي مرحلة تجاوز وانتقال " عبر الثورة " من مرحلة الى اخرى " من مرحلة السلطة الى مرحلة الدولة " أو ان هذا هو ما ينبغي . قول كهذا يضع المسألة في سياقها الحقيقي ، على الضد من كونها – حتى الآن – في سياق لعبة " الكراسي السياسية " على وزن " الكراسي الموسيقية " . انه يمني ! اما اذا كان ولا بد ان يرحل فليرحل الى قرية " بيت الاحمر " إلى " انسانيته " التي اهدرها ، لو ان بقى له شيئا من قبيِلها . وليرحل إلى قرية بيت الاحمر " مسقط رأسه " ليقضي ما تبقى له من عمر ، مدحورا مذموما ، الى حيث لا يقوى عندها حتى على ان يرفع عينيه ليرى منظرا طبيعيا في محيط قريته التي اغتالها كقرية وآدعة في محيط صنعاء الى حيث تصبح " ثكنة " برسم الانقضاض على سكينة الناس العاديين في اليمن ، هكذا لمجرد انهم أناس وُجِدوا " في " ارض اسمها اليمن على ما فيها من وداعة ولطافة وأنسْ ! اما اذا اخذناها – المسألة – من زاوية السلطة فان الامر يجب ان يكون مختلفا ، وهو الأمر الصحيح والواجب ، مع اننا ضد استخدام كلمات من قبيل صحيح وواجب في السياسة .. " بس " ما الذي نعمله في ضل غياب القوى الإجتماعية بتعبيراتها السياسية ، تلك التي يمكن للمرء ان يتحدث عندها وازاءها بلغة التاريخ " الاقتصاد والاجتماع ومن ثم السياسة والعكس " . بعض القوى السياسية– في اليمن – لقائط ، نشأت على اسس لا علاقة لها بالتاريخ الخاص للبلد " اقتصاد اجتماع سياسة " ولذلك فلم تعد تجد لنفسها مهمة سوى الانتقام من محيطها " بقدر ما تجد نفسها غريبة فيه " وهو الذي – بدوره – يلفظها ثمة من يحاول ان يختزل المسألة الى رحيل صالح ! لا .. المسألة ليست رحيل آخر " التيوس " بل انها مرحلة " أول " اليمن . اما اذا كان ولا بد فليس سوى الى حيث ترعرع ، هناك ، قرية بيت الاحمر .. واليمن ايضا ، لكي يمضي ما تبقى من عمره يتحسر على ما اصاب اليمن به من ذل ! وهي ليست مسالة رحيله ، بل بناء " نظام سياسي " على انقاض سلطته . والرسالة لغيره ، ايضا 2 سلطة صالح لم تكف بعد عن كونها سلطة . " سقطت " هذا صحيح ، لكنها لا تزال ، ولذلك قلنا ما ورد عاليه وسنقول ما سوف يلي هذا . قبل ذلك يجب ان نكرر بان سلطة صالح لم تكف بعد عن كونها سلطة . لا تزال تأمر وتنهي ولا تزال " تحبس وتقييد " ، بل ولا تزال تقتل بحجة كونها سلطة . لن نتحدث عن القرارا السياسي \ السيادي، لسنا في وارده الآن ، لانهم هناك ، في اليمن ، ليسوا بعد في وارد الدولة بل " مساميرا " في آلة اسمها السلطة ، والحديث ينصرف الى السياسيين . وما يزال الأمر معقود لواءه للثورة ، لا تزال السلطة فلا ينبغي ان تتوقف الثورة الى حيث تؤول أو تُوأوَّلْ الى " تفاصيل ! " .. فراطة " عددي " مالم يكن في سياقها ، هي ثورة ، ونحن بإزاء سلطة يجب أن تُقتلع : بنية وإدارة وعقلية ومنظومة قيم .. الخ " ليش كم مرة تثور الشعوب بتاريخها ! " . قد يبدو الامر اكبر من طاقة اللحظة التاريخية ، بيد انه امر يجب ان يكون حاضرا على مدار لحظة الثورة . المهم ان يكون الامر حاضرا وخطوة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة ، اما السير في الدرب فانه نقطة الانطلاق فحسب ولا يهم بعد ذلك من يشذ او يتخلى او ينهار والمهم ان يستمر المسار وتستمر المسيرة الى حيث يجب ان تصل .... الثورة : صراع . صراع : لا الزياني فيه طرفا اصيلا ولا بن عمر " رايح جاي " حاملا غصن السلام ، واذا افترضنا بانه يحمل ، بالفعل ، غصن سلام فسلام من ولمن وعلى اساس من ماذا وكيف .. حذار من اكذوبة السلام العالمي ، لكي تُفهم هكذا صياغة مخاتلة علينا ان نعرف معنى كلمة عالم ومعنى كلمة سلام ومعنى كلمة سلام عالمي .. هو سلام من وماذا وعلى اي اساس ... كلام لا يُقلل من اهمية الاقليم ولا المجتمع الدولي كاطراف مؤثرة ولها مصالح لكن يجب ان لا يتجاوز تأثيرها اليمن بقواه الحية ولا تتغلب مصالحهم على مصلحة الشعب اليمني . والى حيث يحولون مسألة الثورة الى : علي رايح ، علي جاي .. طلع نزل .. في الوقت الذي يعملون بدأب على " تقديس " الصراع على الارض فيما هو اما محاولة الى جعله صراع حياة او موت أو بأتجاه جعل اليمن إطار ل " كانتونات " والصراع بينها " ابدي " وهو امر سوف تناوله بتركيز اكبر في المقالة القادمة