تفاقمت أزمة المشتقات النفطية جراء غياب الرقابة لضبط عملية توزيع مادتي الديزل والبترول والتي تتحكم فيها أياد خفية نافذة إلى السوق السوداء تحت صفقات تجارية يتم من خلالها إفراغ خزانات المحطات تحت مسميات حصص مشاريع وشركات وقطاعات إدارية.. مصادر في شركة المحروقات النفطية بتعز كشفت ل«الجمهورية» وثائق تؤكد أن إدارة الشركة شجعت أصحاب المحطات لبيع اللتر الواحد من مادة البترول العادي بالسعر الذي حدد لبيع السوبر الخالي من الرصاص ووفق ما جاء في التعميم الصادر من الإدارة العامة بتاريخ 25 /7/ 2011م ورقم 1727بشأن معالجة الوضع التمويني للمشتقات النفطية الذي قرر بيع اللتر البنزين(السوبر الخالي من الرصاص) بمبلغ 175ريالا، بينما هذا النوع من هذه المادة لم يحمل ولم يوزع حتى الآن إلى محطات توزيع المشتقات النفطية التجارية في عموم مراكز تواجدها في محافظة تعز. وأكدت المصادر أن الشركة قد عملت في اليومين الماضيين على تفريغ حمولة الخزانات من مادة البنزين العادي من منشآتها في سد الجبلين في الضباب وحملتها لهذه المحطات، فيما عززت الصحيفة بوثيقة أخرى تكشف كيفية التعامل والترتيب لعملية استيراد وتسويق مادة البنزين الخالي من الرصاص وما يترتب على ذلك من عملية تخصيص ناقلات معينة ومحدودة لنقل هذه المادة بحيث لا ينقل عليها أي مشتقات نفطية أخرى. البطاقة التموينية تحدث الأخ محمد إسماعيل المخلافي مندوب شركة النفط في محطة راوح القدسي بالحوبان يقول: عملية توزيع مادة الديزل بالنسبة للحافلات الأجرة للخطوط الداخلية تسير وفق الإجراءات التي اتخذت من الشركة واللجنة المشكلة في المحافظة وتتمثل أولاً بحصر وتوزيع المحطات العاملة وتحديد كل محطة توزيع لفئة من المركبات والسيارات وكما تلاحظ هذه المحطة التي نتواجد فيها تم تخصيصها لتوزيع وتموين مادة الديزل للحافلات والباصات الأجرة ومعها مخصص للدفاع المدني والقطاع الإداري وعملية توزيع مادة الديزل للحافلات تتم وفقاً للبطاقة التموينية التي يحملها كل سائق حافلة ووفق ذلك يتم صرف أو تعبئة الحافلة أربعين لترا كمخصص يومي وعند حصول سائق الحافلة يتم التشييك والتوقيع من قبل المندوبين وهذا الإجراء اتخذ كإجراء سليم لمواجهة ومعالجة تلك الاختلالات التي دفعت بعض السائقين للمتاجرة بالسوق السوداء. طوابير لكن مع هذا الإجراء وهذه الآلية ما زالت الطوابير للحافلات كما نشاهد طويلة وتمتد من يومين إلى ثلاثة أيام؟ صحيح الطوابير تمتد أو تصل من يوم إلى يومين وفق هذه الكروت يتم صرف لكل حافلة بمعدل أربعين لترا من مادة الديزل كل يومين، وكل حافلة تحصل على مخصصها وفق هذه الكروت وتحت إشراف المندوبين المتواجدين في نفس الوقت في المحطة. كروت بيانية أما الأخ سعيد محمد مرشد مندوب الباصات للنقل الداخلي فيقول: مع تفاقم أزمة المشتقات النفطية والمعاناة الكبيرة التي ما زلنا نعاني منها في الحصول على مادة الديزل اتخذت النقابة إجراء بعد اجتماعات متواصلة مع شركة النفط والسلطة المحلية لرفع هذه المعاناة وتم التوصل إلى آلية الصرف بالكروت ومن خلال الكرت أو البطاقة التموينية التي تم تعميمها لأصحاب الحافلات والسائقين في الخطوط الداخلية وفق استمارة وبيانات لنوع الحافلة ومالكها وسائقها وخط السير والمحطة المعينة للحصول على حصته يتوجه صاحب الحافلة وفق هذه البيانات مباشرة لأخذ حصته والعمل يسير وفق هذه الآلية إلى الأحسن وارتفعت عن أصحاب حافلات النقل الداخلي المعاناة الشديدة. المعاناة كبيرة أما الأخ مختار محمد البحري مندوب سائقي الحافلات خط الحوبان عضو لجنة توزيع مادة الديزل يقول: الآلية التي اتخذت في اليومين الماضيين رفعت عن كاهل سائقي الحافلات تلك المعاناة الكبيرة التي كانوا يعانون منها في طوابير أمام المحطات تمتد إلى أسبوع أو أكثر حتى يصلوا إلى الضربة ومع ذلك لا يجدون مادة الديزل حيث لم يتوفر الديزل في الأيام الماضية إلا عن طريق السوق السوداء وبسعر مرتفع حيث وصلت قيمة ال25لترا إلى ثمانية آلاف ريال مما أدى إلى توقف السير في جميع الخطوط..