وفي أقوى تحذير وجهته تركيا إلى نظام الأسد، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس في مؤتمر صحافي إن العمليات العسكرية ضد المدنيين في سوريا ينبغي أن تتوقف على الفور ودون شروط، محذرا الرئيس السوري بشار الأسد من أن هذه هي "الكلمات الأخيرة" لتركيا. وقال داود أوغلو "هذه كلمتنا الأخيرة للسلطات السورية أول ما نتوقعه هو أن تتوقف هذه العمليات على الفور وبلا شروط".. وأضاف "إذا لم تتوقف هذه العمليات فلن يبقى ما نقوله بخصوص الخطوات التي ستتخذ". وقالت الولاياتالمتحدة إنها تعمل مع مجموعة كبيرة من الدول للضغط على الرئيس السوري من أجل التوقف عن "قتل شعبه"، وكررت القول إن سوريا من دون الاسد ستكون "افضل حالا". وقال جاي كارني المتحدث بلسان البيت الابيض للصحافيين انه لا بد "من ان يكف الاسد عن العنف المنهجي والاعتقالات الجماعية والقتل المباشر لشعبه". وقال كارني "اظهر بافعاله انه فقد شرعية القيادة ولا يشك الرئيس في ان سوريا ستكون افضل حالا بدونه". وتابع المتحدث الاميركي قائلا "يستحق الشعب السوري انتقالا سلميا نحو الديموقراطية، ويستحق حكومة لا تعذبه ولا تعتقله ولا تقتله، ونحن ننظر سويا مع طيف واسع من الشركاء الدوليين في كيفية زيادة الضغوط على الرئيس الاسد". ومن جهة اخرى، قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الاثنين انه لم يتم تأكيد حصول هذا الهجوم للبحرية السورية، مشيرة في الوقت عينه الى ان هذه المعلومات لا يمكن نفيها ايضا. واضافت "نجد انفسنا غير قادرين على تأكيد" ان البحرية شاركت في الهجوم، واقرت في الوقت عينه ان "الحكم في ذلك لم يصدر بعد". وتابعت ان "ثمة عدم تماسك" في المعلومات الصادرة في شان الهجوم، من دون الخوض في التفاصيل. وكان الرئيس الأميركي قد أجرى اتصالات مع عدد من زعماء العالم خلال اليومين الماضيين لتقوية تحالف دولي للتعامل مع الأزمة السورية. وتحدث أوباما مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لبحث الخطوات المقبلة. وبينما حددت تركيا فترة زمنية للنظام السوري بالكف عن القتل والعمليات العسكرية ضد الشعب السوري، تعتبر الولاياتالمتحدة أن الوقت فات لانتظار تحركات إيجابية من النظام السوري. وتواصل الإدارة الأميركية جهودها للضغط على النظام السوري، معتبرة أنه بات من الضروري أن يحدث انتقال في السلطة في البلاد. ومن المتوقع أن يتم الكشف عن إجراءات جديدة ضد النظام السوري خلال الأيام المقبلة، ولكن لم تحدد بعد إذ إن واشنطن تريد أن تحصل على توافق بين عدد من الدول على عقوبات جديدة من أجل زيادة عزلة النظام السوري. وبات الهدف الرئيسي في الوقت الراهن بالنسبة للإدارة الأميركية "عزلة النظام" السوري وقطع الأموال عنه. ومن بين الإجراءات التي يتم بحثها فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز بالإضافة إلى إجراءات جديدة ضد النظام السوري المالي. من جانبه، دعا رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت الاثنين نظيره السوري عادل سفر الى "وقف العنف فورا" في سوريا، معربا عن "مشاعر الرفض والاسف لدى الحكومة الاردنية تجاه استمرار القتل وحالة التصعيد" في سوريا ضد المتظاهرين المناهضين لنظام الرئيس بشار الاسد. وقالت وكالة الانباء الرسمية بترا ان البخيت اكد خلال اتصال هاتفي اجراه الاثنين مع نظيره السوري "ضرورة وقف العنف فورا والبدء بتنفيذ الاصلاحات والاحتكام الى منطق الحوار"، معبرا عن "مشاعر الرفض والأسف لدى الحكومة الاردنية تجاه استمرار القتل وحالة التصعيد". ميدانياً، أعلنت منظمة حقوقية الثلاثاء نقلا عن شهود عيان ان عددا من احياء مدينة اللاذقية الساحلية في غرب سوريا شهدت صباح اليوم الثلاثاء لاكثر