نفى مصدر سعودي رفيع المستوى الأنباء التي أفادت أن زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اليوم إلى ألمانيا تهدف إلى التوسط للرئيس المصري للإقامة في ألمانيا. واكتفى المصدر بالقول ل"إيلاف"أن من يرددون تلك الأقاويل غائبون عن العالم وتطوراته" في إشارة إلى رفض الرئيس المصري مغادرة بلاده إلى أية جهة كانت. وقال المصدر "أن الرئيس المصري لم يطلب منا أي وساطة من هذا النوع على الإطلاق" مشيرا إلى أن زيارة الأمير سعود إلى ألمانيا"مبرمجة منذ ما يزيد عن الثلاثة اشهر". وكانت ترددت أنباء مفادها أن زيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يقوم اليوم الثلاثاء بزيارة إلى ألمانيا "تدخل في سياق توسط السعودية لدى برلين لترتيب نقل مبارك إلى ألمانيا في أعقاب دعوة المستشارة الألمانية ميركل لمبارك للقدوم بحجة العلاج وهو المخرج الذي راج مؤخرا في الكواليس كأحد السيناريوهات المطروحة لحل الأزمة المتصاعدة في مصر. وسبق لمبارك أن انتقل في ربيع 2010 إلى ألمانيا للعلاج وتحديدا بالعيادة الجامعية هايدلبيرغ وقيل وقتها إنه يعاني من سرطان في المعدة والبنكرياس. وأعاد المسؤول السعودي إلى الأذهان أن الحكومة الألمانية نفت في وقت سابق تلقي أي طلب بشأن استقبال الرئيس المصري في ألمانيا لتلقي العلاج. ووصف وزير الخارجية الألماني جويدو فيسترفيليه تقارير تشير إلى احتمال استقبال ألمانيا الرئيس المصري حسني مبارك للمعالجة الطبية وكضيف على هذا البلد مجرد شائعات وتكهنات. مشيرا إلى أن الحكومة الألمانية لم تتلق أي طلب رسمي من الحكومة المصرية أو من مبارك للمجيء إلى ألمانيا. وأكد فيسترفيليه للصحفيين ببرلين أمس أن الحكومة الألمانية لن تتدخل بإرادة المصريين في الشخص الذي يريدون خلفا لمبارك وان برلين تريد لمصر الاستقرار السياسي والأمني وتأمل أن يكون التغييرات السياسية فيها ديموقراطية خالية من العنف والاحتجاجات التي يراقبها العالم وخاصة ألمانيا وأوروبا عن كثب نابعة من صميم الشعب المصري ولا علاقة لأي بلد في العالم بهذه الاحتجاجات ومثيلاتها ببعض الدول العربية والضرورة ترغم المجتمع الدولي احترام الشعوب لعربية التي تكافح من اجل نيل حريتها ورفع الضغوط السياسية وغيرها التي تعاني منها.
واعتبر فيسترفيليه أن الحكومة المصرية الحالية لا تزال شريك حوار لبرلين. يشار إلى أن الأمير سعود الفيصل وصل البارحة إلى برلين قادما من باريس في مستهل زيارة لألمانيا حيث سيلتقي مع عدد من المسؤولين الألمان وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزير الخارجية جويدو فيسترفيليه "لبحث عدد من الموضوعات في المنطقة وخاصة الوضع المصري وموقف البلدين منه"ومن ثم يغادر إلى المغرب مساء.
وأوضح مصدر في وقت سابق ل"إيلاف: أن الفيصل سيؤكد لميركل موقف بلاده من الأحداث التي تجرى في مصر و"ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بمجهودات لحفظ الاستقرار والأمن في مصر والحفاظ على الشرعية الدولية المتمثلة في إبقاء الرئيس حسني مبارك رئيسا للبلاد حتى إجراء انتخابات حرة" كما سيفتتح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل المقر الجديد للسفارة السعودية في العاصمة الألمانية برلين.