في لقاء هو الأول من نوعه منذ أدائه اليمين الدستورية أمامهم كرئيس منتخب للبلاد، التقى الرئيس عبدربه منصور هادي مع رئاسة البرلمان وأعضائه، اليوم بقاعة المؤتمرات والاحتفالات بدار الرئاسة، حضره رئيس المجلس يحي علي الراعي، ونائباه حمير عبد الله الأحمر، ومحمد علي سالم الشدادي، وأعرب هادي، عن تقديره، لأعضاء البرلمان على ما أظهروه من مواقف إلى جانب تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة، التي قال إنها " لأنها مثلت المخرج الأوحد والأفضل لليمن من أجل الخروج من دوامة الأزمة الطاحنة وحصلت على موافقة مجلس النواب الذي فكر بعقلية وطنية رائعة من أجل خروج اليمن بأفضل الطرق وانسبها حتى لا يذهبوا إلى حرب أهلية"، مشيدا بتوحد المجلس من أجل هذه المسؤولية وتجاوزه الانقسامات التي كانت حاصلة من اجل المصادقة على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة. وأكد أن " ذلك الموقف كان هو المطلوب وقد مثل انحياز كامل لمصلحة الوطن العليا والحفاظ على النهج الديمقراطي والخروج الآمن باليمن إلى بر الأمان". كما عبر عن شكره وعرفانه لقيادة المملكة العربية السعودية وعاهلها الملك عبد الله بن عبد العزيز، متحدثا في هذا السياق بالقول "كانت المدة بعد التوقيع على المبادرة الخليجية تسعين يوما لإجراء الانتخابات فاضطررت للاتصال بأخي خادم الحرمين الشريفين أن يمدنا بمساعدة وعون من اجل أن نتجاوز هذه المرحلة الدقيقة والصعبة تتمثل بالنفط ومشتقاته، فوجه مشكورا بإعطائنا ما يكفي للوصول إلى يوم الانتخابات الرئاسية من المشتقات النفطية وكان ذلك عونا مهما وأساسيا في تجاوزنا تلك المرحلة الدقيقة ومضت الانتخابات وكانت فعلا معجزة حقيقية حين خرج الناس بالملايين يتوقون للخروج من الأزمة والظروف الصعبة إلى بر الأمان عن طريق الانتخابات الرئاسية المبكرة". وأشار الرئيس هادي، إلى " اندهاش العالم وتغلبهم على جراحاتهم وذهبوا إلى الانتخابات مغلبين مصلحة الوطن العليا بحكمة ونباهة"، داعيا إلى بذل الجهود الوطنية المخلصة والحثيثة من اجل تهيئة الظروف الكاملة والأجواء الملائمة للوصول إلى طاولة الحوار الوطني الشامل كخيار وطني لحل كافة المشاكل والملفات والقضايا العالقة بكل إشكالها وصورها وأنواعها. وتابع:" نحن اليوم أمام مرحلة جديدة والمطلوب من المجلس التعاطي الوطني مع الأولويات الملحة بتكاتف واصطفاف وتجاوز مفهوم سلطة ومعارضة داخل المجلس باعتبار الجميع أمام مسؤولية إخراج البلد إلى بر الأمان". وطالب سلطة الدولة والسلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية واللجنة العسكرية والأحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية والقوى الاجتماعية الوطنية الخيرة ومنظمات المجتمع المدني، بالعمل لإخراج اليمن من دوامة الظروف الصعبة والأزمات المتلاحقة إلى بر الأمان، باعتباره " أمانة في أعناق الجميع"، كما دعا إلى " فتح صفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها جميعا اليمن الجديد ومن اجل منظومة الحكم الجديدة القائمة على النهج الديمقراطي والدولة اليمنية الحديثة ليس فيها ظالم ولا مظلوم". وأكد الرئيس هادي، أن المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة واضحة كل الوضوح وما علينا إلا السير في تنفيذ بنودها حتى النهاية"، معبرا