قاتلك الله يا من بعثت لي برسالة sms تقول فيها : سألوا مجنون..أوصف لنا بعض المسؤولين فقال : يشبهون بنطلون «طيّحني» تماماً .. لا راضي يطيح ولا راضي يرتفع. • أما أنا فعلاً فلا أظن المجنون إلا قد تعرّض قبل أن يطلق هذا الوصف لموجة من طوابير البترول أو أن مزرعته صارت حطباً بسبب انعدام الديزل فكان أن أطلق لنفسه الخيال بعد أن عجزت أقدامه في الوصول إلى الديزل المحال. • وأما بعد الشكر لأصدقائي وفي مقدمتهم المهندس خالد شرحه الذي ما أن يرى طابوراً خفيفاً نسبياً إلا ويتصل بي قائلاً : إلحق روحك هناك إمكانية لتموين سيارتك الواقفة منذ أسبوع ،لابد من التأكيد بأن طابور البترول الذي تم حصره في محطات محدودة قد أذكى خيال كثير من المنتمين إلى مدرسة القول بأن المعاناة تطلق الخيال وتحرر الإبداع ولو بالكوميديا السوداء. • يعلّق أحدهم على إعلان الحكومة بأن مخيم المشتقات النفطية سيظهر ،ولكن بالتدريج قائلاً : إذا كنا نعيش هذه الأزمة رغم أن الحكومة أنكرت وجود أزمة أصلاً مرددة القول : تصدّق عيونك وتكذّب أم عيالك، كيف نطمئن ولا نجزع أو نهلع والحكومة تتحدث عن العودة بالتدريج؟ • جديد ما وصلني عن أزمة البترول ومعاناة المطوبرين هي الوصايا العشرين التي اهتدى إليها أحدهم ومنها..ابقي هاتفك مفتوحاً فقد يأتيك اتصال يقول هناك طابور ألحق به قبل أن يطول ..اعرف عدد السيارات التي تسبقك وتأكد أن في جيبك فلوس تصلح لأن تقول عبّيها فل ولا تترك مسافة بينك وبين السيارة التي تسبقك إلا في حدود العشرة سنتيمترات، تأكد من وجود طقم يساعد على الانتظام وإذا سمعت إطلاق رصاص سلِّم ساقيك للريح لأن في سلامة الرأس أكبر فائدة.. ولا داعي لأن تكون ضمن شهداء الطوابير. • ومن هذه الوصايا احتفظ في شنطة سيارتك بدبة فارغة وابتسم ببلاهة لعامل المحطة فمن يدري ربما يرحمك فتتمكن من تعبئة الماطور.. ولا تنسى أن تهز جسم السيارة أثناء التعبئة بعد أن تكون قد ركزت على العداد حتى لا تحاسب على سيارتك وسيارة من سبقك إلى التموين. • ودائماً لا تبخل على أصدقائك باتصال كلما شاهدت طابور مقدور عليه ،فالناس لبعضهم واليوم عندهم وبكرة عندك.