أعلنت حكومة البحرين في بيان السبت أن ولي عهد البحرين أمر بسحب جميع قوات الجيش من شوارع البلاد، ملبيا بذلك أحد شروط المعارضة لبدء حوار سياسي. وقال البيان إن الامير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين أمر بالانسحاب الفوري لجميع قوات الجيش من شوارع البحرين. واضاف البيان إن قوات الشرطة ستواصل الاشراف على القانون والنظام. وكان ملك البحرين قد طلب من ولي العهد الجمعة بدء حوار وطني مع جميع الأطراف لحل الأزمة بعد سقوط ستة قتلى ومئات الجرحى منذ بدء الأغلبية الشيعية احتجاجات قبل خمسة أيام. وشوهدت الدبابات والعربات المصفحة التي نشرت الخميس في وسط العاصمة البحرينية اثر تفريق اعتصام في دوار اللؤلؤة، وقد شكلت طابورا وتتجه غربا. وقال مسؤول بحريني طلب عدم كشف هويته إن الجيش "سيعيد الانتشار خارج المنامة وستتكفل الشرطة بحفظ النظام" في العاصمة. وكانت المعارضة البحرينية رفضت السبت عرض الحوار الذي طرحه ولي العهد مطالبة بأن تسبق الحوار استقالة الحكومة وانسحاب الجيش من شوارع العاصمة حيث خلف قمع التظاهرات ستة قتلى على الأقل في أقل من اسبوع. وكان الجيش اطلق النار مساء الجمعة على متظاهرين في المنامة ما خلف عشرات الجرحى. وذكر مراسل وكالة فرانس برس أن العشرات اصيبوا بجروح وادخلوا المستشفى بعد إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين لتفريقهم. وذكرت مصادر متطابقة أن المتظاهرين كانوا ينوون التوجه إلى دوار اللؤلؤة الذي أغارت عليه قوات مكافحة الشغب فجر الخميس وفرقت المعتصمين فيه منذ الثلاثاء بالقوة ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. وقال النائب عن المعارضة عبد الجليل خليل إبراهيم لفرانس برس انه تم نقل 55 جريحا بينهم أربعة اصاباتهم بالغة إلى مستشفى السلمانية، مشيرا إلى أن أحد الجرحى في حالة الموت السريري. وأفاد التلفزيون الرسمي عن "سبعة جرحى" موضحا أن اصاباتهم طفيفة وانهم غادروا المستشفى بمعظمهم. وقال نائب آخر علي الأسود من كتلة الوفاق الشيعية المعارضة التي انسحبت الخميس من البرلمان إن "الجيش اطلق الرصاص الحي على أكثر من ألف شخص كانوا يريدون الوصول إلى دوار اللؤلؤة". وشاهد مصور فرانس برس عشرات الجرحى في المستشفى بعد هذه التظاهرة الاولى منذ تفريق الاعتصام الخميس ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى بحسب المعارضة وعائلات الضحايا. وتم اطلاق النار على المتظاهرين في وقت كان ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة يعد في حديث تلفزيوني بفتح حوار مع المعارضة بعد عودة الهدوء.
إلى ذلك، قررت المعارضة في البحرين الجمعة تأجيل تظاهرة كانت دعت لتنظيمها السبت إلى الثلاثاء كما أعلن زعيم جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في المملكة. ويطغى اللون الشيعي على التحركات الاحتجاجية وتطالب المعارضة الشيعية بملكية دستورية تضمن ان تكون الحكومة مختارة من قبل الشعب مع الابقاء على الملك. وبعد سقوط ضحايا صعد بعض الناشطين لهجتهم وباتوا يطالبون باسقاط النظام دون ان تتبنى ذلك المعارضة الشيعية. ودان الرئيس الامريكي باراك أوباما في اتصال هاتفي أجراه الجمعة مع ملك البحرين استخدام قوات الأمن البحرينية العنف ضد المتظاهرين، داعيا البحرين إلى "ضبط النفس ومحاسبة المسؤولين عن العنف"، على ما أعلن البيت الابيض في بيان. وتتمتع البحرين بأهمية استراتيجية بالنسبة لواشنطن التي اقامت فيها المقر العام لاسطولها الخامس المكلف مراقبة الخطوط البحرية التي تسلكها ناقلات النفط ودعم العمليات في افغانستان والتصدي لاي تهديد ايراني محتمل. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ديفيد لابان لصحافيين ان "التظاهرات تجري في منطقة بعيدة عن القاعدة" موضحا انه تم اصدار نصائح إلى العسكريين الامريكيين بلزوم الحيطة. وأعلنت بريطانيا الجمعة "الغاء" 44 عقدا لتصدير عتاد أمني إلى البحرين خشية استخدام هذه المعدات ضد المتظاهرين، كما اعلنت فرنسا انها علقت اعتبارا من الخميس صادرات العتاد الامني الى البحرين. ودعت الولاياتالمتحدة وبريطانيا رعاياهما إلى "تأجيل السفر غير الضروري بشكل أساسي" الى البحرين، فيما اوصت وزارة الخارجية الفرنسية مواطنيها في البحرين ب"الابتعاد عن التجمعات" ودعت الى تجنب الرحلات الى هذا البلد "الا اذا كانت ملحة". ونددت إيران "بالمواجهات العنيفة" في البحرين.