عن أسفه بسبب أن " البعض ما زال لا يفهم المبادرة أو يتظاهر بأنه لا يفهمها ولا يزالون على النهج السابق، ويمارسون التحريض والعرقلة ومنافسة إرادة الشعب اليمني تلك الإرادة التي ذهبت إلى خيار السلام والوئام والبناء والتبادل السلمي للسلطة، ونبذ الاحتراب والشقاق والخلاف، داعيا الفئة التي تتظاهر بعدم فهمها للمبادرة أن " تستوعب أننا في مرحلة جديدة وسيسجل التاريخ كل المواقف هذه وتلك والتاريخ لا يرحم". وطالب الرئيس هادي، " بالكف عن التسريبات الإعلامية والصحفية المغلوطة في مختلف وسائل الإعلام" ، مؤكدا أن اليمن بحاجة إلى الجهود الوطنية المخلصة من اجل الوصول إلى محطة الانتخابات الرئاسية القادمة في الحادي والعشرين من فبراير 2014م". وخاطب أعضاء مجلس النواب بالقول "نود ان يكون الجميع بعيدا عن التفكير بدائرته لنفسه، بل نريد أن تكون الدائرة كلها هي سلامة وامن واستقرار اليمن باعتبارنا جميعا قيادة استثنائية لمرحلة استثنائية وفي ظرف استثنائي للخروج باليمن الى بر الأمان، ولا نريد لأحد أن يكون باحثا عن دعاية او إغراء في دائرته. ومازح، الرئيس هادي، أعضاء البرلمان قائلا "قد أخذتم عشر سنوات وهي فترة قياسية لم يسبق لها مثيل، ونتصور نفسنا جميعا فريق واحد لمسؤولية واحدة تاريخية هدفها الكبير الوصول بأمان إلى الانتخابات الرئاسية القادمة، وسيكون همي وهمكم جميعا هو الحفاظ على الأمن والاستقرار والوحدة حتى تحقيق تلك الغايات". وتحدث الرئيس هادي، في مقدمة كلمته عن الأوضاع التي كانت قائمة قبل إجراء الإنتخابات الرئاسية في شهر فبراير وقال " ولا شك أنكم تتذكرون جميعا كيف كان وضع اليمن مقسم والطرق مقطعة والكهرباء غير موجودة والمشتقات النفطية معدومة والمحافظات في وضع أمني مختل ومحافظة أبين وأجزاء من محافظة شبوة تحت سيطرة الإرهاب، فكان من الصعب أن نلتقيكم قبل أن ننجز الكثير وخصوصا مما وعدت به في خطابي في مجلس النواب بعد أدائي اليمين الدستورية مباشرة". وأضاف "وبعد أن وعدتكم ووعدت اليمن كلها اليوم أصبحت محافظة أبين بيد الدولة بعد القضاء على الوجود الإرهابي هناك والأجزاء الأخرى من شبوة التي كان فيها وجود إرهابي لتنظيم القاعدة، والتي كانوا يسمونها إمارات إسلامية، كما وان الطرق قد فتحت والكهرباء تعمل وتوفير المشتقات النفطية موجودة وأنهينا الانقسامات في أمانة العاصمة وعملنا أيضا من اجل توفير مرتبات الدولة وحاجيات التشغيل." وتابع:" الوضع بعد حادثة تفجير جامع دار الرئاسة في شهر يونيو 2011 كانت فيه كل وسائل الدولة منعدمة فلا حكومة ولا سلطات وحاولنا بكل الجهود المخلصة والمؤمنة بأهمية امن واستقرار واستتباب الأمن في اليمن أن نتحرك وكان كل شي على ما يرام مع العلم ان الشركات التي كانت تعمل في المجالات النفطية وغيرها قد رحلت تحت تصور أن اليمن قد دخل في حرب أهلية ولكننا تمسكنا بزمام مظهر الدولة". وأكد رئيس مجلس النواب يحيى على الراعي في كلمة مقتضبة، أن " أننا يد واحدة وصف واحد مع البلد وملتزمين بكل ما يصل إلينا في مجلس النواب وكلنا جميعا مع فخامة الأخ الرئيس ونتمنى أن نكون عند حسن ظنه وسننفذ كل ما هو مطلوب منا وما يحال إلينا من اجل مصلحة البلد وفي كل ما يهم البلد نحن معه ومع فخامة الرئيس حتى تنفيذ كامل بنود المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة".