موقف رئيس حكومة الوفاق الأستاذ محمد سالم باسندوة في مجلس النواب السبت الماضي عبر عن قوة وشجاعة في تحمل المسؤولية, والدموع في مثل هذه المواطن ليست تعبيراً عن الضعف, بحال من الأحوال, ولكنها دليل نقاوة وصدق الرجل ويستحق لأجلها الإجلال والتوقير. تحمل باسندوة مسؤولياته كرئيس لحكومة الوفاق وكان شجاعاً ومقداماً وهو يقدم بنفسه مشروع قانون الحصانة للبرلمان ويتولى هو وليس وزير العدل والشؤون القانونية مسؤولية الدفاع عن التشريع المقدم لنيل الثقة وإجازة النواب. لم يكن الهروب أو التهرب مبرراً, مثلما أن حضور ودفاع باسندوة لم يكن أقل من فدائية سوف تحسب له, دون شك, والذين تواروا خجلاً وضعفاً وراء شخص باسندوة رئيس الحكومة قدموا دليلاً عملياً قوياً على تهيب المسؤولية والتعثر في امتحان اللحظات الوطنية الصعبة والمفصلية, التي لها ما بعدها. الأحزاب المشاركة في الحكومة حاولت التبرؤ من فعل وفاقي, أوصلها أصلاً الى الحكومة ووقعت على وثيقته السياسية الأم في الرياض ثم إنها اكتفت بالوزارات والمشاركة في الحكم ورفضت تحمل مسؤولياتها الوفاقية وخانتها اللياقة والثقة والمسؤولية في الامتحان الأول والأهم, فهل هذه أحزاب يعول عليها للتعامل مع ملفات كبرى وأخطر تنتظر حكومة الوفاق؟! * صحيفة "اليمن"