لا أدري على أي أساس يطلق بعض المسئولين تصريحاتهم ويؤكدون من خلالها أن الأمن مستتب، في الوقت الذي وصلت الحالة الأمنية إلى أدنى المستويات من الضعف وعدم القدرة على إنهاء كل صور الانفلات التي يشكو منها المواطن الصغير قبل الكبير.. الأمن غير مستتب يا سادة يا كرام وإن كنتم تعتقدون أو تصرون على نفي ذلك فتلك مشكلة خاصة بكم أنتم ولا علاقة للمواطن بهذه المشكلة ..المواطن ينطلق في حكمه على أن الأمن غير مستتب من الوقائع والأحداث التي يعيشها ويشاهدها بأم عينيه.. ومن مختلف أنواع الجرائم التي تحدث أمامه في الوقت الذي تكون فيه الأجهزة الأمنية غائبة وغير مطلعة على ما يدور، وغير مدركة لخطورة ما يحدث على الأمن والاستقرار المجتمعي .. أصبح المواطن يتساءل كثيراً بعد سماعه لمثل تلك التصريحات التي تأتي على لسان قيادات كبيرة في الدولة ويقول على ماذا يستند هؤلاء عندما يقولون إن الأمن مستتب؟! .. ألا يكفي أن تكون عمليات الاغتيالات التي أصبحت تحدث يومياً في أمانة العاصمة وفي أكثر من مدينة يمنية دليلاً قاطعاً بأن الأمن غير مستتب؟! ألا يكفي أن تكون المظاهر المسلحة المنتشرة في كل المدن وأعمال التخريب التي تطال أنابيب النفط وخطوط نقل الكهرباء وأعمال التقطعات والتخريب دليلاً على أن الأمن غير مستتب؟! .. ما يحز في النفس أن تأتي تلك التصريحات على لسان من يعتقد المواطن أنهم المسئولون أولاً وأخيراً على أمن واستقرار الوطن وحمايته من كل صور وأشكال الإجرام التي تعددت اليوم وأصبحت تهدد الأمن القومي للبلاد.. ما يهم المواطن بالدرجة الأولى وقبل الحديث عن الإنجازات الوطنية الكبرى هو الأمن والأمان ..، كونها القضية الأولى التي تتشكل على ضوئها الرؤية العامة لحال البلاد والعباد .. الأمن أولاً وإن كان مستتباً حقاً لما تحولت اليمن بكاملها إلى ساحة مفتوحة لممارسة وارتكاب الأعمال الإجرامية بمختلف صورها وأشكالها! .. الأمن أولاً، كون الأمن هو الركيزة الأساسية للدولة وللحياة برمتها ولا تقوم حياة الدول والشعوب بدون الأمن، ومن خلال استتباب الأمن والاستقرار يقاس مدى قوة الدول وقدراتها.. الأمن أولاً هو المطلب الأول الذي يطالب به المواطن في أي بلد كان حفاظاً على حياته وممتلكاته وبعد ذلك يأتي الدور للمطالبة بالمتطلبات الأخرى.. هذه هي الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها وأي حكومة تفشل في توفير الأمن لمواطنيها فهي حكومة فاشلة بكل المقاييس!.. ما حدث الخميس الماضي في مجمع الدفاع بالعاصمة صنعاء كشف وبكل وضوح أن من يتحدث عن استتباب الأمن يعيش بعيداً عن الواقع أو أنه يتجاهل كل ما يحدث من اختلالات أمنية ..هذا التجاهل لا يمكن تبريره مهما كانت الأسباب لأن أي تبرير يعني بالدرجة الأولى التفريط بأمن واستقرار الوطن والمتاجرة بدماء اليمنيين.. كما أن الذهاب صوب تحميل المجتمع مسئولية المشاركة في حماية الأمن لا ينفي مسئولية التقصير عن الأجهزة الأمنية وغياب دورها، كونها تعد الأساس في تثبيت الأمن والاستقرار.. أما الحديث عن دور المجتمع فإنه يأتي كمساعد للأجهزة الأمنية.. ولا يمكن أن يكون البديل عنها أو مساوياً لها في هذه المهمة وإلا فلا داعي لوجود الأجهزة الأمنية أساساً.. نحن اليوم في أمس الحاجة لجهاز أمني فاعل يعي مسئوليته ويدرك خطورة ما يحدث ويتعامل مع الجريمة قبل وقوعها.. وحينها نستطيع أن نقول بأن الأمن مستتب وفي أحسن أحواله!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك