يستفزك صحفي أو حقوقي أو ناشط "فحط" مع أول طيارة ليستقر به المقام في الدوحة أو القاهرة أو عند عمهم في اسطنبول، وكل يوم يطلع على الشاشات الفضائية ليساعد في صب الزيت على النار ويذكي الفتنة في اليمن. يا مناضلي العوامات ،بحسب أحمد فؤاد نجم، احنا مش ناقصين لكم خااااالص، ولو تشتوا تخدموا الوطن بصدق ما عليكم سوى أن تخرسوا ألسنتكم واتركونا نتكعف صعوبة الحياة ونمشيها كيفما اتفق. أو أن تثبتوا حرصكم على الوطن ومصلحته العليا والدنيا وتعودوا إلى أرضه تجتعثوا معنا، يبكر الواحد منكم محمل دبة الغاز يلوي بها على سبع حارات ويروح فاضي، يتفتش في كل شارع مرتين ولازم يبتسم كمان. تعالوا عيشوا معاناة المواطن المغلوب على أمره وناضلوا براحتكم، أطلعوا في كل الفضائيات وانتقدوا ونددوا واشجبوا واشتبجوا براااااحتكم، المهم تعيشوا معاناة المواطنين. أما أن تقضوا أوقاتكم مستأنسين في الفنادق والشقق الضخمة والكافيهات وتطلعوا على شاشات الفضائيات تشحنوا الوضع في البلد فوق ما هو مشحون بفضل السيد والشيخ فهذا فجور في حق البلد وسكانه. يعني واحد من شاشة إلى شاشة يطالب أصحاب مأرب وشبوة بقطع النفط والغاز عن صنعاء من أجل أن تتضاعف المعاناة على أهل صنعاء وحضرته في لندن مستمتع فهذا العهر بذاته. وآخر من باريس يطالب المجتمع الدولي وأصحاب الخليج بتدخل عسكري في اليمن أو في صنعاء بالذات، طبعا حضرته عند برج باريس يمتع عيونه بالحسناوات والمواطن الذي ستحل به الكارثة ،أو قل تتضاعف الكارثة على رأسه نتيجة التدخل الذي يدعو له ملعون والدين هو مجرد عالة على المجتمع، يتشرد ، يموت، يشلوه الجن، مش مشكلة، المهم نطيب خاطر المناضلين خلف الشاشات من القاهرةوالدوحةواسطنبول وعواصم أوروبا. اللي يفقش القلب أنه عندما تقول لأحدهم: طيب يا مناضل تعال ناضل من هنا.. من الشوارع والمدن اليمنية، أنت لست أغلى أو أهم من الشباب الذين يخرجون يوميا رفضا للمسلحين الحوثيين في العاصمة وباقي المدن، على طول يحمر ويخضر ويصفر وجهه ويتهمك بالحوثية والعفاشية والخيانة الوطنية والارتزاق،رغم أنك خارج من بيتك يشيعك صوت زوجتك "مافيش غاز، وصاحب البقالة رفض يدينا، الإيجار عادك ما سلمته" كل هذا وأنت في نظر مناضلي العوامات مرتزق ومرتهن وبياع وطن، وحضراتهم هناك بيعاملوا على استيراد وطن جديد خالٍ من الرصاص. قد سار من كل شيء أحسنه حتى المناضلين ... ويلعن أبو النخبة.