مارش عبدالله الحسام * خرجت دراسة حديثة الأسبوع الماضي ونشرتها كبريات الدوريات العلمية في أمريكا وأوروبا،بنتائج صادمة حينما اكتشفت فيروساً يتسبب في الغباء عند الإنسان، يصيب حوالي نصف سكان الكرة الأرضية، وهو ما يقلب الطاولة على ملايين من الأبحاث والدراسات التي لطالما ربطت الذكاء بعوامل وراثية، أو بالتعليم والثقافة بدرجة أقل. ويتبع الفيروس الذي أطلق عليه الباحثون اسم ATCV-1، سلالة من الفيروسات التي تتطفل على الطحالب الخضراء، ولم يكن من المعروف -قبل هذه الدراسة- أنه من الممكن أن يتطفل على البشر أيضاً، إلى أن اكتشف باحثو جامعة "جونز هوبكنز" وجوده صدفة في حلقوم 44% من الأشخاص الذين أجروا عليهم دراستهم. وفقا لتقرير عن الدراسة نشرته” العربية نت”الأربعاء الماضي, بأن هذا الفيروس ينتقل للدماغ ويتلاعب بالجينات في خلاياه، ويتسبب بالتالي بانخفاض القدرات الإدراكية كما يؤثر على الذاكرة والقدرة على التعلم، ويخفض من القدرة على التركيز وغيرها من وظائف الدماغ. وبعد أن خرج الباحثون بهذه النتائج الصادمة بتجاربهم على البشر، قطعوا الشكّ باليقين وأكدوا فرضيتهم بإجراء تجارب على الفئران، إذ حقنوا مجموعة منها بالفيروس ووجدوا انخفاضاً ملحوظاً في وظائف الدماغ عند الفئران المصابة، كما اكتشفوا من خلال تشريح هذه الفئران الآلية التي يحدث بها الأمر، إذ يصيب الفيروس منطقة في الدماغ تنتج مادة "الدوبامين" التي تلعب دوراً هاما في وظائف الدماغ والذاكرة على وجه الخصوص. بحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فقد جاء اكتشاف الفيروس بالصدفة، بينما كان العلماء عاكفين على دراسة علمية متعلقة بالميكروبات التي تصيب حلق الإنسان. واكتشفوا من خلالها أن الحمض النووي في حناجر الأشخاص الأصحاء يطابق الحمض النووي لأحد الفيروسات، التي تصيب الطحالب الخضراء،وعثر العلماء على الفيروس في 40 شخصا، من ضمن 90 ساهموا بالدراسة. ومن ثم أجرى الباحثون اختبارات معرفية وسلوكية مختلفة لجميع المشتركين، وكانت نتائج المصابين بالفيروس هي الأقل بشكل واضح. وأشار عالم الفيروسات، روبرت يولكن، إلى أن الاكتشاف الجديد يمثل دليلا واضحا على مدى قدرة الكائنات الحية الدقيقة في جسم الإنسان على تغيير إدراكه وسلوكه. ونشرت الدورية الرسمية للأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدةالأمريكية في العاشر من نوفمبر الجاري نتائج الدراسة والتي أكدت على أن الأشخاص المتطوعين الذين خضعوا للدراسة اظهروا مستويات منخفظة في اختبارات الذكاء التي خضعوا لها وذلك بعد مراعاة المستويات العلمية والعمر، فيما لم يتم الكشف حتى الآن عن آلية الفيروس فى إصابة الإنسان. واكتشف الباحثون أن 44% من الأشخاص الذين خضعوا للدراسة مصابون بهذا الفيروس داخل حلوقهم، لافتين أن تأثيره قد يكون ناجمًا عن تغيير طبيعة الجينات داخل المخ، والمسئولة عن الذاكرة والعواطف والانفعالات والإدراك كما أنها مسئولة عن إفراز هرمون الدوبامين المسئول عن تلك الوظائف أيضًا.