مقالات
رضوان السيد
ما كان السوسيولوجي الألماني ماكس فيبر (1864 - 1920) الذي قال إن الدولة هي التي تملك وحدها حق أو شرعية الإرغام، يفكر بتوماس هوبز (1588 - 1679) صاحب «الليفياثان» الذي اعتبر أن الدولة هي المنقذ من «حرب الكل على الكل» قبل ذلك بما يزيد (...)
منذ سنوات لم تخُض إيران صراعاتٍ بالشراسة التي تخوضها اليوم. وفي المقابل، الصعوبات التي تقفز في وجه إيران وميليشياتها عسيرة، بل عسيرة للغاية.
منذ 7 سنواتٍ وأكثر، تريد إيران السيطرة على اليمن، وتهديد المملكة العربية السعودية، وتهديد أمن النقل البحري (...)
التاريخ سلاح ذو حدين إن لم يكن أكثر، وبخاصة عندما يكون المراد فهم عقيدة دينية أو ظاهرة دينية. وفي الأيام بل الشهور الماضية، انتشرت التحليلات الجيوسياسية والجيواستراتيجية والتوقعات بشأن سياسات «طالبان» ومواقف دول المحيط والعالم منها، ولذلك لن أتعرض (...)
تابع الحوثيون أعمالهم التخريبية أو صعّدوها بضرب منشأة بترولية سعودية في مدينة جدة. وقد افتخروا بذلك كما افتخروا من قبل زاعمين أنهم هم الذين ضربوا المنشآت في بقيق. وكنتُ قد توقّعت التصعيد في ممارسات العدوان من جهة اليمن عندما أعلن هؤلاء عن وصول (...)
كانت المسألة الإنسانية مأساويةً في دول الاضطراب العربي، وهي بعد كورونا والأزمة الاقتصادية العالمية التي تسبّبت بها، تصبح أكثر عسراً وصعوبة، ومنذ سنواتٍ يجري تعداد دول الاضطراب باعتبارها سوريا واليمن وليبيا، وبدرجة أقل العراق ولبنان والسودان. (...)
للوعي مسارب غريبة. فقد تذكرتُ أخيراً ما أصاب وعينا العربي وواقعنا العربي في ثلاث مناسبات؛ إقبال مجموعة من المسيحيين في لبنان على إقامة مؤتمرٍ للمسيحية «المشرقية» لبحث قضية حماية المسيحيين في ديارنا في الحاضر والمستقبل! والمناسبة الثانية: إقبال (...)
كان موسم الحج موسماً بهيجاً بالتنظيم الدقيق، والحرص الواسع، وكرم الأخلاق، والتعامل مع تلك الحشود الهائلة. ثم إنه كان أيضاً بيئة لاجتماع كبار المسلمين وصغارهم من شتى أنحاء العالم. وقد رأينا عجائب بالفعل للمعرفة العميقة، وللاهتمام المتبادل. وما كتبتُ (...)
قال جبران باسيل وزير خارجية لبنان، تعليقاً على القمة الاقتصادية العربية ببيروت، التي لم يحضرها من الرؤساء غير الرئيس الموريتاني، وأمير قطر لمدة ساعتين: أمير قطر كسر الحصار على لبنان، ولبنان كسر الحصار على قطر! ولبنان ليس محاصراً لكي ينفكَّ عنه (...)
عندما سمعتُ في الإعلام عن الكميات الهائلة من المخدرات التي ترسلها إيران إلى اليمن لتمويل استمرار الحرب هناك، تذكرتُ محنة الصين في أربعينيات القرن التاسع عشر، عندما شنّ البريطانيون حرباً على سواحلها، لأنّ الحكومة الصينية منعت دخول المخدرات عبر ميناء (...)
كثيرة في الشهور الأخيرة هي المواقف السياسية والفكرية من الأحداث والمآسي في العراق وسوريا ولبنان. بيد أنّ البارز فيها إدانة المعارضات العربية التي أرادت التغيير السلمي في البلدان المذكورة وغيرها. والإدانة التي أقصدها ذات شقين رئيسيين؛ الأول يعتبر (...)
كررتُ كثيراً في السنوات الماضية مقولة وزير الخارجية السعودية الراحل الأمير سعود الفيصل عام 2010 أنّ الوضع العربي يُعاني من «حالة خواء استراتيجي»، وأنّ الطبيعة تأْبى الفراغ، لذا توقّع الوزير الفيصل زيادة التدخلات الخارجية في البلاد العربية. وكانت (...)
لا يختلف وضع العاملين مع الأميركان في سوريا، عن وضع العاملين مع الروس. فكلا الطرفين عرضة للتخلي عنه وتركه بأفواه الذئاب. لكنّ الأسد أفضل حالاً من الأكراد، باعتبار أنّ الروس لا يملكون بديلاً له في المدى المنظور. ثم إنّ وضع الإيرانيين أيضاً أفضل (...)
تتقدم قوات الجيش الوطني اليمني وفصائل المقاومة بدعمٍ من قوات التحالف البرية والجوية والبحرية في أنحاء مدينة الحُديدة بعد قتالٍ عنيفٍ لا يزال مستمراً. وليست لديّ خبرة عسكرية، إنما كان واضحاً منذ إخراج «الحوثيين» من جنوب اليمن، أنّ احتواء الانقلاب (...)
