في ساعة متاخرة من مساء امس الاثنين في شارع الستين الجنوبي وجد زاهر القرشي نفسه مرميا على قارعة الطرق ومعصوب العينين بورق من شجر الموز بعد اختفاء دام لعامين. اختطف القرشي وهو احد شباب الثورة بتاريخ 19 -11-2011م من شارع الجزائر من قبل عصابة مجهولة مكونة من اربعة اشخاص واودع في احد الاماكن المجهولة ليقضي اكثر من سنتين في غرفة مظلمة بدون فراش. يقول القرشي : فتحت عيني على عالم فقد ملامحه منذ عامين , لا ادري كيف استطعت الوقوف على قدمي بصعوبة تذكرت عنوان منزل اختي , اخذت من احد الماريين مائة ريال توصلني . تعرض القرشي خلال فترة سجنه لانواع التعذيب الجسدي والنفسي بتهمة الثورة , اثار التعذيب الظاهرة على جسده الهزيل شاهدة على قسوة السجان وحقده العدواني. يروي القرشي تفاصيل ماحدث له خلال السنتين ودموعه تسبقه بغزارة لتحكي ما تعرض له يقول : "الوجبة" هكذا كانوا يطلقون على تعذيبي اليومي لا اسمع معها سوى السب والشتائم وتختم بكلمة " ياثوري". يسرد القرشي وضيعات التقييد والتعذيب التي تجرعها خلال العاميين لم تنقطع حتى مع دخول رمضان العائم الفائت حتى وجبة الافطارحولوها اداة تعذيب فلا تعطى له إلا قرب منتصف الليل. وبحسب القرشي فانه وضع في غرفة مظلمة لايوجد فيها فراش حتى الغذاء وجبه واحدة فقط ومياه شرب غير صالحة للاستحمام. القرشي اخفى قسريا بعد احداث مجزرة القاع تظهر على ملامحه وعلى انفعاله في الحديث معنا حالة النفسية المتعبة جراء التعذيب يقول : لم اسلم من تعذيبهم يوم واحد حتى انهم كانوا يأتوا بغته لركلي وضرب لانها حانت وقت " الوجبة" ليغادروا بعدها الى اعمالهم . وكانت معلومات غير مؤكدة ادلى بها أحد الاشخاص عبر اتصال هاتفي تشير إلى أن القرشي محتجز لدى أحد المشائخ النافذين والموالين للمخلوع علي صالح في منطقة قاع العلفي بالعاصمة صنعاء ومعه عدد من شباب الثورة. عاد المخفي " زهير أحمد عبدالله ثابت القرشي" إلى احضان أمه التي لم تنم الليل يوماً وهي ترتقب طرقة بابها عسى ان يكون ابنها المخفي هو الطارق كي يخلصها من عذاب الفراق الذي دمر حياتها .. وبعد طول انتظار ملئها الصبر والأمل من تلك الام العظيمة دق أخيراً الباب وكان الطارق "والدها" الغائب في مكان مجهول لا يعلم به أحد سوى جلاديه وهو في حالة نفسية يرثى لها ضعيف البنية.