حيث كان السائق كما ذكرت آنفاً ينتظم في طوابير ثلاثة أيام وبالأسابيع الأولى من الأزمة أسبوعا ويخرج يشتغل "يوم يومين" ويعود من جديد إلى الانتظام في الطوابير. حالياً تحسنت الأمور كثيراً في ظل هذه التوزيع الجديد بعد أن فعلوا تخصيص المحطات وحددوا محطات معينة للباصات الأجرة. محطات توزيع ^^..كم خصصت محطات لهذه الباصات والتي تتنوع وقودها منها بالديزل والبعض منها بترول؟ طبعاً خصصت للديزل محطتان وللبترول محطتان، ولكن التي تقوم بعملية التوزيع محطة على أرض الواقع بالنسبة للبترول أما بالنسبة للمحطتين الديزل المتعينة فهما المحطة التي في الأجنيات والثانية هي محطة عبد راوح بالحوبان ومحطة الناشري للبترول، لكنها توقفت والآن خصصوا محطة عبدالرب، لكن مع هذا التحسن مازال السائق ينتظم في الطوابير. إتاوات ^^.. لكن بعض السائقين يشكون من الإتاوات ما تعليقك على ذلك؟ الإتاوت حالياً لا توجد، ولكن هناك إضافة مائة ريال فوق القيمة الفعلية للمشتقات النفطية وهذا المبلغ المضاف يتوزع على القائمين على التنظيم وجزء لعمال المحطات وذلك من أجل منع الإتاوات والجباية غير المستحقة. آلية عمل اللجان الأخ محمد الجندي عضو اللجنة لتوزيع مادتي الديزل والبترول في محطتي توفيق عبدالرحيم وشركة المحروقات النموذجية في الحوبان: الأزمة على وشك الانتهاء من خلال محاصرتنا لتجار السوق السوداء عن طريق البراميل والخزانات التي فصلت إلى جانب التوانك الرسمية الوكالة فوق السيارات والسوق السوداء عن طريق الدباب. مهام ^^.. ماهي مهمتكم كلجان في المحطات؟ مهمتنا أساساً إشرافية حيث نقوم بالإشراف المباشر على الطرمبات باللتر لم يتم تعبية الخزانات الوكالة وغير الوكالة لم يتم تعبئتها.. ثانياً مهمتنا لا تقتصر إلى هذا الحد، بل نقوم بعملية تنظيم الطوابير للسيارات وترتيبها بالأرقام حيث تدخل السيارة عن طريق الرقم ولون السيارة واسم السائق وذلك لضبط المخالفات فإذا تم تموين السيارة وقودا في اليوم الأول وتم من قبل صاحب هذه السيارة التفريغ وعاد من جديد لتعبئة خزانه بعد أن سرب وقوده للسوق السوداء مثل هذا السائق يعتبر مخالفا ويتم إخراجه من المحطة ولا يسمح له تعبئة الوقود وإذا تكرر تصرفه يتم تسليمه إلى إدارة قسم شرطة الجند واتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك. احتيال ^^.. يعني أن هناك فحصا من قبل اللجنة لكل سيارة تدخل المحطة؟ هذا صحيح يجري فحص لكل سيارة في الطوابير قبل دخولها المحطة ويجري مع هذا الفحص مطابقة مع البيانات للتأكد هل تم دخول هذه السيارة من السائق أم لا.. وكم سعة خزانه من الوقود حيث تم اكتشاف من خلال هذا الفحص العديد من السيارات التي خزاناتها ووقودها من مادة البترول، لكن أضيفت لها إلى جانب هذه الخزانات خزانات إضافية ديزل وفي نفس الوقت إذا وجد هناك طابور ديزل يعني ديزل وانتقل إلى الطرمبة المجاورة وقام بتعبئة بترول وقد تم ضبط حالات عديدة كما ضبطنا خزانات لتخزين لمادتي الديزل والبترول وفي المنازل وخاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك والحمدلله يتعاون المواطنون الشرفاء وهناك ناس وطنيون لم يقوموا بأي عمل مخالف والذين يقومون به أصحاب السوق