بقطع المملكة المغربية علاقاتها الدبلوماسية بإيران، تكون الدول العربية الكبرى الثلاث: مصر والسعودية والمغرب، قد واجهت الاعتداءات الإيرانية بالمقاطعة والقطيعة. فقد صارت إيران ومنذ مدة تهديداً دينياً وسياسياً واستراتيجياً، ليس للعرب فقط، بل ولكل (...)
جاء في كليلة ودمنة: ثلاثُ لا يجترئُ عليهنّ عاقل: تأجيل عمل اليوم إلى الغد، وائتمان النساء على الأسرار، وشرب السُمّ على سبيل التجربة. هذه الثُلاثيات الواردة في «كليلة ودمنة»، التي ترجمها ابن المقفع عن الفارسية الوسيطة، ويقال إنها من أصولٍ هندية، (...)
ظلت الجبهات هادئة بين «حزب الله» وإسرائيل منذ حرب عام 2006، ودخول القوات الدولية والجيش اللبناني إلى جنوب الليطاني والحدود الدولية. وفجأةً تصاعد التوتر بسبب تكاثف الغارات الإسرائيلية على المراكز الإيرانية ومراكز الحزب بجوار دمشق والجولان وعلى الحدود (...)
منذ إسقاط السوخوي في إدلب، وإيقاف الأميركيين لهجمة النظام السوري وميليشياته للاستيلاء على أحد حقول النفط بدير الزور، كان منتظراً أن يردَّ الروس على الأميركيين، بتصعيد الهجمات في إدلب والغوطة الشرقية، وصولاً لإسقاط الإف - 16 الإسرائيلية، ومنع إسرائيل (...)
طوال حوالى ربع القرن، ظلّت دراساتي بشأن الإصلاح والإحياء متركّزةً على أنّ الإصلاحية السلفية والأُخرى التحديثية، قامتا في الأصل بوجه التقليد الديني بمذاهبه الفقهية، وجانبه العقدي (الأشعرية)، والممارسات الصوفية، والدولة السلطانية حتى تلك المتلبسة (...)
تكثفت الهجمات الروسية - الأسدية على الغوطة الشرقية وعلى إدلب. ويعمل الإيرانيون عن كثب مع الطرفين على الأرض في المنطقتين. ولا يزال الأتراك غارقين في حرب عفرين، كما لا يزالون مصرّين على التقدم نحو منبج بعد عفرين. بل ويتحدثون أيضاً عن الذهاب بعد منبج (...)
لقد انقضت علينا سنواتٌ خمسٌ وأكثر كانت شديدة الصعوبة على ديننا وأمتنا. ولا يفيد كثيراً في هذا المجال الذهاب إلى أنّ التطرف والإرهاب باسم الدين ما كان هو السبب الرئيس فيما أصاب البلدان والعمران والبشر.. إذ هناك إجماعٌ عالميٌّ على ذلك. ثم إنه لا (...)
توفي في المدة الأخيرة أربعة مثقفين مصريين كنتُ على معرفةٍ جيدةٍ بهم؛ وهم: جمال الغيطاني، الروائي المشهور الذي توفي قبل أكثر من عام. وصلاح عيسى، الذي توفي قبل أيام. وإبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة الأهرام ورئيس تحريرها لمدةٍ طويلة، والسيد ياسين الذي (...)
عندما كان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يعلن من بيروت عن فخره بمجلس الوزراء وتمسكه بالشراكة وحماية البلاد بسبب الالتزام بالنأي بالنفس، كان الحوثيون يطلقون صاروخاً باليستياً ثانياً أو ثالثاً على الرياض! وكان النأي بالنفس قد أُقرّ بإجماع الفرقاء (...)
عندما كان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يعلن من بيروت عن فخره بمجلس الوزراء وتمسكه بالشراكة وحماية البلاد بسبب الالتزام بالنأي بالنفس، كان الحوثيون يطلقون صاروخاً باليستياً ثانياً أو ثالثاً على الرياض! وكان النأي بالنفس قد أُقرّ بإجماع الفرقاء (...)
تناسخ الأحداث، بحيث يُنسي أحدها الآخَر. فالأمر كما قال شكسبير: إنّ المصائب لا تأتي فرادى! حدث اليمن حدثٌ فاجعٌ، لأنه هو الرئيس العربي الثالث الذي تقتله الميليشيات الإيرانية: الحريري وصدام وعلي صالح. ويرادُ من هذا التوحش في القتل إعطاء درس لكل من (...)
ما سمعتُ من الرئيس علي عبد الله صالح التعبيرين اللذين اشتهرا عنه وهما: الرقص على رؤوس الثعابين، وتصفير الأعداد، بل سمعتُ منه في آخِر مرةٍ رأيتُه عام 2004 بصحبة الدكتور عبد الكريم الإرياني، وكانت الحركة الحوثية جديدة، إنما كنتُ قد رأيتُ شعاراتها في (...)