من ثلاث ساعات اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة وخفيفة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان "سمعت اصوات رشاشات ثقيلة واطلاق رصاص كثيف في أحياء الرمل الجنوبي ومسبح الشعب وعين التمرة" في اللاذقية. واضاف أن اطلاق النار استمر من الساعة الخامسة فجرا (02:00 تغ) وحتى الساعة الثامنة والنصف (05:30 تغ)، مشيرا الى انه "لم ترد اي انباء حتى الان عن سقوط قتلى". وأدى الهجوم الواسع لقوات الامن السورية على اللاذقية الى نزوح الاف الفلسطينيين من احد المخيمات الواقعة في هذه المدينة، ما دفع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) الى الاحتجاج، في حين سجل وقوع خمسة قتلى الاثنين برصاص القوات السورية في مناطق متفرقة من البلاد بينهم اربعة في اللاذقية. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة قتلى سقطوا الاثنين برصاص قوات الامن السورية في اللاذقية في حين سقط قتيل في بلدة الحولة في محافظة حمص. واثر القصف الشديد الذي تتعرض له اللاذقية اعلنت الاونروا ان اكثر من خمسة الاف لاجىء فلسطيني فروا من مخيم الرمل في هذه المدينة ، مطالبة دمشق بالسماح لها بدخوله. وقال الناطق باسم الاونروا كريس غونيس لوكالة الأنباء الفرنسية ان "الاف اللاجئين فروا من المخيم، هناك عشرة الاف لاجىء في المخيم وقد هرب اكثر من نصفهم (...) يجب ان ندخل الى هناك لنعرف ما الذي يحصل". وقال غونيس ان "الاشارات التي نتلقاها غير مشجعة، هناك سفن حربية تطلق النيران على مخيمات اللاجئين وهناك قصف من البر على المخيمات ايضا". واضاف "طلبت القوى الامنية السورية من البعض المغادرة بينما غادر اخرون بارادتهم، نحن لا نعرف اين هم هؤلاء حاليا ولا نعرف من منهم مريض او مصاب او ميت". ويأتي ذلك غداة مقتل 30 شخصا على الاقل برصاص قوات الامن السورية بينهم 26 في اللاذقية التي كانت هدفا لعملية عسكرية واسعة شاركت فيها زوارق حربية قصفت بعض احياء هذه المدينة. الا ان مصدرا عسكريا سوريا نفى حصول قصف بحري لمخيم الرمل، مؤكدا بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان "قوات حفظ النظام تتعقب مسلحين في حي الرمل الجنوبي بالمدينة يستخدمون اسلحة رشاشة وقنابل يدوية وعبوات ناسفة". واعربت منظمة التحرير الفلسطينية الاثنين عن "ادانتها الشديدة" لاقتحام القوات السورية مخيم الرمل وقصفه و"تهجير سكانه"، واصفة ما يجري ب"الجريمة ضد الانسانية". وقال امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه "اننا ندين بشدة عمليات القوات السورية في اقتحام وقصف مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية وتهجير سكانه". واضاف "نحن نعتبر ان هذا العمل يشكل جريمة ضد الانسانية تجاه ابناء الشعب الفلسطيني واشقائهم السوريين الذين يتعرضون لهذه الحملة الدموية المستمرة". واعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان الجيش اطلق في اللاذقية "عدة نداءات في مخيم اللاجئين وساحة الرمل وسكنتوري للأهالي بإخلاء المنطقة واعتبار كل من يبقى فيها مقاوما". من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان انه "لدى اقتراب بعض النازحين من حاجز امني في حي عين التمرة في اللاذقية اطلق الرصاص عليهم مما ادى الى اصابة ستة مواطنين بجراح خطرة توفي اثرها احدهم متأثرا بجراحه". واعلن المرصد مساء الاثنين ارتفاع عدد قتلى اللاذقية الى اربعة. ويتزامن سقوط القتلى الاربعة مع استمرار العملية العسكرية في عدة احياء من مدينة اللاذقية التي شهدت الاثنين حركة نزوح جديدة للاهالي. واشار المرصد الى ان "حيي الرمل الجنوبي وعين التمرة شهدا حركة نزوح جديدة فجر الاثنين وذلك بعد ان سمح الجيش