السوداء.. الآن تجد الدبة الديزل التي كانت تصل إلى ثمانية آلاف ريال خلال الثلاثة الأيام التي تم فيها عمل اللجان بالميدان نزلت إلى ألفين وخمسمائة ريال.. وهناك تقارير يومية نرفع يومياً إلى غرفة العمليات بالمحافظة والتي يتم التواصل معها يومياً ورفع التقرير بالمخالفين وكل ما تم فيه من ضبط في المحطات وكذلك العمال المخالفين الذين يقومون بتعبئة الخزانات مقابل مبالغ كبيرة. اختلالات ^^.. طيب كيف تواجهون الاختلالات الأخرى والمتمثلة بالاختناقات المرورية أمام المحطات والسماسرة وعملية الفوضى التي يصاحبها في كثير من الأحيان إطلاق النار وغير ذلك؟ هناك جهود واسعة لمواجهة ذلك حيث يوجد معنا الأخ زين الله الغود مدير قسم شرطة الجند الذي عمل على توزيع الحزام الأمني إلى جانب شرطة المرور المتواجدة معنا، وهناك جهود تبذل من قبل شرطة المرور وقسم شرطة الجند لتنظيم كثير من الأمور والعملية تسير إلى يومنا هذا إلى الأحسن. تذمر ومعاناة ^^.. لكن هناك تذمرا في هذه الطوابير من الطوابير الخلفية والتي يسمونها طوابير الوساطة؟ نحن نعاني فعلاً من مشكلة الوساطات وحالياً تصل الآن وساطات كثيرة وإدخال سيارات من خارج الطابور مما يعرقل لنا انتظام حركة السير والمشكلة تكمن في أن صاحب هذه الوساطة لا يكتفي بتعبئة خزان سيارته ويوجد معه خزان إضافي وتحصل علينا ضغوطات، لكن نحن نتعامل معهم وفق النظام والقانون ونعاني من هذه المشكلة كثيراً. حالة أخرى ^^.. المشكلة الأخرى إذا وجد الديزل انعدام البترول فما تعليقك على ذلك؟ حقيقة حالياً يوجد في محطة توفيق عبدالرحيم لديهم الآن مادة البترول ومع ذلك لم يتم فتح المحطة لتموين المواطنين عدا سياراتهم الخاصة فقط وبالنسبة لمحطة شركة المحروقات يوجد لديها مادة البترول، لكن مادة الديزل منعدم ويوما تعبىء ديزل ويوما آخر تعبىء بترول ولو يتم تخصيص محطات مثلاً كمحطة الدهبلي في مفرق ماوية ويتم تخصيصها محطة بترول للدراجات النارية وشركة المحروقات تخصص للسيارات ومحطة توفيق عبدالرحيم لتغطية الديزل لبوابير النقل الكبير وتغطية المحطات الكهربائية والمضخات الزراعية والأفران والمغاسل وهناك اليوم آلية جديدة وجدت بحسب توجيهات الأخ محافظ المحافظة والأخ وكيل المحافظة رئيس اللجنة بتخصيص “طرمبة” لأصحاب المغاسل والأفران عن طريق التوجيهات والأوامر وبموجب التراخيص الخاصة بهم أي فرن أي مغسلة أي حفار يتبع مشاريع ويوجد له ترخيص يتم التعبئة له وفق النظام والمعايير وحسب الاحتياج. الأزمة مستمرة ^^.. هذه الآلية التي اتخذت بوجهة نظر هي حل لهذه الأزمة التي من وجهة نظري ستستمر؟ الأزمة ستستمر إذا تم تخزين مواد المشتقات النفطية بالمنازل وخصوصاً أن الآن كثير من الناس يدخل يعبىء ويرجع يفرغ مرة ثانية وهناك تخزين في المنازل وهذه هي أسباب الأزمة ونحن نطالب بالجانب التوعوي والذي سيكون له دور كبير في توعية المواطنين بعدم التخزين وأن يخافوا الله ويراعوا ظروف الآخرين الآن تجد في الطابور من هو في هذا الطابور وله 15يوما وخلال ال15 اليوم نجد هذا الشخص قد صرف قيمة الديزل أو البترول خلال انتظامه في الطوابير كما لابد من الإشارة هنا أننا نعاني من قصة”المتهبشين” المسلحين الذين فرضوا أنفسهم على المحطات بحجة حراسة السيارات من المسلحين وخصوصاً في المساء والذين يقومون بالتهبش على البوابير وابتزازهم بأخذ منهم ألفي ريال مقابل حراسة كما نعاني من تواجد مجاميع شبابية لجأوا للسوق السوداء وهنا مطلوب التوعية للمواطن في عدم التعامل مع أي شخص يحاول ابتزاز الوطن أو يحاول إيجاد ثغرة للأزمة إن شاء الله أن يلاقي حسابه لدى الجهات الأمنية.