ببالغ الحزن والأسى، تنعى أسرة تحرير شبوة برس، ومعها أبناء الجنوب العربي، وفاة المهندس البطل هزام حسين شايف الرضامي، أحد الكفاءات الفنية النادرة في قوات الجنوب، ورجل الميدان الصامت الذي ظل يؤدي واجبه بإخلاص وانضباط حتى آخر لحظة من حياته. توفي المهندس هزام الرضامي أثناء قيامه بإصلاح دبابة جنوبية في منطقة الخشعة بوادي حضرموت، وهو يؤدي واجبه الوطني في الميدان، مجسدًا أسمى معاني الجدية والتفاني في العمل الفني والعسكري.
لقد كان الشهيد نموذجًا للمهندس المقاتل، جمع بين الخبرة الفنية العميقة والانتماء الوطني الصادق، وأسهم منذ أيام دولة الجنوب في صيانة وتشغيل الدبابات ورفع الجاهزية الدفاعية، قبل أن يتعرض للتسريح القسري عقب حرب 1994، مع عشرات الآلاف من ضباط وجنود جيش وأمن الجنوب، في واحدة من أبشع عمليات الإقصاء التي مارسها الاحتلال اليمني بحق كوادر الدولة الجنوبية.
ورغم كبر سنه، ورغم ما تعرض له من تهميش وإقصاء، عاد الرضامي إلى ميادين العمل الفني بدافع الواجب والانتماء، وشارك بخبرته في صيانة الدبابات ومعارك الدفاع عن عدن والجنوب، مؤكدًا أن الرجال الأوفياء لا تغيبهم السنوات ولا تكسرهم الظروف.
رحل المهندس هزام الرضامي جسدًا، لكنه باقٍ بأثره وبما تركه من شرف في الخدمة وصدق الانتماء، وستظل سيرته حاضرة في ذاكرة الجنوب وأبنائه.
رحم الله الفقيد رحمة الأبطال، وأسكنه فسيح جناته، وخالص العزاء لأهله ورفاقه ولكل أبناء الجنوب.