في الوقت الذي توقع بنك التنمية الآسيوى نمو آسيا بنسبة 7.8% هذا العام و 7.7% فى عام 2012، أكد هاروهيكو كورودا رئيس البنك فى الجلسة الافتتاحية للاجتماع السنوى ال 44 لمجلس محافظى البنك فى العاصمة الفيتنامية هانوى أمس الخميس أن آسيا تستطيع ان تقود العالم إلى نمو أكثر "توازنا" و"إنصافا" و"استدامة" اذا واجهت تحدياتها المتوسطة والطويلة الجل "بكل عزم وحماس". ورأى كورودا إن المنطقة التي شهدت كارثة الزلزال والتسونامي في اليابان خلال شهر مارس/آذار الماضي ، استطاعت أن تسجل انتعشت سريعا من الركود الاقتصاد العالمى من خلال نمو اجمالى الناتج المحلى المجمع بنسبة 9% فى عام 2010. ونقلت وكالة الانباء الصينية "شينخوا" كورودا "لا يهم قدر النمو فحسب، بل جودته أيضا. وان النمو الشامل نمو ضرورى يتيح المزيد من فرص العمل ويرفع نوعية الحياة بالنسبة لجميع افراد شعوبنا. وان المنطقة لا تستطيع ان تزدهر أو تحقق تطلعاتها ما لم تقتسم فوائد النمو على نطاق واسع". وبالرغم من ان التضخم فى أنحاء المنطقة اصبح بطيئا بشكل عام وبلغ 4.4% فى العام الماضى، إلا ان بعض الاقتصادات تظهر علامات على النشاط حيث تعود إلى السير على درب النمو السريع. وزاد ارتفاع أسعار النفط والأغذية من هذا الضغط، وان صناع السياسات بحاجة إلى دراسة اتخاذ اجراءات وقائية لاحتواء التضخم لأن مواطنيهم الاشد فقرا هم من سيتحملون العبء الاكبر لتأثير التضخم. وخلال الاجتماع، اقترح كورودا خمس قضايا رئيسية للاستفادة من امكانات المنطقة ألا وهى القيادة القوية والالتزام بالحوكمة الجيدة، وتوفير استثمارات للبنية التحتية تتجاوز 750 مليار دولار سنويا حتى عام 2020 ، ووضع أنظمة مالية سليمة لتوجيه المدخرات الإقليمية إلى الاحتياجات التنموية لآسيا، وتحقيق تبادل اعرض للمعرفة التنموية داخل المنطقة وفيما وراءها، وزيادة التعاون والتكامل الإقليميين. وقال كورودا "دعونا بالحكمة والقيادة القوية نوجه المنطقة نحو نمو اكثر شمولا واستدامة وتوازنا. وبينما تواصل آسيا نهوضها على الساحة العالمية، دعونا نتعهد اليوم بضمان ان تعود فوائد التنمية فى آسيا على جميع افراد شعوبها والعالم باسره". وتوقع تقرير صدر عن البنك أمس الخمس تحظي قارة آسيا بنصف ناتج التجارة العالمية والاستثمار بحلول عام 2050 في حال استمرارها في الحفاظ على زخم النمو الاقتصادي الحالي. وقارن التقرير الذي صدر بعنوان "آسيا 2050 .. ادراكا للقرن الاسيوي" النتائج المحتملة في ظل السيناريوهين المتنافسين: السيناريو الأكثر تفاؤلا فان الناتج المحلي الاجمالي للمنطقة سيرتفع ليصل إلى 148 تريليون دولار وستمثل بذلك نسبة 51% من الانتاج العالمي مقارنة بالنسبة الحالية وهي 27 %. وأضاف التقرير الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن الناتج المحلي الاجمالي للفرد في آسيا سيرتفع ليصل الى 38.6 دولار مقارنة بالمتوسط العالمي المتوقع لعام 2050 وهو 36.6 دولار. وذكر البنك متعدد الاطراف الذي يتخذ من عاصمة الفلبين مانيلا مقرا له ان ثلاثة مليارات مواطن اسيوي سيتمتعون بارتفاع مستويات المعيشة بحلول منتصف القرن الحالي ولتحقيق ذلك يتعين على اسيا معالجة تحديات ومخاطر هائلة بين الأجيال. وبمقتضى السيناريو الاخير ستقع اقتصادات آسيا الأسرع نمواً والمتمثلة بالصين والهند واندونيسيا وفيتنام في "مصيدة الدخل المتوسط" ومعدل النمو المتباطئ ومستويات الدخل الراكدة خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة. ولن تستطيع اقتصادات اسيا بطيئة النمو ان تسرع معدل نموها في معطيات هذا السيناريو وفي حال حدوث ذلك ستمثل اسيا 32% اي ما يقارب 61 تريليون دولار من الناتج المحلي الاجمالي العالمي لعام 2050 .