كانوا يستطيعون فعل ذلك لحماية أبراج الكهرباء وأنابيب النفط على مدى الأربع السنوات الماضية التي شهدت خلالها محافظة مأرب مئات العمليات التخريبية. كان بإمكانهم الحماية _هذا ما يتضح اليوم جليا_ لكنهم لم يفعلوا فتكبدت الدولة خسائر بالمليارات وعانى المواطنون الأمرّين جراء الأزمات التي نتجت عن هذه الأفعال التخريبية. ملوك سبأ _هكذا تسميهم بعض وسائل الإعلام_ يجتمعون اليوم لحماية المحافظة في ظل غياب كامل للدولة وقد ضمنوا عدم الاعتداء على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط.. لماذا الآن؟ هناك تفسير وحيد وإجابة واحدة وهي أن هؤلاء هم من كانوا يرعون هذه العمليات التخريبية بقصد الاسترزاق وإحراج النظام ومضاعفة معاناة المواطن. مأرب تحولت في الفترة الأخيرة إلى عنوان للتخريب والإرهاب وقطع الطرقات ونشر الفوضى سواء بسبب استهداف المصالح العامة _التي ابتلى الرب هذا الشعب عندما جعلها في أرض مأرب_ أو باحتضانها للكثير من عناصر وقيادات تنظيم القاعدة، لتصبح منطلقا للكثير من العمليات الإرهابية التي ينفذونها في أكثر من محافظة.. وكل هذا حدث بفضل المعسكرين الآن في مأرب تحت مسمى ملوك سبأ. إنه من الغريب جداً أن الأطراف التي أطلقت على قبائل مأرب ومجاميع القاعدة المجتمعين الآن في مأرب ملوك سبأ هم نفس الأطراف الذين أطلقوا على الحملة العسكرية التي قادها الصبيحي للحرب على القاعدة في أبين _عندما كان قائد المنطقة الجنوبية_ حرب العبثية، وقالوا إن الجيش يقاتل إخواناً ينطقون بالشهادتين ويوحدون؛ على أساس أن الجنود المذبوحين وطلاب كلية الشرطة معلقين الصليب في أعناقهم. الإخوان كل يوم يثبتون تورطهم بعلاقات عميقة مع تنظيم القاعدة، والمتابع لتصريحات جلال بلعيد سيدرك أن هناك تنسيقاً غير مخفي وتعاوناً على مستوى معين. ويلعن أبو النخبة.