للاهالي بالخروج منهما" مشيرا "الى "انتشار القناصة على اسطح الابنية". وتابع المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له "سمع صوت اطلاق الرصاص في حي الصليبة عند الساعة العاشرة والنصف (7,30 تغ) وترافق مع حملة مداهمات للمنازل". واكد المرصد حصول "اضراب عام في الصليبة ومشروع الصليبة والقوتلي والأشرفية والطابيات وشارع هنانو وحي القلعة والعوينة" وهي احياء في اللاذقية، مشيرا الى ان "الجيش يغلق ساحة اوغاريت ويسيطر على دوار اليمن بمحطة القطار ويقوم بتدقيق في الهويات كما تم اغلاق شارع الحرش من الجهتين، واقام الجيش نقاط تفتيش على كل مداخل اللاذقية تقوم بتفتيش السيارات بدقة واعتقالات تطول العديد من الشباب على الحواجز حيث تجاوز عدد المعتقلين 300 معتقل". وابلغ الاهالي المرصد السوري لحقوق الانسان انهم شاهدوا اليات عسكرية مدرعة تقصف بالرشاشات الثقيلة أحياء مسبح الشعب والرمل الجنوبي كما شوهد تمركز للقناصة على الأبنية المقابلة للاحياء المحاصرة وانتشار لعناصر الجيش والامن في الممرات بين الابنية". من جهته، اشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية الى "نزوح أهالي الصيداوي وأهالي الطابيات من بيوتهم ومنازلهم، وهم يتجهون باتجاه القرى والأماكن البعيدة عن القصف". واكد الاتحاد انه تم "قطع الطرقات المؤدية لأوغاريت وتلك المؤدية الى جهة المحطة، ليتم إحكام السيطرة على المناطق المحاصرة" في اللاذقية، مشيرا الى ان "الحركة في البلد شبه مشلولة". من حهة ثانية اعلن المرصد "ان رجلا مسنا قتل الاثنين برصاص قناصة في قرية تلدو التابعة لبلدة الحولة" في محافظة حمص التي شهدت صباح الاثنين عملية عسكرية شاركت فيها دبابات من الجيش. وافاد ناشطون حقوقيون سوريون لوكالة الأنباء الفرنسية ان دبابات اقتحمت بلدة الحولة في عملية عسكرية تترافق مع اطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات. وذكر المرصد انه "تمت محاصرة بلدة الحولة بشكل امني كثيف جدا صباح اليوم (الاثنين) من جميع المداخل ومن جميع الطرق الوعرة والفرعية" مشيرا الى "اطلاق نار كثيفا جدا لترهيب الاهالي". وتابع المرصد انه "عند الساعة 8:00 (5,00 تغ) دخل الجيش وبدأ بتفتيش المنازل وبدأت حملة اعتقالات وهناك انتشار للشبيحة والامن على جميع الطرق". كما افاد عن "تمركز عدد من الدبابات على دوار الحرية بتلدو وشمال وشرق تل ذهب متزامنا مع اطلاق نار كثيف في بلدة عقرب شمال الحولة بالاضافة الى انتشار الأمن والشبيحة في قرى الحولة والآن يقومون بازالة الكتابات المعارضة للنظام الموجودة على الجدران". كما اعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في بيان تلقته فرانس برس "دخول دبابات بأعداد كبيرة الى الحولة يترافق مع اطلاق نار من الرشاشات المثبتة عليها". وفي دير الزور، شرق البلاد، "توفي الاثنين رجل (67 عاما) متاثرا بجراح اصيب بها مساء الجمعة برصاص قناصة في شارع التكايا وسط مدينة دير الزور" بحسب المرصد. واضاف المرصد ان "قوات الامن نفذت اليوم (الاثنين) حملة مداهمات واعتقالات في حي الجورة وقرى الصالحية وحطوة والحسينية واعتقلت 27 شخصا". وتابع "كما اقتحمت قوات امنية كبيرة تضم 23 حافلة و10 سيارات رباعية الدفع تحمل رشاشات ثقلية ريف معرة النعمان الشرقي، الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) وشنت حملة اعتقالات شملت 8 اشخاص". وتشهد سوريا حركة احتجاجية لا سابق لها اسفرت عن سقوط 2236 قتيلا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الاسد بينهم 1821 مدنيا و415 من الجيش والامن الداخلي، بحسب منظمة حقوقية. وتؤكد السلطات السورية انها تتصدى في عملياتها "لعصابات ارهابية مسلحة".