كما يراهن "لص" على ضياع صعيدي طيب في مدينة روما، كما في فيلم "عنتر شاهر سيفه" "بطولة عادل إمام" يراهن البعض على غرق الحوثيين بقدراتهم الدبلوماسية والفنية، المتواضعة، في فخ السلطة والنظام والدولة، التي لا عهد لهم بها..! مراهنة خاسرة بالتأكيد، لأنها شكلية تتهكم من "الكهوف والبردقان والثياب الرثة.." وتتجاهل القدرات والاستعدادات البشرية، و"الدواهي الكامنة خلف السواهي"، التي كرستها معظم أفلام "عادل إمام"، بما فيها فيلم "الهلفوت". بمظهره الأشعث وملامحه الشعبية القحة قلب "الهلفوت" الطاولة على كبار مخضرمي المؤامرات الإجرامية الأنيقة، كما فعل الحوثي في بعض المناطق، على أن "أنصار الله" أثبتوا حتى الآن، وإن ارتكبوا بعض الأخطاء، دهاء سياسياً عالياً لا تنقصه أناقة اللغة ولا أخلاقية الأسلوب. يراهن آخرون على الإرهاب، في إزاحة "أنصار الله"، هذه المراهنة، بجانب مراهنة آخرين على الأجانب في نفس الهدف، ليست مراهنات غبية فقط، بل لئيمة وخطرة، بمثابة المراهنة على الطوفان في غسل آنية المطبخ، أو الحريق في تدفئة المنزل..!! مراهنات من هذا القبيل، من الطبيعي أن تصب في الأخير، في صالح "أنصار الله" من حيث لا يحتسب "أنصار الله" ولا المراهنون. التدخل السعودي في الحرب السادسة جعل الحوثيين حُماة سيادة، أما القاعدة بخطاباتها وعملياتها الانتحارية الأخيرة، فقد جعلت "أنصار الله" كما لو كانوا يواجهون الإرهاب نيابةً عن الجميع في معركة وطنية ودينية مقدسة.! ثمّ لماذا المراهنة على فشل أو إزاحة "أنصار الله"، بينما تحتاجهم الحياة السياسية بقدر حاجتها لأيّ فصيل سياسي آخر.؟! أليس من الأفضل للجميع، بدلاً من المراهنة على فشل "مكون سياسي"، حتى لو كان ذلك الفشل سينعكس سلباً على الحياة السياسية برمتها، المراهنة على نجاح ذلك المكون، وعلى أن ذلك النجاح سينعكس إيجاباً على العملية السياسية بمجملها؟! بالنسبة لي على الأقل، أراهن على أن "أنصار الله"، سينتصرون، أولاً على سلبياتهم، وثانياً على تبديد سلبيات الآخرين تجاههم، وصولاً إلى تطبيع الحياة السياسية، وتعميق الحوار والديمقراطية، كعنوان وحيد لمرحلة قادمة.. لا يمكن إلا أن تكون للجميع وبالجميع.