حين يقوم إمام مسجد باغتصاب طفلة في الثامنة، فصلُّوا في بيوتكم، وعلِّموا أولادكم أن الصلاة في البيت بسبعين صلاة في المسجد. الصلاة هي الصِّلة بين العبد وربه، وليست تلك الحركات المتمثلة في الركوع والسجود دون إحساس.. فمن أسرار الصلاة أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، فمن لم تنهَهُ صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له. هناك من يؤدي الصلاة كأنه يؤدي واجباً مدرسياً، وليس بينه وبين الله أية صلة.. بالتأكيد ليس كل أئمة المساجد كهذا الرجل المُغتصب والقاتل، فهناك أئمة مساجد قريبون من الله جداً، وقلوبهم معلَّقة بالمساجد كما لو أنها قناديل. قبل عشر سنوات كان في حارتنا رجلٌ، تراه يمشي في الطريق وبيده مصحف صغير يقرأ فيه، لا وقت لديه حتى ليرفع رأسه ليرى الطريق أو ليلقي السلام على المارَّة.. يصعد الباص ومصحفه بيده ويظل يقرأ حتى يصل إلى مشواره، وفي صلاة الفجر كان هو الذي يفتح المسجد، ولشدة إعجابي بهذا الرجل وتقواه تمنيت لو أنني أكون مثله. احتاج هذا الرجل إلى بيت للإيجار، فكان بيت أخي معروضاً لهذا الغرض، واعتقدنا أننا لن نجد أفضل من هذا الرجل الذي لا يفارق القرآن، ولا يترك صلاة الجماعة. انتقل هو وأولاده وزوجته إلى البيت الذي قمنا بتأجيره منه، وظل لسبعة أشهر، وكنت أخجل حين آخذ منه الإيجار، رغم أنه لم يتأخر في دفعه نهاية كل شهر. في الشهر السابع فوجئنا بطقمين عسكرييّْن، اقتربتُ وشققتُ طريقي بين الناس المتجمهرة في الشارع، فرأيت العسكر يسحبون هذا الرجل التقي ويصعدون به فوق السيارة ليأخذونه إلى النيابة!! اتَّضح أن المرأة ليست امرأته، والأولاد ليسوا أولاده!! من يومها، لم أعد أثق بأحد.