لأنه أمين عام المؤتمر وسيبقي انتقال السلطة إليه كرسي الرئاسة بيد المؤتمر. لأنه يشغل منصب نائب الرئيس لفترة يكون قد اكتسب خلالها تجربة كافية لإدارة الدولة. لأنه جنوبي يمكن أن تشكل رئاسته مدخلا مطمئنا لحل القضية الجنوبية. لأن أبناء صعدة لا يرون له دورا مباشراً في قضية صعدة يعرقل موافقتهم عليه. لأنه ينتمي إلى المؤسسة العسكرية. لأن المشترك ليس بيده أن يعترض عليه أو فرض غيره بعد أن أوصلته أشهر التظاهرات الثمانية إلى حالة يبحث فيها فقط عن تعويض خسارته المادية، وانتقال السلطة من الرئيس صالح هو ما سيكفل له الخروج بماء الوجه بغض النظر عن شخص خلفه وانتمائه وصلاحياته المطلقة التي مثلت تخليا مخلا عن الدستور الديمقراطي ليصبح إنجاز الثورة هو العودة إلى ال 99.99 % التي كانت اليمن قد تجاوزتها. ربما لأنه رغم منصبه الرفيع بدا مطيعا للجميع أو بدا للجميع أنه سيكون مطيعا لذلك من واضحات الأسباب أصبح الرئيس هادي حلا مرضيا لأطراف أزمة العام 2011 والرئيس التوافقي لإدارة فترة الانتقالية وحوار وطني بصلاحيات تمنحه سلطة اتخاذ القرار الأخير للسلطتين التشريعية والتنفيذية للخروج بالبلاد من أزمتها والوصول بدعم إقليمي ودولي إلى مرحلة الاستقرار السياسي خلال عامين. انشغل الرئيس برئاسته عن الغاية التي اختير لأجلها وبرعاة المبادرة عن تنفيذها وأصبح المؤتمر الذي مثله في كرسي الرئاسة خارج السلطة ولم يعد بين المشترك قاسم مشترك وقضيتا الجنوب وصعدة أكثر تعقيدا والحرب التي صار رئيسا لمنع وقوعها قائمة على قدم وساق. ثلاث سنوات بدأت بهادي الحل وانتهت بهادي المشكلة وستمضي الحياة تاركة إياه على رصيف الشفقة في أحسن الأحوال.