وصل العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز إلى سورية يوم الأربعاء في زيارة تحظى باهتمام سياسي وإعلامي بالغ, وذلك في مؤشر لذوبان الجليد بين البلدين بعد سنين من التوتر أعقبت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وحرب تموز بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل العام 2006. هذا وقد بدأت مباحثات القمة السورية السعودية بين الرئيس بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بعد ظهر اليوم في قصر الشعب بدمشق. وبحضور الرئيس الأسد وخادم الحرمين الشريفين تم التوقيع على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي على الدخل ورأس المال بين البلدين الشقيقين. وكان خادم الحرمين الشريفين بدأ زيارة رسمية إلى الجمهورية العربية السورية تلبية لدعوة من الرئيس بشار الأسد الذي كان في مقدمة مستقبليه بمطار دمشق الدولي. كما كان في استقبال خادم الحرمين الشريفين الذي يرافقه وفد رسمي رفيع المستوى عدد من الوزراء والسفراء العرب المعتمدين بدمشق. ويتضمن جدول أعمال اليوم الأول للزيارة عدة نشاطات، تبدأ بمراسم استقبال رسمية تقام بحضور شخصيات رسمية سورية والوفد المرافق للملك في قصر الشعب، تليها جلستا مباحثات بين الرئيس الأسد والملك عبد الله إحداهما مغلقة، والثانية موسعة بحضور أعضاء الوفدين. وأكدت مصادر مطلعة حضور عدد من كبار مسؤولي المملكة المرافقين للملك، بينهم مستشار خادم الحرمين الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، ووزير الاستخبارات الأمير مقرن بن عبد العزيز، ووزير الإعلام والثقافة عبد العزيز الخوجة، ووزير العمل غازي القصيبي، ووزير المال السعودي إبراهيم العساف، ووزير الدولة للشؤون الخارجية نزار بن عبيد المدني، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء السعودي عبد العزيز بن عبد الله الخويطر، ورئيس الديوان الملكي خالد التويجري، إضافة إلى مسؤولين آخرين وعدد كبير من المستشارين الملكيين. وهذه هي الزيارة الأولى للملك السعودي بعد توليه العرش في آب 2005 إلا أنه زار دمشق حين كان ولياً للعهد في الأعوام 2001 و2002 و2003 و2004 وكانت آخر زيارة له إلى دمشق في حزيران 2005. وكانت الوفود الإعلامية السعودية المرافقة للملك عبدالله وصلت إلى دمشق، بعد وصول وفد من التشريفات الملكية والحرس الملكي تمهيداً للزيارة، وملأت فندق الفصول الأربعة الذي استنفر كل كوادره لاستقبال الوفد السعودي وكذلك فعل فندق الشيراتون. وتأتي هذه الزيارة استكمالاً لجهود المصالحة العربية التي بدأت في قمة الكويت الاقتصادية وما لحقها من محطات، كان من أبرزها الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأسد للسعودية في الثالث والعشرين من أيلول الماضي للمشاركة بافتتاح جامعة الملك عبدالله في جدة. وقالت مصادر إعلامية متطابقة إن "وصول العاهل السعودي قد لا يكون نهاية المطاف", مشيرة إلى أن "هناك احتمال أن تتحول القمة السورية السعودية إلى قمة رباعية، بعد انضمام الرئيسين المصري حسني مبارك واللبناني ميشال سليمان وتعد الزيارة هي الأولى للعاهل السعودي عبد الله إلى سورية منذ توليه العرش في 2005 إذ سبق له زيارة سورية حين كان وليا للعهد في العام 2003