أخيراً عرفت حكومتنا الموقرة أن الشعب اليمني يعاني من ازمة اقتصادية ومشاكل أمنية وشكلت لجنة لوضع المعالجات العاجلة والكفيلة بمواجهة الاختلالات الامنية وايجاد الحلول للتحديات الاقتصادية وردع المخربين من مفجري انابيب النفط والمعتدين على خطوط الكهرباء. هل كانت الحكومة نائمة طوال السنوات الثلاث الماضية؟ أم انها كانت في اجازة؟ أم أنها كانت مشغولة بتسوية أوضاع أعضائها وشراء السيارات والفلل والعمارات؟ أم أن أعضائها كانوا متفرغين للسفر للمشاركة في المؤتمرات الإقليمية والدولية التي تعتبر اليمن عضواً فاعلاً فيها ولايمكن أن تعقد إلا بحضور ممثلي اليمن فيها ليستفيدوا من تجاربهم وخبراتهم في كيفية إدارة الأزمات .
من يقرأ بيان الحكومة الصادر عقب اجتماعها الاستثنائي الأخير يظن للوهلة الأولى أن الأوضاع الاقتصادية في اليمن كانت مستقرة والأمن كان مستتب والأمور كانت سابرة والخير من كل جانب وكل الخدمات كانت متوفرة وأن الحكومة تقوم بواجبها على الوجه الأكمل لولا الظروف المحيطة بنا والحرب التي يخوضها أبطال القوات المسلحة ضد تنظيم القاعدة الإرهابي تسببت في هذه الأزمات التي يعيشها الشعب هذه الأيام.
ألستم معي أن هذا البيان يؤكد مدى استخفاف حكومة الوفاق الوطني بالشعب المسكين الذي مازال وللسنة الثالثة يتجرع المرارة فلا وفاق تحقق ولا وطن حافظت عليه , بل بلغ التشتت والتأزم مداه بسبب سياستها الخاطئة في ادارة البلاد بالأزمات وانشغال اعضائها بمصالحهم الشخصية والحزبية وبالسفريات وبدل السفر والجلسات وتوظيف الخبرة وتجنيدهم وتوزيع المناصب الحكومية على الأصحاب والموالين .
هذه السنة الثالثة لحكومة الفشل الوطني التي انهكت هذا الشعب المسكين باسم الوفاق لكنها عبثت بالوطن والمواطن وضيعت أمنه واستقراره ودمرت بنيته التحتية بسكوتها المريع والمريب على من يخرب الخدمات وأنابيب النفط المورد الوحيد للشعب حتى افلست الخزينة العامة للدولة وتحمل الرئيس هادي عناء البحث عن موارد ومساعدات ومنح وقروض من بعض الدول ليسد العجز لكنه يصطدم أيضا بشروط الدول المانحة التي لا تثق في هذه الحكومة وتشترط الشفافية غير الموجودة في اجندة الحكومة.
الحكومة فاشلة لأن كلفوت ورفاقه تغلبوا عليها ولم تستطع إيقافهم عند حدهم وما زالوا يتحدونها ويضربون الكهرباء متى شاؤا وفي أي مكان يريدون من دون خوف لأنهم يعرفون ان أمامهم حكومة عاجزة وهي فاشلة لأن كوادر القوات المسلحة والأمن يتم اصطيادهم من أي مكان وقتلهم والتقطعات زادت إلى درجة أن السفر من مدينة إلى مدينة اصبح يمثل مخاطرة كبيرة ومغامرة غير محمودة العواقب فنقاط التقطعات تنتصب في كل طرقات اليمن وأحيانا إلى جوار النقاط العسكرية والأمنية ولا يجرؤ أحد على رفعها وجرائم السرقات زادت وانتشرت المظاهر المسلحة والاختطافات وساءت الخدمات بل انعدمت تماماً في احيان كثيرة. الحكومة فاشلة لأنها لم تستطيع تأمين الوطن من مخاطر الفتنة الطائفية بل أنها تقف موقف المتفرج والناس يقتلون بينما تكتفي ببيانات تنديد وشجب وكأن هذه الأحداث ليست في اليمن وهي فاشلة ايضا لأنها لم تستطع وقف التدهور الاقتصادي في البلد ولم تتمكن من القيام بمهامها المنصوص عليها في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والأوضاع في اليمن السعيد تسير إلى أسواء حالاتها والإضرابات تعم معظم الوزارات والجهات الحكومية للمطالبة بحقوق الموظفين والعمال والخزينة مفلسة لدرجة عجزها عن دفع المرتبات والأجور وباختصار فالملفات أصبحت ثقيلة عليها وخارج نطاق سيطرتها وقدرتها.
لقد خيبت الحكومة آمال وطموحات أبناء اليمن كانوا يأملون خيراً عند تشكيل الحكومة بأنها ستعمل على إخراج البلاد من مشاكلها وأزماتها وتكون عند مستوى المسئولية لكنها وللأسف تحولت من حكومة وفاق وطني وإنقاذ إلى حكومة عجز وفشل بامتياز ولا يسعنا إلا أن نقول لكم إذا كنتم لم تفيقوا من سباتكم بعث الله من في القبور أو عودوا إلى موتتكم كما عاد أهل الكهف .