اعتذر المنتخب السعودي عن المشاركة للمرة صالح الصالح
في دورة الخليج العاشرة التي أقيمت في الكويت اعتذر المنتخب السعودي عن المشاركة للمرة الأولى في تاريخه خصوصاً عقب احتراق الحافلة المقلة للاعبي المنتخب، وشعور مسيرو "الأخضر" بأهمية حماية البعثة السعودية من خطر يحدق بهم، ولذا كان قرار الاعتذار حكيماً، وفي الوقت ذاته لم يؤثر على العلاقة المتينة والتاريخية بين الكويت وأختها الكبرى المملكة العربية السعودية. في هذه الأيام التي تسبق إقامة دورة الخليج العشرين في اليمن ليس هناك ما يوحي بوجود حالة أمنية تسمح بإقامة الدورة. المشكلة تكمن في التصاريح الرسمية التي تأتي من هناك بشكل مستمر وتؤكد على زوال كافة الأسباب التي من شأنها أن تعرقل إقامة الدورة، لكن حوادث التفجير المستمرة التي تأتي من هناك تؤكد أن الوضع غير مستقر، وبالتالي ليس هناك مفر من تأجيل إقامة الدورة لحين استكمال جوانب الحماية الأمنية، وضمان عدم حدوث ما يعكر صفوها، وهو بزعمي أمر من الصعب تحقيقه في ظل طبيعة البلد التي تنتشر فيها خلايا حركة تنظيم القاعدة، وجماعات الحوثيين التي ربما تجد في إقامة الدورة على الأراضي اليمنية فرصة لرد اعتبارها من القوات السعودية التي دحرتها وألحقت بها خسائر كبيرة في الصراع الذي استمر شهوراً على الحدود السعودية-اليمنية. أثق أن قرار إقامة الدورة قرار سياسي أكثر ما هو رياضي، ولذا بات من المهم التحرك من الآن للسعي لاستصدار مثل هذا القرار الذي سيضمن حماية اللاعبين، وتأجيل إقامة الدورة لعام كامل سيبقي على أحقية اليمن في استضافة الدورة العشرين. كثير من البطولات والدورات وخصوصاً الودية منها مثل دورة الخليج تمر بعدة ظروف تعيق إقامة بعضها أو تسهم في تأجيلها أو حتى إقامتها عقب انسحاب أو اعتذار أحد مشاركيها، لكن ذلك لا يمنع من إقامتها أو يسهم في توقفها نهائياً، وأثق أن تأجيل إقامة الدورة لن يضر المنتخبات المشاركة بل سيسهم في تفريغها للمشاركة في كأس أمم آسيا بشكل أفضل، كما أن ربما يسهم في المحافظة على استمرارها في ظل أن الإصرار على إقامتها في اليمن وفي هذه الظروف تحديداً ربما يسهم بشكل أو بآخر في القضاء عليها وللأبد في حال حدوث تفجيرات كبرى ووقوع ضحايا -لا سمح الله-، وبالتالي ستكون هذه الدورة عبارة عن ذكرى سيئة نتمنى كخليجين عدم إقامتها لاحقاً ونسيانها تماماً، وسننظر لها بنوع من الكراهية بعد أن كانت دورتنا المفضلة. دورات كأس العالم المتلاحقة لا تخلو من احتياطات أمنية مشددة على اعتبار أنها هدف للجماعات الإرهابية، ومن باب أولى أن تكون الاحتياطات الأمنية أكثر تشديداً في دورة خليج تقام لأول مرة في اليمن، وهي الاحتياطات التي لم تمنع من وقوع تفجيرات قبل الدورة فكيف سيكون الوضع أثناء إقامتها، خصوصاً أنها باتت ملاذاً للإرهابيين جنباً إلى جنب مع أفغانستان، وأكثر ما نخشاه أن يكون من يستهدفنا هناك أحد أبنائنا المطلوبين أمنياً ممن اختار طريق الظلال، وأخذته العزة بالإثم، وفضل الاستمرار هناك من الجماعات الإرهابية في اليمن، ووجد في إقامة الدورة فرصة سانحة من النيل منا بعد أن أعيته السبل وأعاقته الصحوة الأمنية لدينا من تحقيق مآربه، ولعل تسليم المطلوب الأمني جابر الفيفي نفسه أول أمس إلى السلطات السعودية قادماً من اليمن إلا دلالة أكيدة على وجود بقية من عناصر الفئة الضالة هناك، وبالتالي يبقى شرهم قائم.
لن أوغل أكثر لكن أجزم أن قرار تأجيل دورة الخليج باليمن سيخدم الجميع بما فيهم الإرهابيين إذ سيفوت عليهم إراقة دم مسلمين أبرياء، وهذا ما نرجوه للجميع.